تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والمقصود من هذا أن الحد يتركب لا محالة من جنس الشيء وفصله الذاتي ولا معنى له سواه، وما ليس له فصل وجنس فليس له حد، ولذلك إذا سئلنا عن حد الموجود لم نقد عليه، إلا أن يراد شرح الإسم فيترجم بعبارة أخرى عجمية أو تبدل في العربية بشيء، ولا يكون ذلك حدا بل هو ذكر إسم بدل إسم آخر مرادف له، فإذا سئلنا عن حد الخمر فقلنا: العقار، وعن حد العلم فقلنا: هو المعرفة، وعن حد الحركة فقلنا: هو النقلة، لم يكن حدا بل كان تكرار للأشياء المترادفة، ومن أحب أن يسميه حدا فلا حرج في الإطلاقات، ونحن نعني بالحد ما يحصل في النفس صورة موازية للمحدود مطابقة لجميع فصوله الذاتية.

وإنما راعينا الفصول الذاتية لأن الشيء قد ينفصل عن غيره بالعرض الذي لا يقوم ذاته إنفصال الثوب الأحمر عن الأسود، وقد ينفصل بلازم لا يفارق إنفصال القار بالسواد عن الثلج وإنفصال الغراب عن الببغاء، وقد ينفصل بالذات إنفصال الثوب عن السيف وإنفصال ثوب من ابريسم عن درهم من قطن، ومن يسال عن ماهية الثوب طالبا حده فإنما يطلب الأمور التي بها قوام ثوبيته، لأنا لا نقوم الثوبية من اللون والطول والعرض فجوابه بما لا يقوم ذات الثوب مخل بالسؤال.

الحد والرسمالقسم الاول: الحد

الحد في اللغة: المنع ومنه حداد الباب الذي يمنع الدخول الى البيت.

جاء في القاموس المحيط: الحَدُّ الحاجِزُ بينَ شَيْئَيْنِ، ومُنْتَهى الشيءِ، ومن كُلِّ شيءٍ حِدَّتُهُ، ومِنْكَ بأسُكَ، ومن الشَّرابِ سَوْرَتُهُ، والدَّفْعُ، والمَنْعُ، كالحَدَدِ، وتأديبُ المُذْنِبِ بما يَمْنَعُهُ وغيرَهُ عن الذَّنْبِ، وما يَعْتَرِي الْإِنْسانَ من الغضبِ والنَّزَقِ، كالحِدَّةِ، وقد حَدَدْتُ عليه أحِدُّ، وتمييزُ الشيءِ عنِ الشيءِ،

ودارِي حَديدَةُ دارِهِ، ومُحادَّتُها: حَدُّها كحَدِّها. أ.هـ

والحد مفرد وجمعه حدود وكذالك تسيمة الحدود بالشريعة الاسلامية التي تقام على المخالف او مرتكب الجريمة لانها تزجره وتنمع من العودة الى ارتكابها مرة اخرى وكذا الحداد المراة على زوجها المتوفى لمنعاها من التطيب والزينه.

واما سبب تسمية التعريف بالحد لمنعه الداخل من الخروج والخارج من الدخول.

اما الحد في الاصطلاح: فقد تنوعة التعاريف نذكر جملة منها:

1 - عبارة عن تعريف الشيء بأجزائه أو بلوازمه أو بما يتركب منهما تعريفا جامعا مانعا.

2 - قال الزركشي الصَّحِيحُ عِنْدَنَا: أَنَّ حَدَّ الشَّيْءِ: مَعْنَاهُ الَّذِي لِأَجْلِهِ اسْتَحَقَّ الْوَصْفَ الْمَقْصُودَ بِالذِّكْرِ.

3 - هو وصف الشيء وصفا مساويا، ونعني بالمساواة أن ليس فيه زيادة تخرج فردا من أفراد الموصوف ولا نقصان يدخل فيه غيره، فشأن الوصف هذا يكثر الموصوف بقلته ويقلله بكثرته ولذلك يلزمه الطرد والعكس.

4 - قال الطوسي قول يدل على ماهية الشيء بالذات.

5 - قالت الفلاسفة: هو الجواب الصحيح في سؤال ما هو؟ اذا احاط المسئو عنه.

وهذا خطأ , لان الحد قد يذكر ابتداءً من غير سؤال مسبق.

6 - الوصف المحيط بموصوفه او بمعناه المميز له عن غيره.

يتضح من هذه التعريفات ماهية الحد , وكلها قريبة المعنى تقريباً.

وهو بيان ماهية ذلك الشيء من غير زيادة ولا نقصان اي يكون جامعا مانعا (الطرد و الانعكاس).

فائدة الحد والقصد منه

قال شيخ الاسلام بن تيمية في كتاب الرد: والذي عليه جميع الطوائف أن فائدته التمييز بينه وبين غيره، وهو قول الأشعرية والمعتزلة وغيرهم ممن صنف في هذا الباب من أتباع الأئمة الأربعة.

قال إمام الحرمين: القصد من التحديد في اصطلاح المتكلمين: الفرق بخاصة الشيء وحقيقته التي يقع بها الفصل بينه وبين غيره.

اذا فائدة الحد التمييز

في بيان الحاجة إلى الحد

قال الامام الغزالي: وقد قدمنا أن العلم قسمان: أحدهما علم بذوات الأشياء ويسمى تصورا.

والثاني: علم بنسبة تلك الذوات بعضها إلى بعضها بسلب أو إيجاب ويسمى تصديقا.

وأن الوصول إلى التصديق بالحجة والوصول إلى التصور التام بالحد، فإن الأشياء الموجودة تنقسم إلى أعيان شخصية كزيد ومكة وهذه الشجرة ... الخ انظر (معيار العلم في فن المنطق - (ج 1 / ص 61)

اذا الحاجه اليه في الوصول الى التصورات التامه او الناقصه المجهولة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير