تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما الحزب الشيوعي فعبر عن أعمال الفدائيين بأنها اعتداءات أي أعمال إجرامية يستحق صاحبها العقاب، ثم تمادوا في البراءة من الثورة حتى جاء التنديد بهم في بيان مؤتمر الصومام، ولا يزالون يعلمون ضد جبهة التحرير أثناء الحرب، وضد ثوابت الأمة بعدها إلى يوم الناس هذا في مجال الصحافة والثقافة والتربية والتعليم. وكذا المصاليون وصفوها بالاعتداءات وأصروا على عدم حمل السلاح ضد فرنسا ثم حملوه ضد إخوانهم المجاهدين، نعوذ بالله من الحور بعد الكور.

وأما المركزيون فقد وصفوا تلك الأعمال بالاعتداءات الإرهابية تزلفا إلى فرنسا؛ فَجَزَتهْم جزاء سنمار وحلت حزبهم في اليوم نفسه الذي تكلموا فيه بهذا الكلام (5نوفمبر).

وأما حزب البيان فظل يدعو إلى الاستقلال الذاتي في إطار فيدرالية فرنسية إلى غاية 22 فبراير 1956حيث قرر فرحات عباس حل حزبه والانضمام إلى المجاهدين.

[تأييد جمعية العلماء للثورة وإعلانها الجهاد]

إن الذين جعل الناس يلتفون حول نداء أول نوفمبر هو موقف جمعية العلماء التي سارعت إلى المساندة والتأييد ابتداء من يوم 2 نوفمبر في بيان أصدره الإبراهيمي والفضيل الورتيلاني بالقاهرة عنوانه مبادئ الثورة في الجزائر نشر في الصحافة المصرية، جاء فيه:" ثم قرأنا اليوم في الجرائد بعض تفصيل ما أجملته الإذاعات، فخفقت القلوب لذكرى الجهاد الذي لو قُسِّمت فرائضه لكان للجزائر منه حظان بالفرض والتعصيب واهتزت النفوس طربا لهذه البداية التي سيكون لها ما بعدها، ثم طرقنا الأسى لأن تكون تلك الشجاعة التي هي مضرب المثل لا يظاهرها سلاح، وتلك الجموع التي هي روق الأمل لا يقودها سلاح، إن اللحن الذي يشجي الجزائري هو قعقعة الحديد في معمعة الوغى، وإن الرائحة التي تعطر مشامه هي رائحة هذه المادة التي يسمنوها البارود".

وفي اليوم التالي 3 نوفمبر نشر بيان آخر عنوانه "إلى الثائرين الأبطال من أبناء الجزائر اليوم حياة أو موت، بقاء أو فناء " جاء في مطلعه:" حياكم الله أيها الثائرون الأبطال وبارك جهادكم وأمدكم بنصره وتوفيقه وكتب ميتكم في الشهداء الأبرار وحيكم في عباده الأحرار. لقد أثبتم بثورتكم المقدسة عدة حقائق: الأولى أنكم سفهتم دعوى فرنسا المفترية التي تزعم أن الجزائر راضية مطمئنة فأريتموها أن الرضى بالاستعمار الكفر وأن الاطمئنان لحكمها ذل وان الثورة على ظلمها فرض ... وجاء في آخره " اعلموا أن الجهاد للخلاص من هذا الاستعباد قد أصبح اليوم واجبا عاما مقدسا فرضه عليكم دينكم، وفرضته عليكم قوميتكم، وفرضته رجولتكم، وفرضه ظلم الاستعمار الغاشم الذي شملكم، ثم فرضته أخيرا مصلحة بقائكم لأنكم اليوم أمام أمرين: إما حياة أو موت، إما بقاء كريم أو فناء شريف".

وفي 15 نوفمبر صدر بيان آخر عنهما عنوانه: نداء إلى الشعب الجزائري المجاهد نعيذكم بالله أن تتراجعوا وجاء في مطلعه:

" حياكم الله وأحياكم، وأحيا بكم الجزائر، وجعل منكم نورا يمشي من بين يديها ومن خلفها، هذا هو الصوت الذي يسمع الآذان الصم، هذا هو الدواء الذي يفتح الأعين مغمضة، هذه هي اللغة التي تنفذ معانيها إلى الأذهان البليدة، وهذا هو المنطلق الذي يقوم القلوب الغلف، وهذا هو الشعاع الذي يخترق الحجب والأوهام وجاء فيه "إنكم كتبتم البسملة بالدماء في صفحة الجهاد الطويلة العريضة، فاملأوها بآيات البطولة التي هي شعاركم في التاريخ وهي إرث العروبة والإسلام فيكم ... أيها الإخوة الأحرار هلموا إلى الكفاح المسلح إننا كلما ذكرنا ما فعلت فرنسا بالدين الإسلامي في الجزائر، وذكرنا فظائعها في معاملة المسلمين لا لشيء إلا لأنهم مسلمون، كلما ذكرنا ذلك احتقرنا أنفسنا واحتقرنا المسلمين وخجلنا من الله أن يرانا ويراهم مقصرين في الجهاد لإعلاء كلمته، وكلما استعرضنا الواجبات وجدنا أوجبها وألزمها في أعناقنا إنما هو الكفاح المسلح فهو الذي يسقط علينا الواجب، ويدفع عنا وعن ديننا العار فسيروا على بركة الله وبعونه وتوفيقه إلى ميدان الكفاح المسلح، فهو السبيل الواحد إلى إحدى الحسنيين إما موت وإما حياة وراءها العزة والكرامة".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير