[عرض رسالة الدكتوراه: (تفسير القرآن بالقرآن) للأستاذ الدكتور محمد قجوي]
ـ[أحمد بزوي الضاوي]ــــــــ[26 Jan 2008, 03:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
تقرير علمي عن موضوع:
تفسير القرآن بالقرآن دراسة تاريخية ونظرية
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ..
وبعد.
هذا تقرير علمي نشرح فيه هذا الموضوع الهام، وننبه على قيمته العلمية، وعلى الأسباب الداعية إلى العناية به، ونَصِف ما أنجز منه في هذه الأطروحة، وما توصلنا إليه من نتائج علمية هامة ومفيدة.
أولا: شرح الموضوع
التفسير في اللغة: الإيضاح والتبيين، ومنه قوله تعالى: ? وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (33) ?، أي أفصح بيانا وتفصيلا.
أما في الاصطلاح: فقد تعددت عبارات العلماء في تعريفه، إلا أنها في جوهرها لا تخرج عن المعنى الذي ذهب إليه الزركشي بقوله:‘‘ علم يُعرف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان معانيه، واستخراج أحكامه وحكمه.‘‘
وتقييد ‘‘ التفسير ‘‘ بعبارة ‘‘ بالقرآن ‘‘ نقصد به التفسير الذي يكون استمداده محصوراً في كتاب الله تعالى وحده، وبذلك تُستثنى بقية المصادر الأخرى، لأنها غير مقصودة بهذه الدراسة، إلا أن تكون هي الأخرى مستدِلة بالقرآن، فالأصل المعتمَد حينئذ هو الأصل الأول القرآن الكريم.
وأما القصد من الدراستين التاريخية والنظرية:
ـ فالمراد من الأولى: تتبع تطور هذا الفن من النشأة إلى يومنا هذا.
ـ والمراد من الثانية: تصنيف مباحث هذا الفن، وبيان ما فيها من وجوه تفسير القرآن بالقرآن، مع بيان منزلة هذه الوجوه وقيمتها في التفسير.
وأما وجه تقديم الدراسة التاريخية على الدراسة النظرية، فلأن موضوع الدراسة الثانية هو حصيلة ما وصل إليه تفسير القرآن بالقرآن من تطور ونضج، بعد تقلبه في مراحل مختلفة، عرف فيها النشأة والتطور المتدرج. فكان لزاما أن تستفيد هذه الدراسة النظرية من كل هذه التجارب التاريخية، وتسجل ما وجد فيها من وجوه تفسير القرآن بالقرآن ..
ثانيا: أهمية البحث في هذا الموضوع
يعتبر هذا الموضوع غاية في الأهمية في الدراسات القرآنية واللغوية أيضاً، نظراً للمباحث الهامة المتعلقة به، ويكفي لبيان أهمية العناية به والبحث فيه أن ننبه على العناصر التالية:
1 ـ قيمة هذا النوع من التفسير
فقد أجمع السلف والخلف على أن أصح طرق التفسير وأجلها تفسير القرآن بالقرآن، فيه البيان الصادق لكثير من مفرداته وتراكيبه، وأحكامه وقصصه، ولا يصح تفسير يتجاوزه أو يخالفه، إذ لا أحد أعلم من الله تعالى بمراده من كلامه، لقوله تعالى:? وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ?، وقوله أيضا: ? فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19) ?.
2 ـ انعدام تصنيف نظري مستقل جامع لمباحث هذا الفن وقواعده
لقد بذل المصنفون القدماء جهوداً عظيمة في خدمة تفسير القرآن بالقرآن، يتجلى ذلك في وفرة
مادته وتنوع مباحثه ووجوهه في مصنفاتهم، ولكن نلاحظ على هذه الجهود العظيمة انعدام تصنيف مستقل بهذا الفن، جامع لوجوه بيانه، مرتبة حسب مباحثها، مصحوبة بشرح لما فيها العمليات التفسيرية، إلى غير ذلك مما يحتاجه الموضوع. فلم يشتهر بين مصنفاتهم الكثيرة في مجال التفسير على تعددها، وتنوع مطالبها، ومناهجها، مصنف بالشكل الذي ذكرناه. وحسب جهودي المتواضعة في تتبع هذا الفن وتطوره، لم أقف على شيء ينسب إليهم مما ذكرت. ولهذا أقول: لقد اعتنى القدماء بتفسير القرآن بالقرآن، وألفوا في مباحثه المتنوعة، ولكن لم يثبت أن أفردوه بتصنيف مستقل جامع، اللهم إلا ما كان من التفاسير العامة المصنفة حسب ترتيب المصحف، فقد استوعبت نصيبا هاما من مباحثه ووجوهه، ولكنها لم تكن خاصة به، حاملة لاسمه، وإنما كانت عامة جامعة له ولغيره من العلوم والفنون، فصعب الاهتداء إليه بين تلك الأمواج المتلاطمة مما ذكرنا.
¥