وقلنا (مشابه له) يجب ان ننوه على شيء مفيد في هذه الجزيئة ان المشابه لابد ان تكون ولكن هذه المشابه ان لاتكون من جميع الجهات لانه لو كانت من جميع الجهات لثبت له الحكم من غير احتياج للمماثلة واتبع الحكم فيه.
مثاله: كاثبات حكم حرمة الخمر للنبيذ لانه يشبه الخمر في الاسكار.
فان حقيقة التمثيل هو الاستدلال من الجزئي الى الجزئي لانه حكم مشابه له.
قال الامام الغزالي في "المعيار:1/ 30)
وأما حكم من جزئي واحد على جزئي واحد كاعتبار الغائب بالشاهد وهو التمثيل ...... الخ
اركان التمثيل
الاصل: المعلوم الاول ثبوت الحكم له كالخمر.
الفرع: وهو الجزئي الثاني المطلوب اثبات الحكم له كالنبيذ.
الجامع: وهو وجه المشابهة ما بين الاصل والفرع كالاسكار.
الحكم: وهو الحكم المعلوم ثبوته للأصل والذي يحاول اثباته للفرع لحرمة.
اذن نقول ان النبيذ حرام لشتركهما في العلة، والتمثيل انما يكون سببا لاثبات الحكم في الفرع فيما علم علة في الاصل وعلم وجود تلك العلة في الفرع وعلم عدم وجود المانع في الفرع عن ثبوت حكم الاصل له.
وهناك امر بديهي نذكره:
اما اذا كان احد الشروط او الاركان مفقود كما ان لا يعلم العلة في الاصل او جهالة وجودها في الفرع او لوجود مانع في الفرع عن ثبوت حكم الاصل له في هذه الحالات لايعدُ التمثيل صحيح بل يعدُ تمثيل فاسد.
فعليك في حالة التمثيل تتبع هذه الخطوات:
1 - تعيين المطلوب.
2 - تعيين الاصل.
3 - محاولة حصر سبب الحكم في نقطة مشتركة بين الاصل والفرع تصلح لان تكون سبباً للحكم.
4 - النتيجة.
تنبيه وتنويه:
1 - لاتعدُ هذه الطرق من التعريف من الطرق التعريفية المستقلة كستقلال الحد والرسم في التعريف بل الطريقة التمثيلية هي جزء من التعريف بالخاص فيرجع الى (الرسم الناقص).
2 - هذه الطريقة هي المسماة في علم الاصول بـ (القياس الاصولي) بعينه.
3 - حجية هذا التمثيل علما: القول في حجيته كالقول في حجية القياس فلا نكرر المعلومات في بيان حجية القياس الاصولي ومن انكره معلوم لديكم.
4 - حجية (التمثيل) عند من ينكر القياس و لاينكر القياس التمثيلي المنطقي كالروافض [اخزاهم الرحمن]
والسبب في انكارهم للقياس الاصولي هو:
يعدُ هذا القياس من النواهي التي نهى الائمة عنه لان العمل به في الاحكام الشرعية محق للدين.
لو سائل سأل اليس القياس المنطقي يعتبر حجه عند الروافض فيكون حجة لازمه لقبول القياس الاصولي:
الجواب: ان في السؤال مغالطه كبيره وهي عدم ادراك الفرق بين القايس الاصولي والقياس المنطقي , لان الفرق شاسع فلايمكن ان يكون هناك علاقة بين القياسين الا من حيث الاسم و كل واحد يستخدم في الاستدلال.
لو سائل سأل اليس القياس التمثيلي يعتبر حجه عند الروافض فيكون هذا حجة لازمه لقبول القايس الاصولي:
اناره قبل الجواب:
عرفنا ان التمثيل المنطقي هو القياس الاصولي كما نصه الامام الغزالي في "المعيار".
1) ان في السؤال مغالطه كبيره وهي عدم ادراك حقيقة اعتبار التمثيل عند الروافض.
2) ان القياس التميثلي لا يعدُ حجه عند هم مع انهم يعنونون باسم التمثيل (الحجة الثالثة) نسبة للذي تقدم من القياس والاستقراء، او يستهلون الكلام فيطلقون بانه حجه.
3) الغريب الذي يلاحظ: ان الاستقراء عندهم من الامور التي تفيد اليقين ان كان تام وان كان ناقص فانه يفيد الظن في صوره واحده ويفيد اليقين في الصور الثلاثة كما مربك انفاً.
الذي نريد الاشارة اليه هنا النقطة الرابعة المتقدمة وهي:
((ان كل استقراء بني على المماثلة الكاملة بين الجزئيات في الصفة والنوع او العلة (المماثلة الكاملة)، فانه يفيد اليقين لانها موجوده فيها وجود تام فما المانع من عدم الالحاق.))
مثاله: لو اخذنا ثمرة كثمرة (التمراو الموز) وعلماً بطعمها اللذيذ اكثر من واحدة متشابه، فانا نحكم حكماً قطعياً بأن كل جزئيات هذا النوع لها نفس هذا الطعم من حيث اللذَّة.
هذه الجزئية هي من ضمن الاستقراء الذي يفيد اليقين والذي هو (تمثيل) بعينه الذي لا يعدُ عندهم حجه بل احتمال ضعيف يرد بادنى دليل.
ارجو ان تلاحظ هذا التناقض.
4) ان من مراحل الاستقراء مرحلة الفرض التي بينها انفاً بشكل من الايجاز والاختصار (لانا لم نتكلم عن طرق اثبات الفرض) بطريقتين بقول بختصار:
¥