ـ[أبو قصي]ــــــــ[10 - 09 - 07, 12:54 ص]ـ
ويلزمُه على هذا أن يكونَ ((ووجدَ الله عنده)) بمعنى (خلقَه) تعالى الله عن ذلك.
ويلزمُه أيضًا أن ينفيَ أن للمبني للمعلوم المتعدي اسمَ مفعولٍ، وأن يقصرَ اسم المفعولِ على المبني للمجهولِ؛ وهو خطأ – كما ذكرتُ -؛ إذ هما واحدٌ؛ فاسم المفعول من (ضرب زيدٌ عمرًا) هو (مضروب)، واسم المبني للمجهولِ من (ضُرِب زيدٌ) هو (مضروبٌ).
هذا هو الردّ يا أبا مالكٍ من جهةِ اللغةِ. أما من الشرعِ فالآيةُ التي ذكرتُ ((ووجد الله عنده))؛ فإذا وجده فالله تعالى موجودٌ. هذا من مسلَّماتِ اللغةِ. ولا يجوزُ الاعتراض على هذا إلا بدليلٍ، لأنه الأصلُ. ومن ذلك أيضًا ما رواه مسلمٌ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: ( ... فقال آدم ... فبِكم وجدتَ الله كتب التوراةَ ... ).
والله يرعاك.
أبو قصي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 09 - 07, 02:45 ص]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
أما قصرُ اسم المفعول على المبني للمجهول، فلا يلزم من كلامي ..
فليس النزاع الآن في أنه هل يشتق اسم مفعول من (وَجَدَ) المتعدي لمفعولين أو لا؟
وإنما النزاع في أن كلمة (موجود) التي تطلق على الله عز وجل هل هي مشتقة من (وَجَدَ) المتعدي لمفعولين؟
فبحسب اطلاعي لم أقف على أحد من أهل العلم ذكر ذلك، وكل من وقفت على كلامه ذكر أن لفظ (موجود) مقول بالاشتراك أو التواطؤ على الخالق والمخلوق، فهي مشتقة من (وُجِد) وليست بمعنى مخلوق، وإنما معناها ما ليس بمعدوم، وذلك واضح من النصوص التي نقلتُها سابقا.
فلا يلزم من وَصْفِ الله بأنه (موجود) - من (وُجِد) - أن يوصف بأنه مخلوق، وإنما المعنى أنه ليس بمعدوم.
وقد ذَكَرَ نحوَ ذلك عبدُ العزيز الكناني في الحيدة، وأبو نصر السجزي في الإبانة، وابن تيمية في مواضع من درء التعارض ونقض التأسيس، وغيرهم.
وأما (وَجَدَ) الذي من باب ظن، فإنه يقتضي مفعولين؛ فإذا قلنا: (وَجَدت الله) وسكتنا، فالكلام ناقص، كما في الأمثلة التي تفضلتَ بذكرها، فكذلك ما يشتق منه؛ إن قلنا: (الله موجود) بهذا المعنى وسكتنا صار الكلام ناقصا؛ موجود ماذا؟
ولا يخفى عليكم أن الفعل إذا كان يقتضي مفعولين وبني للمفعول، فإنه يقتضي مفعولا، واسم المفعول (كفعل صيغ للمفعول في ..... معناه) كما قال ابن مالك.
وكذلك فالله عز وجل موصوف بأنه (موجود) في الأزل من قبل أن يكون هناك شيء (وَجَدَه)، فكيف يكون مشتقا منه؟
وذلك أن (وَجَد) الذي من باب ظن يقتضي مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر، فإذا قلنا: (وجدت الرجل عظيما) وأردنا أن نشتق منه اسم المفعول، فإننا نقول: (الرجل موجودٌ عظيما)، ولا يصلح أن نقول: (الرجل موجود) فقط، هذا مع أنها عبارة قلقة لا أذكر أني قرأتها أو ما يشبهها لأحد من أهل العلم.
وإذا كان أهلُ العلم قد تكلموا في هذه المسألة، فإن الرجوع إلى كلامهم واجب، والنزول عند اتفاقهم لازم، والخروج عن أقوالهم لا يليق بالمنصف.
وأنا أطلب منك فقط - تفضلا لا أمرا - أن تذكر لي واحدا فقط من أهل العلم ذكر أن لفظ (موجود) في صفة الله عز وجل مأخوذ من (وَجَد) الذي من باب ظن.
وجزاك الله خيرا على صبركم وتعليمكم وإفادتكم.
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[10 - 09 - 07, 03:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
صدق شيخنا وائل، فيجب على الإنسان أن لا يقتصر على اللغة ليعرف ما وصف الله به نفسه أو رسول صلى الله عليه وسلم، بل لابد من النصوص الوحيية القرآن والسنة.
وإلا وقعنا فيما وقع فيه أهل البدع باعتمادهم على اللغة والعقل.
ـ[أبو قصي]ــــــــ[10 - 09 - 07, 07:32 ص]ـ
أبا مالكٍ - حفظه الله -
لقد بينتُ رأيي مفصَّلاً، وذكرتُ أدلتي؛ فلا داعيَ لإعادةِ القول وتَكرارِه.
تقبَّلْ ودي وشكري
أبو قصي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 09 - 07, 08:36 ص]ـ
حفظك الله يا شيخنا الفاضل
ودمت ذخرا للملتقى
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 09 - 07, 02:44 ص]ـ
وفقك الله يا أبا قصي
ماذا تقول في قوله تعالى: {واذكروا الله} {ولتكبروا الله} {ويُشْهِد الله}، هل يصح أن يشتق منها صفات لله عز وجل فيقال: (مذكور) و (مُكَبَّر) و (مُشْهَد)؟
وكذلك قوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره} هل يصح أن يشتق منها (الله مقدور)؟
وكذلك قوله تعالى: {ومنهم من عاهد الله} هل يصح أن يشتق منها (الله مُعاهَد)؟
وكذلك قوله تعالى: {أخلفوا الله ما وعدوه} هل يصح أن يشتق منها (الله مُخْلَف)؟
وكذلك قوله تعالى: {وقعد الذين كذبوا الله ورسوله} هل يصح أن يشتق منها (الله مكذوب)؟
وكذلك قوله تعالى: {وقد جعلتم الله عليكم كفيلا} هل يصح أن يشتق منها (الله مجعول)؟
وغير ذلك كثير في القرآن.
ـ[أبو قصي]ــــــــ[13 - 09 - 07, 03:28 ص]ـ
أهلاً بأبي مالكٍ،
أنا أصلاً لم أقلْ بأن لك أن تشتقَّ من كل فعلٍ صفةً لله؛ ولكني قلتُ: إن (موجودًا) المتفق على وصفِ الله تعالى به أصلُه (وجَد)، وأنت تمنعُ هذا. وإنما تُلزمني بذلك متى قلتُ: إن كلَّ فعلٍ يشتَقّ منه اسمٌ لله، ولم أقل بهذا؛ إنما قلتُ: كلُّ ما كانَ على (مفعولٍ) فلا بد أن يكون أصله (فعَل) المبني للمعلوم، لأن المبني للمجهول فرع عن المبني للمعلومِ - وقد بينتُ هذا قبلُ -.
ولك شكري.
أبو قصي
¥