3 - إظهار إعجاز القرآن، واشتماله ما يحتاجه الناس في دنياهم، وأخراهم.
- النتائج والتوصيات.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ..
فيحسن بعد الانتهاء من البحث التعريج على أهم النتائج والتوصيات العلمية للبحث وهي كما يلي:
نتائج البحث:
• أن مفهوم الاستنباط من القرآن؛ مفهوم مغاير لمفهوم التفسير، وقد يطلق التفسير عند المتقدمين ويدخل فيه الاستنباط، كما قد يطلق عندهم الاستنباط على علم أصول الفقه.
• أن الاستنباط من القرآن الكريم شامل لجميع الآيات ولا يقتصر على عدد من الآيات، كما أنه شامل لجميع ما يحتاجه الناس، عام في جميع أبواب الشريعة.
• أنه لا يمكن الاستغناء بالقرآن الكريم عن السنة النبوية بل هما صنوان ومصدران أساسيان للشريعة الإسلامية.
• لا يمكن الادعاء بأن القرآن قد احتوى على العلوم العصرية بجميع تفاصيلها ومسائلها، وإن ورد ما يدل على ذلك من الألفاظ فهي إشارات لهذه العلوم، وليس احتواء لها لأنه كتاب هداية وتشريع لا كتاب علوم تطبيقية.
• أن أنواع الاستنباط متعددة من جهات كثيرة منه الفقهي والعقدي والتربوي، ومنه الاستنباط الكلي والجزئي، وغير ذلك، وكل هذه الاستنباطات متحملة للصواب والخطأ.
• أهمية معرفة شروط الاستنباط بقسميها: شروط المستنبط وشروط المعنى المستَنبَط، إذ الجهل بها سبب للخطأ والانحراف في الاستنباط.
• تنوع طرق الاستنباط من القرآن وتعددها، وضرورة العلم بها لمريد الاستنباط من القرآن الكريم.
• أنه قد وقع الانحراف في الاستنباط من القرآن بسبب الانحراف في التفسير والعقيدة وبسبب اعتقاد المعاني ثم حمل الآيات عليها والخطأ في فهم معنى باطن القرآن كما قد وقع بسبب تقديم العقل على النقل.
التوصيات:
• ضرورة التوسع في دراسة هذا الموضوع وذلك من جوانب متعددة منها:
- دراسة مناهج المفسرين في الاستنباط.
- دراسة قواعد الاستنباط من القرآن.
- التفصيل في دراسة أثر الانحرافات العقدية والفكرية في الاستنباط من القرآن الكريم.
- ودراسة مناهج أهل الأهواء في الاستنباط من القرآن.
• الاعتناء بموضوع الاستنباط خلال تدريس تفسير كتاب الله تعالى وبيان عظمة هذا الكتاب من خلال اشتماله على كل شيء يحتاجه الناس.
• تأصيل منهج الاستنباط من القرآن الصحيح وذلك بتدريسه في الجامعات والأقسام العلمية وعمل الندوات العلمية لذلك، وبيان خطر الولوج فيه من قبل غير المتخصصين.
• ضرورة اعتناء الكتاب في العلوم الإسلامية ـ والكتاب في الإعجاز القرآن ـ على وجه الخصوص بموضوع الاستنباط من القرآن.
• إصدار مجلة علمية تعنى بالاستنباطات القرآنية، وتناقش أهم المستنبطات على الساحة العلمية والفكرية.
• تخصيص جزء للحديث عن الاستنباط عند دراسة مناهج المفسرين وعلوم القرآن، باعتباره جزءاً من تفاسيرهم، وباعتباره جزءاً من علوم القرآن.
وختاماً أسأل الله أن ينفع بما كتب، وأن يجعله خالصاً صواباً، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
- قصتكم مع الرسالة.
أما قصتي مع الرسالة فقد ابتدأت من رغبتي أثناء دراسة السنة المنهجية في موضوع يجمع بين علمي أصول الفقه والتفسير فتوجهت بداية إلى النظر في مقاصد القرآن بشكل عام فرأيت أن الموضوع كبير خطير.
ثم استقر الأمر بعد مشاورة عدد من الفضلاء على هذا الموضوع، وقد كنت في البداية أثناء إعدادي للخطة أحاول جمع شتاته ولم يكن الأمر كما كنت أتوقع، فبدأت الأمور تضيق قليلاً، فاستعنت بعد الله بالفضلاء من المشائخ.
ولا بد لي أن أسجل هنا أن من أصعب الأمور على الباحث كتابة خطة محكمة شاملة للبحث إذ يشترط لذلك التصور العام للموضوع، وأنى يكون ذلك وهو لا يزال مجرد فكرة في الذهن، وهذا ما حدث لي في موضوع الاستنباط فقد واجهتني صعوبة بالغة في كتابة الخطة.
وكان أول سؤال لي من قبل بعض الفضلاء عند مشاورتهم على الموضوع والخطة: هل يوجد فرق بين التفسير والاستنباط؟، وقال لي أحدهم: إذا أثبت الفرق فابحث في الموضوع؟ ولذلك عندما بدأت بكتابة الرسالة كان الهم منصباً في البداية على إيضاح الفرق بينهما فتوسعت في ذلك كثيراً، ولما سلمت المبحث الخاص بالفرق لأستاذنا الكبير الدكتور محمد الشايع حفظه الله لاحظ ذلك التوسع فاقترح التخفيف منه، فأجبته وأنا ابتسم: أنني ابتدأت البحث بنفسية من يريد إثبات الفرق لأنه أول سؤال وجه لي ...
ثم بعد كتابة الخطة قدمتها وابتدأت بكتابة البحث مباشرة ولم أنتظر حتى حصول الموافقة من قبل الكلية، وكانت مغامرة إذ انتهيت من فصل تقريباً قبل اعتماد الخطة، ولذلك بعد اعتمادها مباشره قدمت هذا الفصل لفضيلة المشرف.
وهنا أسجل أن للمشرف أثراً بالغاً في نفسية الباحث، وفي تشجيعه واستقلاليته أو عدمها، وهذا ما كان معي حيث وجدت ذلك في نفسي، ثم تتابعت الأيام والشهور كانت اللقاءات النافعة مع المشرف وفقه الله، حتى بلغ الكتاب أجله.
وحين أدرت نظري لما مضى من الأيام أثناء كتابة هذه الرسالة وجدتني قد مررت بظروف أحمد الله على أنها لم تفقدني المواصلة في البحث، فقد واجهني بداية قلة المصادر التي تتحدث عن الموضوع بل ندرتها، سوى الكلام على الدلالات إذ هو مبثوث في كتب الأصول، فكنت إذا ذهبت إلى المكتبة أقلب النظر ولا أدري أين أتجه أإلى قسم التفسير أم الأصول أم العقيدة وهكذا، ولا يعلم ذلك إلا من عايش مثل هذه التجربة مع موضوع جديد.
ثم بعد ذلك استوى البحث على سوقه فنظرت مرة أخرى على تلك الأيام وإذا بي قد فقدت خلال البحث اثنين من أعز الناس علي هما والدي ووالده، ثم فقدت بعد ذلك جدتي لوالدتي، فجلست أنظر كيف مرت الأيام هكذا، والحمد لله على كل حال، ومن الغريب أن هذه الرسالة لم تتركني بعد ذلك حتى تركتني زوجاً وأباً كل هذا حدث أثناء بحثي لهذه الرسالة سامحها الله! ...
وبعد أخي الفاضل هذه قصتي المختصرة مع الرسالة ولا زال في جعبتي الكثير مما لا يتسع له المجال .. والحمد لله رب العالمين ...
¥