[رسالة في الوقف والابتداء وعلاقته بالعقيدة]
ـ[أبو صالح المدني]ــــــــ[03 Feb 2009, 12:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فأشكر أولا القائمين على هذا الملتقى المبارك على جهودهم الخيرة.
ثانيا: أبشركم أن الله قد يسر لي تسجيل رسالة ماجستير بقسم العقيدة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بعنوان (أثر الوقف والابتداء في القرآن في تقرير مسائل العقيدة) وأرجو من الإخوة الكرام إفادتي بآيات من القرآن الكريم لها علاقة بموضوعي.
ولكم جزيل الشكر سلفا على تعاونكم.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[03 Feb 2009, 01:09 م]ـ
وأرجو من الإخوة الكرام إفادتي بآيات من القرآن الكريم لها علاقة بموضوعي.
ولكم جزيل الشكر سلفا على تعاونكم.
أحسنتَ اختياراً وفقك الله, وهذا موضوعٌ مهمٌ ومليحٌ , أسأل الله أن يعينك عليه , ودُونكَ قَول الله تعالى (وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ) ومما يعتضدُ به المعنى الصحيحُ فيها قول الله سبحانه (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأرْضِ إِلَهٌ)
ـ[أبو صالح المدني]ــــــــ[04 Feb 2009, 10:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل:
هذه الآية من الآيات المثبتة في الخطة، وأرجو ذكر المزيد والتفاعل معي خصوصا من الأعضاء الذين لهم صلة بالموضوع. وشكرا.
ـ[محمود الشنقيطي]ــــــــ[04 Feb 2009, 04:13 م]ـ
خذ هذه:
(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) والخلافُ فيها على قوله (يَخْتَارُ) مشهورٌ في كتب التفاسير والعقائد.
ـ[أبو صالح المدني]ــــــــ[07 Feb 2009, 12:16 م]ـ
أحسنت، وجزاك الله خيرا.
ـ[جمال القرش]ــــــــ[07 Feb 2009, 01:14 م]ـ
أسال الله أن يسدد خطاك يا أبا صالح المدني، ويوفقك لانجاز هذا البحث المميز
هذان موضعان مهمان:
[ا] الوقف على: ?الْعَرْشِ?
??طه * مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى * تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلا * الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ (وقف) اسْتَوَى * لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى? طه: 1 - 6.
ثم يبتدئ: ?اسْتَوَى* لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ?، وهو بذلك ينفي صفة الاستواء لله تعالى، وهذا الوقف يسمى الوقف بدعي، وهو من وقوف أهل الاعتزال [1].
(ب) ـ الوقف على: ?وَرَحْمَةً?
من قوله تعالى: ? وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً (وقف) وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ? الحديد: 27.
قال الدكتور عبد العزيز القارئ في التقرير العلمي: وجدنا في مصحف الأصل لمصحف المدينة النبوية أثناء مراجعة اللجنة رمز الوقف اللازم " مـ" على قوله: ?وَرَحْمَةً ?، وهذا على وجه من أوجه الإعراب، وهو أن تكون ?وَرَهْبَانِيَّةً? منصوبة بفعل يفسره الظاهر، تقديره: وابتدعوا رهبانية ?ابْتَدَعُوهَا?.
وعلى هذا فالكلام عن ?وَرَهْبَانِيَّةً? منفصل عن الكلام عن ?رَأْفَةً?، ?وَرَحْمَةً?، إذ هاتان صفتان في القلب لا تكَسُّب للإنسان فيهما، بخلاف ?وَرَهْبَانِيَّةً?، فإنها أفعال البدن مع شيء في القلب، ففيها موضع للتكسب، كذا ذكره أبو حيان وذكر عن قتادة قال: الرأفة والرحمة من الله، والرهبانية هم ابتدعوها.
ولكن هذا الإعراب تفوح منه رائحة الاعتزال، فقد لجأ إليه أبو علي الفارسي وتابعه عليه الزمخشري، وكلاهما معتزليان، فرارًا من اعتبار الرهبانية التي ابتدعوها مخلوقة لله تعالى، على قاعدتهم أن ما كان مخلوقًا لله لا يكون مخلوقًا للعبد.
فالرأفة والرحمة من خلق الله، أما الرهبانية فهي من ابتداعهم وفعلهم، أي هي مخلوقة لهم.
وهذا الاعتقاد هو الذي دفع أبا علي إلى اعتبار ?وَرَهْبَانِيَّةً? مقتطعة من العطف على ما قبلها ومنصوبة على الاشتغال.
وقد عاب أبو حيان عليهم هذا الإعراب من جهة العربية، فقال: وهذا الإعراب الذي لهم ليس بجيد من جهة صناعة العربية، لأن مثل هذا هو مما يجوز فيه الرفع بالابتداء، ولا يجوز الابتداء هنا بقوله: ?وَرَهْبَانِيَّةً? لأنها نكره لا مسوغ لها من المسوغات للابتداء بالنكرة (2).
ويبدو أن الذين وضعوا الوقف اللازم هنا على قوله: ?وَرَحْمَةً? لم ينتبهوا لرائحة الاعتزال هذه، بينما كان الأولى عدم اعتبار هذا الوجه لظهور فساد الأساس الذي بني عليه.
وفي بعض المصاحف وضعوا رمز الوقف الجائز مع تساوي الطرفين" ج"، وفي بعضها رمز الوقف الجائز مع أولوية الوصل" صلى" وكل هذا مبني على اعتبار ذلك الوجه المعتزلي من الإعراب، بينما الأولى إبطاله، وسد بابه.
لذلك اختار اللجنة عدم وضع أي رمز من رموز الوقف في هذا الموضع (3).
(1) انظر أضواء البيان في معرفة الوقف والابتداء لـ جمال القرش
[2] البحر المحيط: ج/8ص/ 228.
(3) التقرير العلمي لمصحف المدينة النبوية، 1405هـ، حرره د/
يسر الله أمرك وشرح صدرك ونفع بكم القرآن وأهله
¥