تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وتبقى اسئلة عديدة مطروحة منها: ما المغزى والحكمة من هذه الحروف؟ ولماذا تكررت هي بذاتها دون غيرها في فواتح السور؟ وماذا اراد الله عز وجل بها غير الذي قدمناه وحاولنا بإقتضاب شديد شرحه؟ او بصياغة اخرى، هل تحتمل هذه الحروف تفسيرات عدة في آن واحد ولها ابعاد كامنة اخرى غير الظاهر منها؟ فليس من المعقول ان تكون موجودة في كتاب مقدس كالقرءان وليس لها فائدة سوى تجميل او ان تكون سرا لا يعرفه الا الله وحده. فأذن لماذا كتبت لنا لنقراها؟ من جهتي فأني اقر بأني لا اعرف ابعادها الدينية لاني لست ضليعا في فقه الدين ولكن بحوثي في الجغرافية التاريخية وعلم التاصيل والتاثيل للغات الجزيرية قد مكنتني بعض الشئ من القي ضوءا من هذا الجانب اعتقد انه اهمل من قبل المختصين الذين ركزوا جل اهتمامهم في تفسير هذه الحروف على الجانب اللغوي البلاغي او الديني، ولكن هذا لا يعني ان هؤلاء قد فشلوا في مهتهم ولكن تفسيراتهم لم تكن كافية ولم تشمل ابعاد اخرى مهمة نعتقد ان هذه الحروف تحملها في عناوينها. فلا شك ولا جدال في جمالية هذه الحروف وبلا غتها في بداية السور ولكن هل يكفي القول بأن هذه الزهرة جميلة فنفسر بذلك وجودها ومحلها من الاعراب ان جاز القول؟ نحن نؤمن بأن القرءان الكريم معجزة ولكن نثبت ذلك فنحن نقدم هذه الحروف كأحدى المعجزات القرءانية العديدة. ليس فقط بجماليتها وبلاغتها ولكن بما تشير وترمز اليه ايضا، ولو اخذنا بمقولة " خير الكلام ما قل ودل " فلن نجد اعظم من هذه الحروف في مهماتها المتعددة. فكيف بحرف واحد يحدثنا عن آيات وامثال وقصص عديدة، اوليس هذه معجزة بحد ذاتها تضاف الى اخريات عديدة، يحويها القرءان؟ ان هذه الحروف "النورانية" مثل الالف والعين والصاد والراء والهاء، تساهم في تصحيح ما حدث من تشويهات وتحريفات للكتب السماوية التي سبقت القرءان، فجميع تلك الحروف تحدثنا عن امثلة قد سردت في التوراة والانجيل وان القرءان قد ورثها بعد تصحيحها، فجبريل ع الذي اعتبره اليهود عدوا لهم بعدما افشى سرهم وقباحتهم، اعيد له دوره واعتباره بين الملائكة المقربين في القرءان، لا بل اهم فهو الذي ينزل آيات الله على جميع الرسل دون استثناء، وان سيدنا ابراهيم هو اول المسلمين، واسماعيل ابنه رفع مرتبته نبي ورسول في سورة مريم واصبح الثاني في اسلامه بعد ابيه ع، وان جميع الرسل والانبياء هم اناس وانما اوحي اليهم.

وكم من آية تذكرنا بعروبة القرءان الكريم، وهكذا شان الحروف النورانية ايضا فهي تؤكد على عروبته وعربي اللسان نطقا واشارة. وليست صدفة ان الله انزل 14 حرفا وهو عدد يمثل نصف عدد حروف الابجدية العربية، انزلها في 29 سورة وهو عدد يمثل ايام شهر رمضان المبارك (13) الذي انزل فيه القرءان المجيد. انزل القرءان عربيا ويبقى هكذا لا يحرف في ترجمته الى لغات اخرى كما حدث للانجيل والتوراة، وكذلك ليفهمه قومه الذين يتحدثون هذه اللغة. هناك نقطة اخرى مهمة يتوجب ذكرها هنا، فالبحث في التاريخ واللغات الجزيرية والتي لم تحل بعد عقدها كلها، فتسلسل وتعاقب الآيات يطابقان تعاقب وتسلسل الحروف المذكورة في نفس السورة: مثل حم عسق، او كهيعص او غيرهما. فأن كل ذلك هو كثير على ما نعتقد رجل لم يكن ضليعا في اللغات الجزيرية، الشئ الذي يعطي برهانا ساطعا على معجزة القرءان الكريم ونزوله على محمد ص لا من صنع الاخير كما يزعم من يرى فيه مصلحا كان قد كتبه.

الخاتمة

يجب القول ان هذه الحروف تحمل معاني عديدة فعلا في طياتها وتحتاج الى جهد فريق ذي عدة اختصاصات يضم علماء في اللغة العربية والجزيرية الاخرى وكذلك علماء دين وتاريخ لاجل الوصول الى احاطة شاملة لهذا الموضوع.

بعض مراجع البحث

1) المعجم الوسيط للغة العربية، ابراهيم مصطفى، دار المعارف 1980

2) القرءان الكريم، الشيخ سيد بو بكر، 1979. Ed. Fayard

3) الانجيل رؤيا يحيى المعمداني

4) Histoire des Religions, A. Vincent, Ed. Bloud et Gay.

5) Le Mystère des Origines, Kovalesky J, Ed. Fri – Ane, 1981.

6) Les Mots Clé de la Bible, P. Miquel, Ed. Beauchene, 1996.

7) Les Religions du Moyen Orient, A. Ca Quot, 1970.

8) Les Mystères de l'Alphabet, M. Ouakin, Ed. Assouline, 1997.

9) Dictionnaire de la Bilble, Loutzey, 1895.

10)Dictionary Aramish of the Old Testament, Baugartene, Ed. E.J. Brill, 1967.

11)Les Signes et les Origines, S. Desportes, Ed. Guy Treaniel, 1991.

12) Le Système Verbal Sémitique, M. Cohen 1924.

13)Dictionnaire des Symbole Musulmans, Malek Chebel, Ed. Michel Alban, 1995

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير