تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

{لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء} (المائدة:51) والابتداء بقوله {بعضهم أولياء بعض} لأن الوصل يوهم أن الجملة صفة لأولياء فإذا انتفى هذا الوصف جاز اتخاذهم أولياء، وهو مُحال.

الوقف الكافي: وهو الذي يجب الوقف عليه والابتداء بما بعده ومنه الوقف على قوله {ولقد همت به} (يوسف: 24) والابتداء بقوله {وهم بها} وبهذا يتخلص القارئ من شيء لا يليق بنبي معصوم أن يهم بامرأة، ويصير {وهم بها} كلاماً مستأنفاً، إذ الهمّ من يوسف عليه السلام منفي، والهمّ الثاني غير الهمّ الأول.

الوقف الحسن: هو "الذي يحسن الوقف عليه، وفي الابتداء بما بعده خلاف الصحيح لتعلقه به من جهة اللفظ كقوله تعالى: {لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة} كلمة: {تتفكرون} رأس آية في سورة البقرة، ولكن لا يفيد ما بعده معنى، فلا يحسن الابتداء به، ويحسن العود إلى ما قبله.

{وتعزروه وتوقروه} والابتداءب {وتسبحوه} لئلا يوهم اشتراك عود الضمائر على شيء واحد، فإن الضميرين الأولين عائدان على الرسول صلى اللّه عليه وسلم وفي الثاني عائد على اللّه تعالى.

التنغيم: نغمة الصوت هي إحدى صفاته، وكثيراً ما تكون عاملاً مهماً في أداء المعنى، وتتوقف النغمة على عدد ذبذبات الأوتار الصوتية في الثانية، وهذا العدد يعتمد على درجة توتر الأوتار الصوتية، وللنغمة أربعة مستويات وهي:

أ- النغمة المنخفضة: وهي أدنى النغمات. وهي ما نختم به الجملة الإخبارية عادة، والجملة الاستفهامية، التي لا تجاب بنعم أو لا.

ب- النغمة العادية: وهي التي نبدأ الكلام بها، ويستمر الكلام على مستواها من غير (انفعال).

ج- النغمة العالية: وتأتي قبل نهاية الكلام متبوعة بنغمة منخفضة أو عالية مثلها.

د- النغمة فوق العالية: التي تأتي مع الانفعال أو التعجب أو الأمر.

وقد حاولت أن أمثل لكل نوع بشاهد قرآني، فكان اختياري على الوجه التالي:

النغمة المنخفضة. نحو قوله تعالى: {أفمن هذا الحديث تعجبون} {وتضحكون ولا تبكون} {وأنتم سامدون} أما قوله {فاسجدوا للّه واعبدوا} فهي نغمة فوق عالية لأنها جاءت بصيغة الأمر.

الأصوات والحيوان

من الجدير بالذكر أن أديباًعالماً كالجاحظ تنبه لتأثير التنغيم على الحالة النفسية للحيوان، وأشار إلى ذلك تحت عنوان "أثر الأصوات في الحيوان" والدواب تصر آذانها إذا غنى المكاري، والإبل تصر آذانها إذا حدا في آثارها الحادي، وتزداد نشاطاً وتزيد في مشيها ويجمع بها الصيادون السمك في حظائرهم التي يتخذونها له .. والأيائل تصاد بالصفير والغناء، وهي لا تنام ما دامت تسمع ذلك من حاذق الصوت، والصفير تُسقى به الدواب الماء وتنفر به الطير عن البذور، ويقول عن "أثر الصوت في الحيّة":

"فالحية واحدة من جميع أجناس الحيوان الذي للصوت في طبعه عمل فإذا، دنا الحواء وصفق بيديه، وتكلم رافعاً صوته حتى يزيد، خرج إليه كل شيء في الجُحْر، فلا يشك من لا علم له أن الحية خرجت من جهة الطاعة وخوف المعصية.

ولا يخفى على المتأمل أن هذا الأثر الذي يتركه الصوت على الكائنات الحية مرتبط بالتنغيم، فلو كان الصوت على طبقة صوتية واحدة من الصعود والهبوط، لما كان له أثر واضح.

وقد أشار القرآن الكريم لهذه الظاهرة العجيبة حين تحدث عن داود عليه السلام: {ولقد ءاتينا داود منا فضلاً ياجبال أوبي معه والطير} والآية تصور من فضل اللّه على داود عليه السلام أنه بلغ من الشفافية والتجرد في تسابيحه أن انزاحت الحجب بينه وبين الكائنات فاتصلت حقيقتها بحقيقته، في تسبيح بارئها ورجعت الجبال والطير معه، إذ لم يعد بين وجوده ووجودها فاصل ولا حاجز، حين اتصلت كلها باللّه صلة واحدة؛ وتجاوب الكون كله مع ترانيم داود.

وقد أشار النبي صلى اللّه عليه وسلم إلى هذه الظاهرة، حين سمع أبا موسى الأشعري يقرأ من الليل، فوقف يستمع لقراءته، ثم قال: "لقد أوتي هذا مزماراً من مزامير آل داود.

النبر

"هو قوة التلفظ النسبية التي تعطي للصائت في كل مقطع من مقاطع الكلمة أو الجملة".

فسيولوجية النبر: عند نطق المنبور نلاحظ عدة أنشطة في الجهاز الصوتي البشري منها:

? تنشط عضلات الرئتين، بشكل متميز لرفع الهواء بنشاط أكبر.

? تقوى حركات الوترين الصوتيين وتتسع الذبذبات.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير