طَيْرٌ شَهِيرٌ الحَمَامْ ... وَالمَوْتُ قُلْ فِيهِ الحِمَامْ
وَعَلَمًا جَاءَ الحُمَامْ ... عَلَى فَتًى مُنْتَسِبِ
جَمَاعَةُ النَّاسِ المَلاَ ... وَقُلْ أَوَانُهُمْ مِلاَ
وَلُبْسُهُمْ هِيَ المِلاَ ... مِنْ عَبْقَرٍ مُذَهَّبِ
الشَّكْلُ عَيْنُ المِثْلِ ... وَالشِّكْلُ حُسْنُ الدِّلاَ
وَالشُّكْلُ قَيْدُ الغلِّ ... مَخَافَةَ التَّوَثُّبِ
مُتَّصِلُ الرَّمْلِ الرَّقَاقْ ... وَفِي مَسِيلِ المَا الرِّقَاقْ
وَالخُبْزُ إِنْ رَقَّ الرُّقَاقْ ... يُقَالُ عِنْدَ العَرَبِ
وَسُورُ لَيْتٍ قَمَّهْ ... َورَأسُ ثَوْرٍ قِمّهْ
بِكَسْرِ مَا وَالقُمّهْ ... مَزْبَلَةٌ لِلْغَشَبِ
لاَ تَرْكَنَنَّ لِلصُّلِّ ... وَلاَ تَلِدْ بِالصَّلِّ
وَاحْذَرْ طَعَامَ الصُّلِّ ... وَانْهَضْ نُهُوضَ المُخْتَبِ
ظَبْيٌ كَحِيلٌ الطَّلاَ ... وَالخَمْرُ قُلْ فِيهِ الطِّلاَ
وَطُلْيَةٌ مِنَ الطُّلاَ ... جِيدُ الفَتَى المُذَهَّبِ
شَجَّةُ رَأْسٍ أَمَّهْ ... تُدْعَى وَقَالُوا إِمّهْ
لِعَمَّةٍ وَأَمَّهْ ... مِنْ عَجَمٍ وَعَرَبِ
أَمَّا الغَزَالُ فَالرَّشَا ... َوالحَبْلُ لِلدّلْوِ الرِّشَا
وَبذْلُ مَالٍ الرُّشَا ... ِلحَاكِمٍ مُسْتَكْلِبِ
حَبُّ القَرَنْفُلِ الزَّجَاجْ ... وَزَجُّ الأَرْمَاحِ الزِّجَاجْ
وَلِلْقَوَارِيرِ الزُّجَاجْ ... وَهُوَ سَرِيعُ العَطَبِ
كُنَاسَةُ البَيْتِ اللَّقَا ... َوالزَّحْفُ لِلحَرْبِ اللِّقَا
وَأَنْتَ أَحْقَرْتَ اللُّقَا ... مِنْ عَسَلٍ بِاللَّهَبِ
الحُمَةُ اسْمُ المَنَّهْ ... وَالاِمْتِيَازُ المِنَّهْ
وَالقُرَّة ُاسْمُ المُنَّهْ ... وَهِيَ دَلِيلُ القَلَبِ
المَنُّ لِلْمَرْءِ القَرَا ... وَنُزُلُ ضَيُفٍ القِرَا
وَجَمْعُ قَرْيَةٍ قُرَى ... كَمَكَّةٍ وَيَثْرِبِ
رِيقُ الحَبِيبِ الظُّلِمُ ... وَفِي النَّعَامِ الظِّلْمِ
فَحْلٌ وَأَمَّا الظُّلْمُ ... فَالْجَوْرُ مِنْ ذِي غَضَبِ
القَطْرُ غَيْثٌ سَاكِبُ ... وَالقِطْرُ صُفْرٌ زَائِبُ
وَالقُطْرُ عُودٌ جَالِبُ ... مِنْ عِدَّةٍ فِي المَرْكَبِ
هَذَا تَمَامُ شَرْحِ مَا ... نَظَمَ مَنْ تَقَدَّمَا
مِنْ أُدَبَاءِ العُلَمَا ... مُثَلَّثَا لِلْقُطْرُبِ
هَذَّبَهُ لِلْحِبِّ ... رَجَاءَ عَفْوِ الرَّبِّ
عَمَّا جَنَى مِنْ ذَنْبِ ... عَبْدُ العَزِيزِ المَغْرِبِي
مُصَلِّيًا مُسَلَّمَا ... عَلَى رَسُولِ الكُرَمَا
وَالآلِ وَالأَصْحَابِ مَا ... لاَحَ بَرِيقُ يَثْرِبِ
ليعلم أن ابن المستنير الشهير بقطرب لم ينظم شيئاً في المثلثات اللغوية، وإنما مثلثاته المشهورة التي تنسب إليه عبارة عن تصنيف نثري، لا يزال محفوظاً-من الضياع - في عالم المخطوطات.
وما جرت عليه العادة من النسبة إليه فمن باب الاختصار: نظم / متن / مثلث قطرب. وهذا ما أدى إلى الالتباس، فيظن أن له تصنيفاً شعرياً باسم المثلث. وليس الأمر كذلك!
فالرجاء عدم الخلط في نسبة النظم إلى قطرب،والله أعلم.
فقد جمع قطرب كتابه في مثلث الكلام نثرا، وهو جزء صغير الجرم، كثير العلم، تتابع العلماء الأفاضل على الإضافة على ما بناه وسبق إليه، فكان له فضل السبق، ولهم شرف الإتمام، رحم الله الجميع.
قال الشيخ شرف الدين الأندلسي في مقدمة شرحه على نظم سديد الدين البهنسي لمثلث قطرب، نشره الأستاذ رضا السويسي 57: هذا البيت ابتداء الكلام، وقد بلغني أن الإمام قطرب - رحمه الله تعالى - إنما ألفها منثورة، فلما وصلت إلى أبي بكر الوراق بمدينة البهنسا استحسنها ونظمها على هذا الأسلوب ....
وقد جاء اللبس لبعض المتأخرين الذين نسبوا النظم لقطرب؛ بسبب ما ذكرت من الاختصار في كلامهم، ثم بسبب بعض العبارات الموهمة من طرف بعض الكتَبَة، مثل ما ذكره صاحب كشف الظنون - وفي كتابه وهم كثير - قال 2/ 1586: أول من وضع فيها المثلثات أبو علي محمد المستنير المعروف بقطرب النحوي المتوفى 206 (وهي اثنتان وثلاثون بيتا، أولها:يا مولعا بالغضب ....
ثم تابعه على ذلك يوسف اليان سركيس الدمشقي في: معجم المطبوعات العربية والمعربة 1517، حيث قال: (الأرجوزة القطربية - أو مثلث قطرب، منظومة في بضعة وستين بيتا، تحتوي على الألفاظ التي يختلف معناها باختلاف حركاتها، أولها:
يا مولعا بالغضب ... والهجر والتجنب
طبع موسوما بكتاب:
¥