2 - من المفيد للباحث عن الصواب، والحريص على طلب المزيد، والراغب في البعد عن آفة التقليد أن يكثر من قراءة الكتب المنسوجة على طريقة الاستدلال، والتي عرف أصحابها بسلامة المنهج وسعة الاطلاع، ورسوخ العلم، والبعد عن التعصب كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، ومن قبلهما الإمام ابن عبدالبر - رحمهم الله -، وغير هؤلاء كثير، ومنهم: ابن حجر، والذهبي، وابن رجب، والشاطبي، والشوكاني، والصنعاني، والشنقيطي صاحب أضواء البيان.
ولو أن الباحثين جمعوا أقوال هؤلاء وغيرهم وآراءهم في فنون العلم المختلفة لحصلوا على علم طيب مبارك.
3 - إن كتابة مثل هذه البحوث العلمية من أعظم ما يُكَوِّن شخصية طالب العلم ويثري ثقافته، ويزيد علمه، ويصقل ذهنه، ويعوّده على الصبر والجدّ في طلب العلم؛ ومن هذا المنطلق أدعو نفسي وإخواني طلبة العلم أن يعودوا أنفسهم على الكتابة والتأليف والبحث.
4 - من سمات طالب العلم المنصف المتجرد أن لا يقبل أيّ قول إلاَّ بعد البحث عن مستنده ودليله، وعرضه على أصول العلم المعتبرة وقواعده المعتمدة، مهما كان ذلك القول - إذا لم يكن قول معصوم - وسواء كان ذلك القول تفسيراً لآية، أو بياناً لحكم لشرعي، أو توضيحاً لمعنى حديث نبوي، أو غير ذلك.
وبهذا المنهج المحكم السديد يَسْلمُ طالب العلم من الوقوع في مهاوِ التقليد السحيقة ومستنقعات التعصب الوخيمة.
وكم رأينا من أقوال، وقرأنا من آراء لرجال ليس لها مستند مقبول، ولا دليلٍ صحيح منقول. والمتأمل في هذه الأقوال يجد أن الدافع الأول والمهم في قول بعض العلماء بها - مع جلالة قدرهم وغزارة علمهم - هو عدم البحث عن الدليل الصحيح المعتبر الذي يؤيد هذه الأقوال ويشهد لها ويدل عليها.
5 - فنون العلم المختلفة - وأقصد العلوم النافعة - تربط بينها روابط قويّة، ولا يُمكن أن يكتمل أي فن منها إلاَّ إذا ارتبط بالفنون الأخرى.
فالحديث بحاجة إلى الفقه، والفقه إلى الحديث أحوج، والتفسير بحاجة إلى العربيَّة وعلوم القرآن بحاجة إلى أصول الفقه، وهكذا.
فما مثل هذه العلوم المختلفة إلاَّ كمثل شجرة كثيرة الفروع أصلها واحد وهو الكتاب والسنة، ولايكتمل حسنها إلاَّ باكتمال فروعها.
وبناءً على هذا فإنه يجدر بكل متخصص في فن من الفنون - وقد أصبح التخصص ضرورة - ألاّ يهمل بقية الفنون الأخرى ويعرض عنها بالكلية بل لابد له من الإلمام بأصولها حتى لايؤديه الجهل بها إلى الوقوع في أخطاء جسيمة لاتُقبل ولاتغتفر.
وإن أكثر الانحرافات في أي علم من العلوم ما هو إلاَّ بسبب الجهل بأصول علم آخر مهم.
ومن ذلك أن الانحرافات التي وقع فيها من ألّف في علوم القرآن كانت بسبب الجهل بعلم العقيدة مثلاً - وانظر إذا أردت مثالاً لذلك إلى مبحثِ المحكم والمتشابه في القرآن الكريم في هذا البحث.
وأكثر الانحرافات التي وقع فيها المفسرون هي في الحقيقة بسبب جهلهم بأصول العقيدة وبعلوم الحديث، والأمثلة على ذلك كثيرة.
6 - عند رجوعي إلى الكتب والمراجع المختلفة للاستفادة منها في كتابة موضوعات هذا البحث وجدتُ أن الرسائل العلمية المتخصصة من أكثر المراجع تحريراً للمسائل ودقة في بحثها وشمولاً لجميع فروعها.
ولهذا فإني أدعو إلى الاستفادة من هذه الرسائل والبحوث العلمية والرجوع إليها، وأدعو إلى نشرها وتوزيعها.
وليس الرجوع إلى هذه البحوث والرسائل - وإن كانت متأخرة - من القوادح ولا من السلبيات في كتابة البحوث - كما يظن ذلك بعض الناس - لأنها بحوث مؤصلة وكتابات محرّرة؛ وليس من الحكمة ولا من المصلحة أن تذهب سدىً، ويرمى بها بين رفوف المكتبات الخاصة، ويُحرم القراء والباحثون من الرجوع إليها والاستفادة منها.
خامساً: الرسالة لم تطبع بعد.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[23 Aug 2007, 10:54 ص]ـ
نفع الله بك ياشيخ محمد
ـ[فضيلة]ــــــــ[23 Aug 2007, 12:41 م]ـ
نفع الله بكم نريد أن تطبع الرسالة سلمكم الله
ـ[إبراهيم الحميدان]ــــــــ[23 Nov 2010, 01:06 م]ـ
نفع الله بعلمكم ....
هل طُبعت الرسالة أم مازالت حبيسة الرفوف ... ؟؟
علماً أن لديّ نسخة ألكترونية منها
وفقكم الله لكل خير
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[23 Nov 2010, 01:47 م]ـ
نفع الله بعلمكم ....
هل طُبعت الرسالة أم مازالت حبيسة الرفوف ... ؟؟
علماً أن لديّ نسخة ألكترونية منها
وفقكم الله لكل خير
لم تطبع بعد، ولكنها منشورة على الشبكة في أكثر من موقع، كما أنها ضمن كتب المكتبة الشاملة