أمّا تقسيم الأبنية فقد زاد (باب الثنائي المضاعف من المعتلّ) فجاءت كما يلي:
أ- باب الثنائيّ المضاعف الصحيح ب- باب الثلاثيّ الصحيح
ج- باب الثنائيّ المضاعف من المعتلّ د- باب الثلاثيّ المعتلّ
هـ - باب الثلاثيّ اللفيف و- باب الرباعيّ
ز- باب الخماسيّ
وكذا تقليب الكلمات تبع العين فيها.
5 - المحكم – ابن سيده (398 - 458هـ)
سلك مسلك العين في منهجه إلاّ أنه خالفه فيما يلي:
أ- تبع الزبيديّ في زيادة (باب الثنائيّ المضاعف من المعتلّ)، وفي كثيرٍ من الموادّ التي خالف فيها الزبيدي العين، حيث تبع فيها الزبيديّ، وذلك بسبب كون الزبيديّ أستاذ والده (إسماعيل)، وعن والده أخذ مختصر العين، وفي كثيرٍ من الموادّ يتطابق المعجمان.
ب- زاد ابن سيدة ألفاظاً كثيرةً على المختصر، ففاق فيها ما في العين، واعتنى بمسائل النحو والصرف.
مدرسة الجمهرة
لصعوبة طريقة العين في ترتيب الحروف فإنّ بعض اللغويين حاول تيسير تلك الطريقة لتكون أسهل للمطّلعين على المعجم، ومن أشهر مَنْ جدّد في طريقة العين ابن دريد في معجمه، ولذا فهو يُعدّ صاحب طريقةٍ جديدةٍ.
الجمهرة – أبو بكر بن دريد (223 - 321هـ)
أدخل ابن دريد على منهج العين تغييراتٍ عديدةً محاولةً منه تيسير طريقته المعقّدة، وجاءت تغييراته على النحو التالي:
الأساس الأول:
تقسيم المعجم إلى الأبنية.
قسّم الكتاب إلى الأبنية التالية بالنظر إلى حروفها الأصول:
أ- الثنائيّ المضاعف وما يلحق به.
ب- الثلاثيّ وما يلحق به.
ج- الرباعيّ وما يلحق به.
د- الخماسيّ وما يلحق به.
وأتبع هذه الأبواب أبواباً للّفيف والنوادر.
أي أن ابن دريد جعل تقسيم الأبنية هو الأساس الأول في معجمه، وليس كما جاء في العين، ففي العين قسّم كتابه إلى حروف، وكلّ حرف قسّمه إلى أبنية، أمّا ابن دريد فقد عكس ما في العين، ولذا ففي كل معجمه بناء واحد للثنائي المضاعف، وواحد للثلاثي .. وهكذا، وتحت كل بناء جميع الحروف العربية.
الأساس الثاني:
تقسيم كلّ بناء إلى حروف.
قسّم كلّ بناءٍ إلى أبوابٍ طبقاً للحروف على الترتيب الألفبائيّ، فبدأ بحرف الهمزة، ثم حرف الباء ثم التاء وهكذا بقية الحروف على الصورة التالية:
أ / ب / ت / ث / ج / ح / خ / د / ذ / ر / ز / س / ش / ص / ض / ط / ظ / ع / غ / ف / ق / ك / ل / م / ن / هـ / و / ي
3 - بدأ كلّ بابٍ بالحرف المعقود له مع ما يليه في الترتيب الألفبائيّ، فمثلاً في باب (التاء) بدأ بها مع الثاء، ثمّ بها مع الجيم، وبعد نهاية الحروف تأتي التاء مع الهمزة، ثمّ التاء مع الباء.
وهنا يختلف الجمهرة عن العين لكونه رتّب الحروف على الترتيب الألفبائي وليس الترتيب الصوتي، وهذا من مواطن التجديد في الجمهرة.
الأساس الثالث: تقليب الكلمات
قلّب الألفاظ التي تقع تحت كل حرف على الصور المستعملة في العربية.
طريقة البحث في الجمهرة:
للبحث عن كلمة في الجمهرة نسلك الخطوات التالية:
1 - تجريد الكلمة من الحروف الزائدة لنعرف الحروف الأصلية.
2 - تحديد البناء الذي تدخل تحته الكلمة (الثنائي أو الثلاثي أو الرباعي أو الخماسي)، ثم الاتجاه إلى ذلك البناء في الجمهرة.
3 - البحث عن الكلمة تحت أول حروفها على الترتيب الألفبائي، ثم الذي يليه، ومع الكلمة بقية تقليباتها.
وإليك أمثلة تطبيقية للبحث عن الكلمات في الجمهرة:
أمثلة تطبيقية
(أكل) نجدها في باب الثلاثي تحت حرف الهمزة ثم الكاف لأن الهمزة أول الحروف على الترتيب الألفبائي ثم الكاف ثم اللام، ونجد معها المستعمل من تقليباتها (ألك، كلأ، كأل، لكأ، لأك).
(قعد) نجدها في باب الثلاثي تحت حرف الدال مع العين لأن الدال أولها على الترتيب الألفبائي ثم العين ثم القاف، أي أنها تحت (دعق) ومعها المستعمل من تقليباتها مثل (دقع، قدع، قعد، عقد، عدق).
(عبس) نجدها في باب الثلاثي تحت حرف الباء مع السين لأن الباء أولها ثم السين ثم العين، أي أنها تحت (بسع) ومعها المستعمل من تقليباتها.
ولو أتيت ببعض الأمثلة التي ذكرتها عند ذكر أسس مدرسة العين لتبيّن لنا الاختلاف في مواقع الكلمات في الجمهرة عنه في العين:
(شدّ) في باب الثنائي تحت حرف الدال لأنه أول حروفها على الترتيب الألفبائي، ومعها تقليباتها المستعملة.
¥