تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن المخطوط العربي الإسلامي هو المخطوط الذي تناول موضوعا من الموضوعات الأدبية أو الفلسفية أو العلمية باللغة العربية ونسخ بالحرف العربي. ويتسع ليشمل مخطوطات الدول الإسلامية غير العربية كلغات إفريقيا السوداء واللغات الحامية كالأمازيغية واللغات الهندية الأوربية كالفارسية والأفغانية والأوردو ( urdu ) أو الباكستانية والعثمانية والتركية وغيرها من لغات الشعوب الإسلامية التي استعارت حرف القرآن للكتابة. وقد تتبعها العالم الأوربي جوفروا روبير ( G.Roper ) وأحصاها فوجدها مائة وتسعة وعشرين (129) لغة.

ويدخل في هذا الإطار المخطوط الذي عالج موضوعا عربيا ولكنه بهجائيات غير عربية. إن الأرصدة العربية التي تملأ الخزائن الدولية تحتفظ بمجموعات من المخطوطات العربية نسخت بالحرف العبري كبعض مؤلفات ابن رشد الحفيد، (17) أو نسخت بالحرف اللاتيني أو كتبت بالحرف الكرشوني وهو الخط السريالي المستعمل في أحد الأديرة المسيحية في سورية يسمى كرشونة. (18) وفي مقابل المخطوط العربي الإسلامي نجد المخطوط العربي المسيحي، إنه ذلكم الكتاب الذي يكون صاحبه مسيحيا لكنه يكتب باللغة العربية ويتناول فيه موضوعا عربيا أو يعالج قضايا عقائدية مسيحية. ومن الأمثلة على ذلك مؤلفات الكاتب المسيحي فضل الله الصقاعي 726 هـ، من نصارى دمشق وضع مختصرا لوفيات الأعيان لابن خلكان كما وضع ذيلا عليه وسماه تالي وفيات الأعيان. كما وضع مؤلفون نصارى كتبا بالعربية أبرزوا فيها أهم القضايا الدينية المسيحية. وقد اهتم بهذا النوع من المخطوطات المستشرق الفرنسي "جيرار طروبو" ( G.Troupeau ) فوضع في سنة 1972 و1974 فهرسا في مجلدين للرصيد العربي المسيحي المحفوظ بالخزانة الوطنية الفرنسية. (19) ومن بين التسميات التي سمي بها المخطوط ما اصطلح عليه في الغرب بالمخطوط الجامعي ( manuscrit universitaire ) ويطلق على الكتاب الذي يتضمن المواد الأساسية التي تدرس بالجامعات الغربية في نهاية العصر في نهاية العصر الوسيط وهي: الطب واللاهوت والقانون والفنون الحرة، ولا يعتبر المخطوط جامعيا ما لم يتناول هذه العلوم. ومنها كذلك ما نعتوه بالمخطوط الحديث وهو ذلكم الكتاب الذي خطه المؤلف بيده وقدمه للطابع أو الناشر، وهو مصطلح حديث النشأة ظهر بعد اكتشاف صناعة الطباعة. ومنها أيضا ما اصطلح عليه بالمخطوط الهجين. فالهجين في العربية من كان أبوه عربيا وأمه أعجمية. ويطلق هذا الوصف على المخطوط الذي يتم نسخه على مواد كتابية مختلفة كأن ينسخ جزء منه على الرق والجزء الآخر على الورق أو يكتب قسم منه على الكاغد العربي الأصيل وقسم آخر على الورق الأوربي الذي يحمل تلكم العلامة المائية التي يطلق عليها الغربيون ( Filigrane ) والتي يخلو منها الورق العربي. (20)

ومن الأمثلة على هذا ذلكم المعجم اللاتيني- العربي (21) الذي تحتفظ به مكتبة جامعة ليدن بهولندة، ورقتا العنوان والتختيمة من الرق ومعظم المتن نسخ على الورق. وعلى الرغم من اعتبار هذا المعجم استثناء أو مفارقة كوديكولوجية فإن تركيبة المزدوج يبرز الانتقال التدريجي من الرق إلى الكاغد كمادة للكتابة. ومن النعوت التي ألصقت بالمخطوط العربي لفظ خزائني نسبة إلى خزانة. والمخطوط الخزائني ( Bibliophilique ) هو المخطوط الأنيق المزخرف المنسوخ نساخة جميلة رائعة برسم خزانة ملك أو أمير أو وجيه من الوجهاء. وقد يكون مصحفا مذهبا أو كتابا مرصعا يكتبه خطاط ماهر، ولا تكاد تخلو خزانة من الخزانات العالمية من مجموعة من هذا النوع من المخطوطات تعرض في غالب الأحيان في أبهاء المكاتب أو في نظائر الزجاج نادرة.

ومنها كذلك ما يسمى بالمخطوط الدعى ( Bâtard ) والدعى في اللغة هو الذي لا يعرف أبوه. وفي مجال التراث وهو ذلكم المخطوط الذي لم يقابل على أصل من الأصول أو لم يكن في ملك عالم كبير أو لم يرتبط سنده بشيخ من الشيوخ، أو لم ينسخه نساخ معروف أو ما قارب ذلك. وكان القدماء يقولون، إن الكتب التي لم تصحح على مؤلفيها ولو بوسائط لا يجوز الاعتماد عليها في النقل. (22) وفي مقابل المخطوط الدعى نجد المخطوط الأصلي أو النسخة الأصلية ( Original ) وهي التي خطها المؤلف بيده ( Autographe ) أو أشرف على نسخها وصححها بنفسه. ومن هذه النعوت كذلك ما يسمى عند الغربيين بالمخطوط

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير