ـ[عبدالرحمن المحيميد]ــــــــ[10 Aug 2007, 02:02 م]ـ
الأخوة الزملاء فهد الوهبي
عبد العزيز اليحيى
دمعة الأقصى
أبوعبد الرحمن الزهراني شكرا لكم
أما مايتعلق بالكتب المطبوعة في موهم التعارض بين القرآن والسنة فلا أعلم كتابا مستقلا مطبوعا في هذا الجانب، وللإفادة انقل لك ماتوصلت إليه من الدراسات السابقة في هذا الموضوع فأقول:
لقد تتبعت المؤلفات والبحوث والدراسات، وراجعت الجامعات ومراكز البحوث من أجل معرفة الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع موهم التعارض بين القرآن والسنة فلم أجد ـ حسب ماتوصلت إليه ـ مؤلفاً أو دراسة مستقلة تناولت موهم التعارض بين القرآن والسنة دراسة نظرية أو تطبيقية، فلم يظفر هذا الموضوع بإفراد المتقدمين بالتصنيف، بل كان مجرد أمنية تراود الإمام ابن حزم فقد قال في كتابه الإحكام في أصول الأحكام: «وإن أمدنا الله بمده وقوته فسنفرد لكل هذه الوجوه ـ يعني تعارض آية مع آية أو حديث مع حديث أو آية مع حديث ـ كتباً مفردة في أشخاص الأحاديث والآي التي ظاهرها التعارض، ونحن نبين بحول الله وقوته نفي الاختلاف عن كل ذلك، وبالله تعالى نعتصم ونتأيد» ()، كما أن الموضوع لم يحظ بكتابة المعاصرين.
وقصارى ما وجدته مما يمكن تصنيفه في الدراسات السابقة ما يلي:
1 - كتاب طاعة الرسول ?، للإمام أحمد بن حنبل، وهذا الكتاب ذكره ابن القيم في كتابه الطرق الحكمية في السياسة الشرعية، وأفاد أن الإمام أحمد بن حنبل أفرده للإنكار على من رد أحاديث رسول الله r لزعمه أنها تخالف ظاهر القرآن ().
وذكره أيضاً في إعلام الموقعين ونقل خطبته، وساق الآيات التي ذكرها في الدلالة على طاعة الرسول r ، ثم قال: «ثم ذكر أحمد الاحتجاج على إبطال قول من عارض السنن بظاهر القرآن وردها بذلك» ().
وقد نقل القاضي أبو يعلى () في العدة عن هذا الكتاب أحد عشر نقلاً ()، وقد استعرضت هذه النقول، لعلها تعطي تصوراً عن حقيقة هذا الكتاب، فوجدتها ما بين آية مجملة بينتها السنة، أو آية عامة جاءت نصوص أخرى فزادت عليها أحكاماً، أو آية عامة دلت السنة على أنه أريد بها الخصوص، أو آية عامة بقيت على عمومها، أو آية صرف الأمر فيها من الوجوب إلى الندب.
قال د. عبد الله التركي: «وقد صنف الإمام أحمد رحمه الله كتاباً في طاعة الرسول r بين فيه أنه يجب على الأمة اتباعه، وتنفيذ ما جاء به، وإن لم يكن في القرآن، وذكر فيه أن السنة ضرورية للكتاب في تفسيره، وبيان مجمله، وتخصيص عامة، وتقييد مطلقه.
وأصحابه رحمهم الله يتناقلون عنه من هذا الكتاب كثيراً من الروايات والتخريجات والأقوال عند كلامهم على هذه المسائل في أبوابها؛ أي عند العام والخاص، والمطلق والمقيد، والمجمل والمبين، والمحكم والمتشابه، وعند النسخ والتعارض، وغير ذلك من المناسبات» ().
2 - تأويل مختلف الحديث، للإمام ابن قتيبة الدينوري ()، فقد جعل من مقاصد تأليفه لهذا الكتاب رد دعوى وجود أحاديث تخالف القرآن فقال: «ذكر الأحاديث التي ادعوا ـ أي أصحاب الأهواء ـ عليها التناقض، والأحاديث التي تخالف عندهم كتاب الله تعالى، والأحاديث التي يدفعها النظر والعقل» ().
وقد استعرضت الكتاب كاملاً فوجدت فيه ما يقرب من عشرين موضعاً من موهم التعارض بين الآيات والأحاديث.
3 - دفع التعارض عما يوهم التناقض بين الكتاب والسنة، للإمام الطوفي ()، وهذا الكتاب أحال عليه مؤلفه في كتابه الإشارات الإلهية ().
وهذا الكتاب مفقود؛ فيمكن أن يكون في دفع ما يتوهم من التعارض بين القرآن والسنة؛ وقد يكون في دراسة التعارض بين الكتاب والسنة دراسة أصولية، كما هو حال مؤلفه فهو من أئمة الأصول.
4 - البرهان في علوم القرآن، للإمام الزركشي، فقد عقد فصلاً بعنوان: «وقوع التعارض بين الآية والحديث»، وذلك عند كلامه عن النوع الخامس والثلاثين؛ وهو معرفة موهم المختلف، وقال في بداية الفصل: «ولا بأس بذكر شيء للتنبيه لأمثاله»، ثم ذكر ثلاثة أمثلة لموهم التعارض بين القرآن والسنة مع أجوبتها، ولم يتجاوز ذلك الصفحة ونصف الصفحة ().
5 - مسائل مهمة في دفع التعارض عما جاء في الكتاب والسنة، لنافع بن ثابت الصحفي، وهذا الكتاب يحتوي على ثلاثين مسألة أغلبها في موهم التعارض بين الآيات أو بين الأحاديث، ولم يذكر من موهم التعارض بين القرآن والسنة إلا خمس مسائل، واكتفى فيها بنقل نصي لكلام أهل العلم من المتقدمين والمعاصرين على هذه المسائل.
6 - شبهات وإشكالات حول بعض الأحاديث والآيات، وهذا الكتاب أعدته دار الثبات للنشر والتوزيع بالرياض، وهو عبارة عن فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فيما يتعلق ببعض الشبهات والإشكالات حول بعض الآيات والأحاديث الناتجة عن إيهام تعارض آية مع آية أخرى، أو حديث مع حديث آخر، وذلك غالب مادة هذا الكتاب، وقد حوى هذا الكتاب ست مسائل من موهم التعارض بين القرآن والسنة، وكانت الإجابة فيها على ما يتوهم من التعارض بين القرآن والسنة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، وسماحة الشيخ محمد بن عثيمين رحمهما الله تعالى ().