ونقل ثعلب عن الأصمعيِّ أنه قال: خُتم الشعر بإبراهيم بن ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D8%AD+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B6%D8%AF%D9%8A+%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D8%A8%D9%86+%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-11-16&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) هَرْمة، وهو آخر مَنْ يُحْتجُّ بشعرهم. وقد توفي في خلافة الرشيد سنة 176 [33].
والذين نشأوا في بيئة عربية لم ينتشرْ فيها فسادُ اللغة انتشاراً يرفع الثقة بفصاحة لهجتها، يُوثَقُ بأقوالهم، ولو كانوا في القرن الثالث.
قال ابن ( http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%8A%D8%B6%D8%A7%D8%AD+%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B6%D8%AF%D9%8A+%D9%84%D8%A 3%D8%AD%D9%85%D8%AF+%D8%A8%D9%86+%D9%81%D8%A7%D8%B1%D8%B3&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2010-11-16&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) جني في ((الخصائص)) 2: 5 (باب في ترك الأخذ عن أهل المَدَرِ كما أُخِذَ عن أهل الوَبَرِ) عِلَّةُ امتناع ذلك ما عَرَضَ للغاتِ الحاضرةِ وأهل المَدَرِ من الاختلال والفساد والخَطَل.
ولو عُلِمَ أن أهل [34] مدينةٍ باقون على فصاحتهم، ولم يعترضْ شَيْءٌ من الفساد للغتهم، لوجب الأخذ عنهم كما يؤخذ عن أهل الوبر.
وكذلك أيضاً لو فشا في أهل الوبر ما شاع في لغة أهل المَدَرِ من اضطراب الألسنة وخبالها، وانتقاضِ عادةِ الفصاحة وانتشارها، لوجب رفض لغتها، وترك تلقِّي ما تَرِد عنها. وعلى ذلك العملُ في وقتنا هذا؛ لأنا لا نكاد نرى بَدَوِيًّا فصيحاً. وإن نحن آنسنا منه فصاحة في كلامه، لم نكد نعدَم ما يُفْسِدُ ذلك ويقدح فيه، وينال ويَغُضُّ عنه.
والشافعيُّ المتوفى سنة 204هـ، نشأ في بيئة عربية، وهي مكة المكرمة وهو حجة في كلامه وعباراته، يصح الاستشهاد بما يستعمله من الألفاظ؛ لأنه يكتب ويتكلم بلغته على سجيته، ويتخير من لغات العرب ما شاء.
ولقد كان الشافعي فصيحَ اللسان، ناصعَ البيان، في الذروة العليا من البلاغة، تأدب بأدب البادية، وأخذ العلوم والمعارف عن أهل الحضر.
قال أحمد: (كلامُ الشافعيِّ حجةٌ في اللغة) [35].
وقال الأزهريُّ في ((إيضاح ما استشكل من مختصر المُزَنِيّ)): (ألفاظُ الإمام الشافعي عربية محضة، ومن عجمة المولدين مصونة) [36].
وقال المازني: (كلام الشافعي عندنا حجة في النحو).
وأخرج الحاكم عن الزعفراني قال: (ما رأيت الشافعيَّ لحن قط).
وقالوا: إن كلامَ مالك - رضي الله عنه - المتوفى سنة 179هـ حجةٌ ثبتُ به القواعد النحوية [37].
وإنني أعجب كل العجب من بعض النحاة الذين تَبَنَّوا الصدَّ عن الاحتجاج بكلام سيد الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم -، تعللاً بالرواية بالمعنى، ورواية العجم، مع أنَّ الدواعي متوفرة لنقل كلامه - صلى الله عليه وسلم -، والاعتناء به أكثر من جميع الخلق.
وليت شعري، مَنْ أَوْلَى من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالاحتجاج بكلامه؟!
ومَنِ الشافعي ومَنْ مالكٌ - رحمهما الله - بالنسبة لحامل لواء الرسالة للعالَمِين؟! [38]
فمهلاً مهلاً يا مفْتُون.
يتبع ...
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[14 - 12 - 2010, 09:07 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... أما بعد:
*نهاية البحث *:
ولا يجوز الاحتجاج بشعرٍ أو نثر لا يُعْرف قائله، وعلة ذلك: الخوف من أن يكون لمولَّدٍ، أو مَنْ لا يوثق بفصاحته [39].
فإن روى الشعْر عربيٌّ ينطق بالعربيَّة بمقتضى السليقة فيحتجُّ به، وكان العرب ينشُد بعضُهم شعرَهُ للآخر، فيرويه عنه كما سمعه، أو يتصرف فيه على مقتضى لغته، ولهذا تكثُرُ الرواياتُ في بعض الأبيات، ويكون كلٌ منها صالحاً للاحتجاج، كما يُحْتَجُّ بالشعر الذي يرويه من يوثق به في اللغة، واشتهر بالضبط والإتقان وإن لم يُعْرَفْ قائِلُهُ. وقد تلقَّى علماءُ العربية شواهد كتاب ((سيبويه)) بالقبول، وفيها شواهد كثيرةٌ لم يعرف أسماء قائليها، فإنما يكون الردُّ وجيهاً إذا روى الشعر من لم يكن عربياً فصيحاً، ولم يشتهر بالضبط والإتقان فيما يسوقه من الشعر على أنه عربي فصيح [40].
¥