تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما حكم من كلي على جزئي وهو الصحيح اللازم وهو القياس الصحيح ........ وأما حكم من جزئيات كثيرة على جزئي واحد وهو الإستقراء وهو أقوى من التمثيل.

اذاً نعرف الاستقراء:

الاستقراء لغةً: الثبات، ومنه الاستقرار في المكان: الثبات فيه، واستقرار المهر ثبوته.

قال قال الخليل في كتاب "العين":5/ 203):يستقريها ويقروها إذا سار فيها ينظر حالها وامرها وما زلت أستقري هذه الارض قرية قرية)

الاستقرار اصطلاحاً: هو أن تتصفح جزئيات كثيرة داخلة تحت معنى كلي، حتى إذا وجدت حكما في تلك الجزئيات حكمت على ذلك الكلي به.

او هو تتبع او تصفح او استقصاء الجزيئات للحصول على احكم كلي ((قاعدة عامة)).

مثاله: ان نستقريء ونتتبع استعمال ((الفاعل)) في مختلف الجمل العربية للحصول على حكمه الاعرابي نرى ان الكلمة الي تقع فاعلاً في مختلف الجمل التي تم استقرائها يكون فيها الفاعل مرفوع.

نستخلص من هذا الاستقراء النتيجة وهي:

(ان كل الفاعل مرفوع)

نشاة الطريقة الاستقرائية

نشاة الطريقة الاستقرائية ومنذ ولدتها الاولى كانت او بعبارة ادق منذ تدوين هذه الطريقة كانت فكر ونتاج من المسلمين لان القران الكريم له الدور الاساسي في تصوير وصياغة المنهج، بحيث نبه على طرق الاستدلال وآكد على طريقة المعرفة الحقيقية للوصول الى نتائج مثمرة في غاية ما يصبو اليه الانسان وهو خير دليل على حصانة الاسلام للمفكرين وان كان يتبادر الى الذهن ان الاستقراء الاسلامي في اصله قد تأثرفي الفكر خارجي وهو فكر اليوناني بما فيهم المنطق الاورسطي.

انظر: منهج الاتقراء في الفكرالاسلامي اصوله وتطوره ص38:د. عبد الزهرة البندر، المنطق الوضعي: د. زكي نجيب محمد.

اقسام الاستقراء

ينقسم الاستقراء الى قسمين:

الاستقراء التام او الكامل و الاستقراء الناقص:

الاول: الاستقراء التام او الكامل: هو تتبع او تصفح او استقصاء جميع جزيئات الكلي المطلوب معرفة حكمه.

مثاله: كما لو اردنا ان نعرف كم عضو في ملتقى اهل الحديث من اهل العراق ففي هذه الحالة يجب ان نتصفح جميع الاعضاء حتى نخلص الى نتيجة وهذه الاستقراء الشامل الكامل يسمى (الاستقراء التام).

علماً: ان هذا الاستقراء يفيد اليقين القطعي والسبب في ذلك (لانه مساوي لحكم الافراد) لأن الحكم إذا ثبت لكل فرد من أفراد شيء على التفصيل فهو لا محالة ثابت لكل أفراده على الإجمال.وان كان يتعذر من هذا النوع والسبب ان معرفة جميع الجزئيات مما يعسر الوقوف عليها ثم ان اكثر القواعد العامة غير متناهية الافراد فلا يمكن حصرها وتحصيلها للاستقراء التام فلا يوثق به إلا إذا تأيد الاستقراء بالإجماع ..

الثاني:الاستقراء الناقص او المظنون: هو تتبع او تصفح او استقصاء بعض جزيئات ذلك الكلي المطلوب معرفة حكمه.

او: هو إثبات الحكم في كلي لثبوته في بعض جزئياته.

مثاله: مايجري في المختبارت العلمية سواء الكيميائية او الفزيائية من اجراء التجارب على بعض المواد لينتج الى قاعدة عامه: كما لو اجرى الى بعض الغازات بانها كلما يسلط الضغط عليه يقل حجمه فينتج ويستخلص من هذه التجربة الجزئية على الغازات الاخرى.

بل ربما نجد كثير من الجزئيات المستقرء فيها حالة ملازمه للشيء اي ان هذا الشيء له وجد مقرونا بالشيء في أكثر أحواله ظن أنه ملازم له على الإطلاق، كما يحكم على إفشاء السلام بالحسن مطلقا، لأنه يحسن في أكثر الأحوال، ويحكم على الصدق بالحسن لوجوده موافقا للأغراض مرغوبا في أكثر الأحوال، فأنخذ حكم منها لحسن افشاء السلام والنطق بالصدق وهذا استقراء ناقص لأنه مهما وجد الأكثر على نمط، غلب على الظن أن الآخر كذلك.

علماً: ان هذا الاستقراء لا يفيد اليقين بل الظن والسبب في ذلك أن قصور الإستقراء عن الكمال أوجب قصور في الإعتقاد الحاصل عن اليقين لجواز ان يكون قد خرج من هذه القاعدة المستنبطة من الاستقراء لبعضها بعض الافراد.

قال الامام الزركشي في "البحر المحيط":7/ 261)

وهو المسمى في اصطلاح الفقهاء بـ (الأعم الأغلب).

ثم ان القول بان الاستقراء الناقص يفيد اليقين فيه مخالفه لجميع المناطقة الاقدمين.

الا ان لو نظرنا الى بعض القواعد المستنبطه بطريقة الاستقراء الناقص لوجدنا انها افادة اليقين ولم تفيد الظن اليك من تلك القواعد:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير