تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[07 - 10 - 06, 05:45 م]ـ

وفقك الله.

ثُمَّ قَالَ: (صَوْمُ رَمَضَانَ مَحَكٌّ لِلإِرَادَاتِ النَّفْسِيَةِ، وَقَمْعٌ لِلشَّهَوَاتِ الْجِسْمِيَّةِ، وَرَمْزٌ لِلتَّعَبُّدِ فِي صُورَتِهِ العُلْيَا، وَرِيَاضَةٌ شَاقَّةٌ عَلَى هَجْرِ اللَّذَائِذِ وَالطَّيِّبَاتِ، وَتَدْرِيبٌ مُنَظَّمٌ عَلَى حَمْلِ الْمَكْرُوهِ مِنْ جُوعٍ وَعَطَشٍ وَسُكُوتٍ، وَدَرْسٌ مُفِيدٌ فِي سِيَاسَةِ الْمَرْءِ لِنَفْسِهِ، وَتَحَكُّمِهِ فِي أَهْوَائِهِ، وَضَبْطِهِ بِالْجِدِّ لِنَوَازِعِ الْهَزْلِ وَاللَّغْوِ وَالْعَبَثِ فِيهَا، وَتَرْبِيَةٌ عَمَلِيَّةٌ لِخُلُقِ الرَّحْمَةِ بِالْعَاجِزِ الْمُعْدِمِ، فَلَوْلَا الصَّوْمُ لمَاَ ذَاقَ الأَغْنِيَاءُ الْوَاجِدُونَ أَلَمَ الْجُوعِ، وَلَمَا تَصَوَّرُا مَا يَفْعَلُهُ الْجُوعُ بِالْجَائِعِينَ.

وَفِي الإِدْرَاكَاتِ النَّفْسِيَّةِ جَوَانِبَ لَا يُغْنِي فِيهَا السَّمَاعُ عَنِ الْوِجْدَانِ، وَمِنْهَا هَذَا، فَلَوْ أَنَّ جَائِعًا ظَلَّ وَبَاتَ عَلَى الطَّوَى خَمْسًا، وَ وَقَفَ خَمْسًا أُخْرَى يُصَوِّرُ لِلْأَغْنِيَاءِ (البِطَانِ؟) مَا فَعَلَ الْجُوعُ بِأَمْعَائِهِ وَأَعْصَابِهِ، وَكَانَ حَالُهُ أَبْلَغَ فِي التَّعْبِيرِ مِنْ مَقَالِهِ، لَمَا بَلَغَ فِي التَّأْثِيرِ فِيهِمْ مَا تَبْلُغُهُ جَوْعَةٌ وَاحِدَةٌ فِي نَفْسِ غَنِيٍّ مُتْرَفٍ.

وَلِذَلِكَ كاَنَ نَبِيُّنَا إِمَامُ الْأَنْبِيَاءِ وَسَيِّدُ الْحُكَمَاءِ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فَي رَمَضَانَ.

وَرَمَضَانُ نَفْحَةٌ إِلَهِيَّةٌ تَهُبُّ عَلَى الْعَالَمِ الْأَرْضِيِّ فِي كُلِّ عَامٍ قَمَرِيٍّ مَرَةً، وَصَفْحَةٌ سَمَاوِيَّةٌ تَتَجَلَّى عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الأَرْضِ، فَتَجْلُو لَهُمْ مِنْ صِفَاتِ اللهِ عَطْفِهِ وَبِرِّهِ، وَمِنْ لَطَائِفِ الإِسْلَامِ حِكْمِتِهِ وَسِرِّهِ، فَلْيَنْظُرِ الْمُسْلِمُونَ أَيْنَ حَظُّهُمْ مِنْ تِلْكَ النَّفْحَةِ وَأَيْنَ مَكَانُهُمْ فِي تِلْكَ الصَّفْحَةِ.

وَرَمَضَانُ مُسْتَشْفًى زَمَانِيٌّ يَجِدُ فِيهِ كُلُّ مَرِيضٍ دَوَاءَ دَائِهِ، يُسْتَشْفَى فِيهِ مَرَضَى الْبُخْلِ بِالإِحْسَانِ وَمَرْضَى الْبِطْنَةِ وَالنَّعِيمِ بِالْجُوعِ وَالْعَطَشِ، وَمَرْضَى الْجُوعِ وَالْخَصَاصَةِ بِالشَّبَعِ وَالْكِفَايَةِ .. ).

البِطَانِ؟ ... إما يراد: ممتلئ البطون ... كما في الحديث " تروح بطانا " .. وإما: من كثر مالهم ولم ينقص ... يقال: فلان عريض البطان ... إذا كان ماله جمّا ...

ـ[باحثة]ــــــــ[08 - 10 - 06, 04:02 م]ـ

جزاكم الله خيرا ..

[مَحَكٌّ لِلإِرَادَاتِ النَّفْسِيَّةِ]

[وَتَرْبِيَةٌ عَمَلِيَّةٌ لِخُلُقِ الرَّحْمَةِ بِالْعَاجِزِ الْمُعْدِمِ]

في الحقيقة لم اعرف وجه الخطأ هنا

جاء في لسان العرب: وأَعْدَمَ إعْداماً وعُدْماً: افتقر وصار ذا عُدْمٍ؛ عن كراع، فهو عَديمٌ ومُعدِمٌ لا مالَ له، قال: ونظيره أَخضَر الرجلُ إحضاراً وحُضْراً، وأَيسَرَ إيساراً ويُسْراً .. الخ

وفي الوسيط: أعْدَمَ فلانٌ: افْتَقَرَ، فهو مُعْدِمٌ.

نقلته من موقع عجيب والوراق

[وَفِي الإِدْرَاكَاتِ النَّفْسِيَّةِ جَوَانِبُ]

[فَتَجْلُو لَهُمْ مِنْ صِفَاتِ اللهِ عَطْفِهِ وَبِرِّهِ، وَمِنْ لَطَائِفِ الإِسْلَامِ حِكْمِتِهِ وَسِرِّهِ]

لا أعرف كيف أصححها!

لعلها منصوبة! والله أعلم

[فِي كُلِّ عَامٍ قَمَرِيٍّ مَرَّةً]

[وَالْخَصَاصَةِ بِالشِّبَعِ وَالْكِفَايَةِ]

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[10 - 10 - 06, 02:46 ص]ـ

وإياك.

[وَتَرْبِيَةٌ عَمَلِيَّةٌ لِخُلُقِ الرَّحْمَةِ بِالْعَاجِزِ الْمُعْدِمِ]

كذلك الأمر هو المعدِم اسم فاعل من أعدم ... ولكن ربما كانت قراءته معدَم اسم مفعول أبين.

[فَتَجْلُو لَهُمْ مِنْ صِفَاتِ اللهِ عَطْفِهِ وَبِرِّهِ، وَمِنْ لَطَائِفِ الإِسْلَامِ حِكْمِتِهِ وَسِرِّهِ]

نعم هما منصوبان على المفعولية.

ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[11 - 10 - 06, 11:40 م]ـ

ثم قال - رحمه الله -: (ورمضان جبار الشهور في الدهور مرهوب الصولة والدولة لا يقبل التساهل ولا التجاهل ومن غرائب شؤونه ان معظم صائميه من الاغفال وان معظم جنده من الاطفال يستعجلون صومه وهم صغار ويستقصرون ايامه وهي طوال فاذا انتهك حرمته منتهك بثوا حوله الارصاد وكانوا له بالمرصاد ورشقوه ونضحوه وبهدلوه وفضحوه لا ينجو منهم مختف في خان ولا مختبئ في حان ولا ماكر يغش ولا آو الى عش ولا متستر بحش ولا من يغير الشكل لاجل الاكل ولا من يتنكر بحجاب الوجه ولا بسفور الراس ولا برطانة اللسان كانما لكل شئ في خياشيمهم رائحة حتى الهيئات والكلمات وهم قوم جريحهم جبار الجرح وقتيلهم هدر الدم.

سبحان من ضيق احصاره - - وصير الاطفال انصاره

وحرك الريحين بشرى به - - رخاءه الهين و اعصاره

ورمضان مع ذلك كله مجلي اوصاف للوصاف حرم اهل المجون مما يرجون وحبس لهم من مطايا الله ما يزجون واحال لغمهم ايام الدجون كالليالي الجون فترحوا لتجليه وفرحوا لتوليه ونظموا ونثروا وقالوا فيه فاكثروا واطل على الشعراء بالغارة الشعواء فهاموا وجنوا وقالوا فافتنوا قال امامهم الحكمي ان افضل يوم عنده شوال وقال الغالون منهم والقالون ما هو اشبه بهم ولو لم يكن لاخرهم شوقي الا " رمضان ولى " ... لكفته ضلة ودخنا في اليقين وعلة والرجل جديد وله في العروبة باع مديد وفي الاسلام راي سديد وفي الدفاع عنه لسان حديد ونحن نعرفه فلا نفرقه.

وأما المعتدلون والمراءون فمنهم القائل:

شهر الصيا مبارك - - ما لم يكن في شهر اب

خفت العذاب فصمته - - فوقعت في عين العذاب

ومنهم القائل:

يا اخا الحارث بن عمرو بن بكر - - اشهورا نصوم ام اعواما

طال هذا الشهر المبارك حتى - - قد خشينا بان يكون لزاما

اما الوصف العبقري والوادي الذي طم على القري فهو قول الحديث الموحى: " الصوم لي وانا اجزي به " وحديث الصادق " لخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك " وحديث الصحيح " للصائم فرحتان " وقول الكتاب المكنون يا ايها الذين امنوا كتي عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير