تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال فاضل كريم: (الاسلام دين تربية للملكات والفضائل والكمالات وهو يعتبر المسلم تلميذا ملازما في مدرسة الحياة دائما فيها دائبا عليها يتلقى فيها ما تقتضيه طبيعته من نقص وكمال وما تقتضيه طبيعتها من خير وشر ومن ثم فهو ياخذه اخذ المربي في مزيج من الرفق والعنف بامتحانات دورية متكررة لا يخرج من امتحان منها الا ليدخل في امتحان وفي هذه الامتحانات من الفوائد للمسلم ما لا يوجد عشره ولا معشاره في الامتحانات المدرسية المعروفة. وامتحانات الاسلام متجلية في هذه الشعائر المفروضة على المسلم وما فيها من تكاليف دقيقة يراها الخلي الفارغ انواعا من التعبدات تتلقى بالتسليم ويراها المستبصر المتدبر ضروبا من التربية شرعت للتزكية و التعليم وما يريد الله ليضيق بها على المسلم و لا ليجعل عليه في الدين حرجا ولكن يريد الله ليطهره بها وينمي ملكات الخير والرحمة فيه وليقوي ارادته وعزيمته في الاقدام على الخير والاقلاع عن الشر ويروضه على الفضائل الشاقة كالصبر والثبات والحزم والعزم والنظام وليحرره من تعبد الشهوات له وملكها لعنانه وما زالت الشهوات الحيوانية موبقا للادمي منذ اكل ابواه من الشجرة حكمة من الله في تعليق سعادة الانسان وشقائه بكسبه ليحا عن بينة ويهلك عن بينة.

في كل فريضة من فرائض الاسلام امتحان لايمان المسلم ولعقله وارداته ودع عنك الاركان الخمسة فالامتحان فيها واضح المعنى بين الاثر وجاوزها الى امهات الفضائل التي هي واجبات تكميلية لا يكمل ايمان المؤمن الا بها كالامر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في القول والعمل والصبر في مواطنه والشجاعة في ميدانها والبذل في سبله فكل واحدة او في كل واحدة منها امتحان تكميلي للايمان تعلو فيه قيم وتهبط قيم وفي التوحيد امتحان لليقين واليقين اساس السعادة وفي الصلاة امتحان للارادة والارادة اصل النجاح وفي الحج امتحان للهمم بالسير في الارض وهو منبع العلم وفي الصوم امتحان للصبر والصبر رائد النصر ونحن نريد من الامتحان هنا معناه العصري الشائع .. ).

ـ[أبو هداية]ــــــــ[25 - 09 - 06, 12:34 ص]ـ

قَالَ فَاضِلٌ كَرِيْمٌ: (الإِسْلامُ دِيْنُ تَرْبِيَةٍ لِلْمَلَكَاتِ والفَضَائِلِ وَالْكَمَالَاتِ، وهُو يَعْتَبِرُ الْمُسْلِمَ تِلْمِيْذَاً مُلَازِمَاً في مَدْرَسَةِ الْحَيَاةِ، دَائِمَاً فيها، دَائبَاً عَلَيْها، يَتَلَقَّى فيها ما تَقْتَضِيْهِ طَبِيْعَتُهُ مِنْ نَقْصٍ وَكَمَالٍ، وَمَا تَقْتَضِيْهِ طَبِيْعَتُها مِنْ خَيْرٍ وشَرٍّ، وَمِنْ ثَمَّ فَهُوَ يَأْخُذُهُ أَخْذَ الْمُرَبِّيْ في مَزِيْجٍ مِنَ الرِّفْقِ وَالْعُنْفِ بِامْتِحَانَاتٍ دَوْرِيَّةٍ مُتَكَرِّرَةٍ، لا يَخْرُجُ مِنِ امْتِحَانٍ مِنْهَا إلَّا لِيَدْخُلَ في امْتِحَانٍ، وَفي هَذِهِ الامْتِحَانَاتِ مِنَ الفَوَائدِ لِلْمُسْلِمِ مَا لا يُوْجَدُ عُشْرُهُ ولا مِعْشَارُهُ في الامْتِحَانَاتِ المَدْرَسِيَّةِ المَعْرُوْفَةِ.

وَامْتِحَانُاتُ الإسْلامِ مُتَجَلِّيَةٌ في هَذِهِ الشَّعَائرِ المَفْرُوْضَةِ عَلَى المُسْلِمِ، وَمَا فِيْها مِنْ تَكَالِيْفَ دَقِيْقَةٍ يَرَاهَا الْخَلِيُّ الفَارِغُ أنْوَاعَاً مِنَ التَّعَبُّدَاتِ تُتَلَقَّى بالتَّسْلِيْمِ، ويَرَاهَا المُسْتَبْصِرُ الْمُتَدَبِّرُ ضُرُوْبَاً مِنَ التَّرْبِيَةِ شُرِعَتْ لِلتَّزْكِيَةِ وَالتَّعْلِيْمِ، وَمَا يُرِيْدُ اللهُ لِيُضَيِّقَ بِهَا عَلَى المُسْلِمِ، وَلا لِيَجْعَلَ عَلَيْهِ في الدِّيْنِ حَرَجَاً، وَلَكِنْ يُرِيْدُ اللهُ لِيُطَهِّرَهُ بِهَا، وَيُنَمِّيَ مَلَكَاتِ الخَيْرِ وَالرَّحْمَةِ فِيْهِ، وَلِيُقَوِّيَ إرَادَتَهُ وَعَزِيْمَتَهُ في الإقْدَامِ عَلَى الخَيْرِ، وَالإقْلَاعِ عَنِ الشَّرِّ، وَيُرَوِّضَهُ عَلَى الفَضَائلِ الشَّاقَّةِ كَالصَّبْرِ، وَالثَّبَاتِ، وَالحَزْمِ، وَالعَزْمِ، وَالنِظَامِ، وَلِيُحَرِّرَهُ مِنْ تَعَبُّدِ الشَّهَوَاتِ لَهُ، وَمَلْكِهَا لِعِنَانِهِ.

وَمَازَالَتِ الشَّهَوَاتُ الحَيَوَانِيَّةُ مُوْبِقَاً لِلْآدَمِيِّ مُنْذُ أَكَلَ أَبَوَاهُ مِنَ الشَّجَرَةِ حِكْمَةً مِنَ اللهِ في تَعْلِيْقِ سَعَادَةِ الإنْسَانِ وَشَقَائهِ بِكَسْبِهِ لِيَحْيَى عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَهْلِكَ عَنْ بَيِّنَةٍ.

فِيْ كُلِّ فَرِيْضَةٍ مِنْ فَرَائضِ الإسْلامِ امْتِحَانٌ لِإيْمَانِ المُسْلِمِ، وَلِعَقْلِهِ وَإرَادَتِهِ، وَدَعْ عَنْكَ الأَرْكَانَ الخَمْسَةَ فَالامْتِحَانُ فِيْهَا وَاضِحُ المَعْنَى بَيِّنُ الأَثَرِ، وَجَاوِزْهَا إلى أُمَّهَاتِ الفَضَائلِ الَّتِيْ هِيَ وَاجِبَاتٌ تَكْمِيْلِيَّةٌ لا يَكْمُلُ إيْمَانُ المُؤْمِنِ إلا بِهَا، كَالأَمْرِ بِالْمَعْرُوْفِ وَالنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ، والصِّدْقِ فِيْ القَوْلِ وَالعَمَلِ، وَالصَّبْرِ فِيْ مَوَاطِنِهِ، وَالشَّجَاعَةِ فِيْ مَيْدَانِهَا، وَالبَذْلِ فِيْ سُبُلِهِ، فَكُلُّ وَاحِدَةٍ، أَوْ فِيْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا امْتِحَانٌ تَكْمِيْلِيٌّ لِلْإيْمَانِ تَعْلُوْ فِيْهِ قِيَمٌ، وَتَهْبِطُ قِيَمٌ، وَفِيْ التَّوْحِيْدِ امْتِحَانٌ لِلْيَقِيْنِ، وَاليَقِيْنُ أَسَاسُ السَّعَادَةِ، وَفِيْ الصَّلَاةِ امْتِحَانٌ لِلْإرَادَةِ، وَالإرَادَةُ أَصْلُ النَّجَاحِ، وَفِيْ الحَجِّ امتِحَانٌ لِلْهِمَمِ بِالسَّيْرِ فِيْ الأَرْضِ، وَهُوَ مَنْبَعُ العِلْمِ، وَفِيْ الصَّوْمِ امْتِحَانٌ لِلصَّبْرِ، وَالصَّبْرُ رَائدُ النَّصْرِ.

وَنَحْنُ نُرِيْدُ بِالامْتِحَانِ هُنَا مَعْنَاهُ العَصْرِيِّ الشَّائعِ .. ).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير