2 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا أهـ
ثم إن قوله: ولأمر ما وضع حرف التراخي في قوله تعالى: " ثم إن علينا بيانه " سورة القيامة أهـ يدل على إبعاده النجعة في فهم الآية فقد ورد في صحيح البخاري ما يبين معناها:
4 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ قَالَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ قَالَ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ}
قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَالِجُ مِنْ التَّنْزِيلِ شِدَّةً وَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَأَنَا أُحَرِّكُهُمَا لَكُمْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَرِّكُهُمَا وَقَالَ سَعِيدٌ أَنَا أُحَرِّكُهُمَا كَمَا رَأَيْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يُحَرِّكُهُمَا فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ} قَالَ جَمْعُهُ لَكَ فِي صَدْرِكَ وَتَقْرَأَهُ {فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ} قَالَ فَاسْتَمِعْ لَهُ وَأَنْصِتْ {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}
ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ إِذَا أَتَاهُ جِبْرِيلُ اسْتَمَعَ فَإِذَا انْطَلَقَ جِبْرِيلُ قَرَأَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَرَأَهُ أهـ
فلابد من الرجوع إلى السنة في فهم كتاب الله عز وجل وتفسيره وإلا فلا يأمن المسلم من الخطأ في فهم خطاب الله تعالى وثم أخبار أخرى تدل على ذلك
ـ[أبو عبد المعز]ــــــــ[26 - 09 - 07, 08:43 م]ـ
وقد نقل الصباغ هذا الكلام في لمحات من علوم القرآن ولم يتعقبه وهو جدير بالتعقب إذ فيه نسبة الجهل إلى النبي وعدم فهم الخطاب انظر إلى قوله:
ولقد كان يجيئه الأمر أحياناً بالقول المجمل أو الأمر المشكل الذي لا يستبين هو ولا أصحابه تأويله حتى ينزل الله عليهم بيانه بعد. قلي ـ كذا ـ بربك أي عاقل توحي إليه نفسه كلاماً لا يفهم هو معناه وتأمره أمراً لا يعقل هو حكمته؟ أليس ذلك من الأدلة الواضحة على أنه ناقل لا قائل وأنه مأمور لا آمر أهـ.
قل لي بربك أنت أيها القاريء: ما الذي يفيده هذا الكلام غير ما ذكرت؟
أخي أبا سمية -بارك الله فيك-
هلا زدتنا توضيحا لجهة انتقادك لكلام الشيخ دراز ...
ماذا تعني بنسبة الجهل إلى رسول الله؟
إن كنت تقصد أنه لا يعلم ماذا سينزل الله من ناسخ لاحقا فهذا حق .. وجهله -جهل أي مخلوق- كجهل أخيه عيسى عندما قال:
تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ.
واستعظامك أن يكون أمر مشكل على رسول الله لا مسوغ له .. فرسول الله عربي ويفهم من القرآن على مقتضيات اللسان العربي .. فإن كانت آية عامة فهو يفهم أنها عامة .. وإن كان التركيب اللغوي يجعل الدلالة مشكلة فالحكم بالاشكال هو ما يقوله كل عربي والتخصيص أو إزالة الإشكال ينبغي أن يأتي من جهة أخرى غير جهة قواعد اللغة ... وهذه الجهة هي الوحي المبين وهو ما ينفرد به الرسول صلى الله عليه وسلم ..
فرسول الله والصحابة فهموا من الشاهد ما يفهمه العربي من المحاسبة على العموم .. ولكن الزعم بان النبي عليه السلام كان يعلم النسخ أو التخصيص قبل نزوله فهذا يقدح في تبليغه وعدم بيانه مع اشتداد الحاجة إليه .. وهذا ما قصده الشيخ دراز ... فهو يريد أن يثبت أن الوحي مستقل عن شخصية الرسول وليس شيئا كامنا فيها مثل "اللاشعور"الذي يذكره المستشرقون .. ويفسرون به الوحي ... ومجمل نظرية الشيخ دراز أن الظروف المحيطة برسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أحيانا تفرض عليه أن يتصرف تصرفا معينا .. لكنه لم يكن يفعل شيئا مع شدة الاقتضاء لانه ينتظر الوحي ككل الناس. كما في قصة الإفك ... وهذا دليل على أن الوحي ظاهرة خارجية ومستقلة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
¥