هذا القول غير صائب، والصحيح أن الصحابة اعترضوا على إمامته، كمافي صحيح البخاري من حديث يُوسُف بْنِ مَاهَك قَالَ:
كَانَ مَرْوَانُ عَلَى الْحِجَازِ اسْتَعْمَلَهُ مُعَاوِيَةُ فَخَطَبَ فَجَعَلَ يَذْكُرُ يَزِيدَ بْنَ مُعَاوِيَةَ لِكَيْ يُبَايَعَ لَهُ بَعْدَ أَبِيهِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ شَيْئًا فَقَالَ خُذُوهُ ... الحديث
قال الحافظ ابن حجر في الفتح:
والذي في رواية الإسماعيلي فقال عبد الرحمن ما هي إلا هرقلية وله من طريق شعبة عن محمد بن زياد فقال مروان: سنة أبي بكر وعمر،فقال عبد الرحمن: سنة هرقل وقيصر. ولابن المنذر من هذا الوجه: اجئتم بها هرقلية تبايعون لأبنائكم.ولأبي يعلى وبن أبي حاتم من طريق إسماعيل بن أبي خالد حدثني عبد الله المدني قال:
كنت في المسجد حين خطب مروان فقال إن الله قد أرى أمير المؤمنين رأيا حسنا في يزيد، وإن يستخلفه فقد استخلف أبو بكر وعمر، فقال عبد الرحمن: هرقلية،إن أبا بكر والله ما جعلها في أحد من ولده ولا في أهل بيته، وما جعلها معاوية إلا كرامة لولده.
قوله: (فقال خذوه فدخل بيت عائشة فلم يقدروا) أي امتنعوا من الدخول خلفه إعظاما لعائشة. ا.هـ
وطعن في قيادته لجيش القسطنطينة أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه،كما في الطبقات لابن سعد
(3/ 458):
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن أيوب عن محمد قال:
شهد أبو أيوب بدراً ثم لم يتخلف عن غزاة للمسلمين إلا هو في أخرى إلا عاما واحدا فإنه استعمل على الجيش رجل شاب، فقعد ذلك العام فجعل بعد ذاك العام يتلهف ويقول: ما علي من استعمل علي، وما علي من استعمل علي، وما علي من استعمل علي. قال: فمرض وعلى الجيش يزيد بن معاوية فأتاه يعوده، فقال:حاجتك. قال:نعم حاجتي إذا أنا مت فاركب بي ثم سغ بي في أرض العدو ما وجدت مساغا فإذا لم تجد مساغا فادفني ثم ارجع فلما مات ركب به ثم سار به في أرض العدو وما وجد مساغا ثم دفنه ثم رجع قال وكان أبو أيوب رحمة الله عليه يقول:قال الله تعالى: {انفروا خفافا وثقالا} لا أجدني إلا خفيفا وثقيلا.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[26 - 11 - 09, 08:55 م]ـ
إن الخلفية التي لدينا عن كثير من الخلفاء غير صحيحة، وهي مهزوزة جداً وذلك لأننا أخذناها مما درسنا من كتب ليست بذات ثقة، وكُتبت بأيدٍ مغرضة كانت معادية للمسلمين الذين تسلموا الخلافة سواء أكانوا راشدين أم أمويين أم عباسيين. ... ونحن -مع الأسف- لم نفكّر فيه أبداً، واكتفينا بما قرأنا، وقرأنا ذلك مكرّراً في عدد من الكتب وعلى مستوياتٍ مختلفة حتى رسخت هذه الصورة في عقولنا، بل ونُقِشَتْ في أفكارنا وأصبح من الصعب التخلّص منها
الكلام في العموميات بهذه الطريقة، وكيف ينبغي أن يكتب التاريخ: أمر يستطيعه كل أحد!
ولا سيما إذا عمد الكاتب إلى تكرار أقوال الناس وأفكارهم من غير توثيق ولا تدقيق!
وأكثر معاني الكلام أعلاه مأخوذ من أفكار محب الدين الخطيب في كتاب الرعيل الأول والتعليقات على العواصم، بعبارات أقل انضباطاً من عبارات الخطيب!
والذي يقرأ هذه الخطبة الإنشائية يظن أن الجميع - من المسلمين وأعدائهم - يجهلون التاريخ الصحيح، إلا محمود شاكر الحرستاني!
لو تواضع فقال: إن هذه هي صورة التاريخ الإسلامي في روايات جرجي زيدان وأمثاله لقلنا: صدقت!
ولكنه يدعي أن هذه هي صورة تاريخ الإسلام في كلام الجميع (إلا هو وكتبه!)
وليس في كلامه أي إشارة إلى تواريخ صحيحة موجودة!
كلهم كذابون إلا محمود شاكر!
وكلنا مغفلون لا نفكِّر أبداً، إلا محمود شاكر!
فهو مع الأسف يبدأ بهدم التاريخ الإسلامي مع الوعد بأنه هو سيعيد بناءه على أسس صحيحة!
ويستخرج من بطون الكتب حكاية لم يسمع بها أحد (طبخ لحوم القتلى) ليجعلها مثالاً على التاريخ الإسلامي!
إغراق التاريخ تمهيداً لإنقاذه!
وهذا هو اسوأ منهج ممكن للدفاع عن تاريخنا وحضارتنا!
وهو نفس منهج التالف (حسن المالكي) صاحب (إنقاذ التاريخ الإسلامي)!
ومنهج سائر أصحاب الأهواء!
كلهم يفتتحون الكلام بهدم التاريخ لأنه مكتوب بأيدي الأفاقين والكذابين وعملاء السلطة!
ولا عجب أن يشاركهم الأستاذ في هذا المنهج، لأن الهوى الأموي الزائد عند حد الاعتدال ظاهر في كلامه!
¥