- وقد أفتى أهل بغداد بحرمة الصلاة في جامع عبد القادر الكيلاني، وجامع معروف الكرخي وجامع موسى الكاظم وغيرها، لأنها قبور للمسلمين بنيت عليها المساجد واتخذها الناس آلهة من دون الله فائدة: ثم انني وقفت على كلام نفيس مهم للشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى في رسالة ارسلها الى الشيخ عبد الكريم في الدرر السنية في الفتاوى النجدية (8/ 266) وهي تبين عقيدة الشيخ عبد الكريم وانه يرى كفر تارك العمل وإن اقر بالشهادتين ولم يجحد الفرائض إذ أنه من المعلوم ان مذهب الارجاء المذموم لا يرى ركنية العمل في الايمان، ومما تواتر عن السلف ان الايمان قول وعمل يزيد وينقص قال الامام سهل بن عبد الله التستري ((الايمان قول وعمل ونية وسنة فإذا كان قول بلا عمل فهو كفر وان كان قول وعمل بلا نية فهو نفاق وان كان قول وعمل ونية بلا سنة فهو بدعة
وله باع في الأصول وغريب ألفاظ اللغة وغيرها من العلوم إلا أنه سخّر كل ذلك في شرح السنة وفهم الحديث الشريف.
أما ورعه وزهده فكان في نهاره راهباً، و في ليله باكياً. حدثنا الشيخ عدنان الأمين قال: "جئت ذات يوم إلى مسجد عثمان أفندي ففتح الشيخ الباب، وبدأت أدرس وأقرأ درسي في (تجريد البخاري) وكان الدرس في أبواب الشفعة، فلما قرأت حديث سعد… جهش الشيخ بالبكاء حتى أشفقت عليه".
وفاته:
في آخر عمره ظهر ورم في رأسه أدى فيما بعد إلى وفاته، وكان وهو على فراش موته يُسئل ويجيب بذهن حاضر ومنطق سليم.
وأوصى رحمه الله بمكتبته أن توقف على جامع الدهان، وكتب حجة الوقفية بحضور القاضي الشرعي وشهد على الوصية تلميذاه: الشيخ عدنان، والشيخ نوري، وأعطاهما مالاً ورثه من ابن عم له "2400" ديناراً وأمرهما أن تُدفع زكاته وتوزع على فقراء أهل السنة، وإيداع الباقي، وأوصى بكتب المنطق التي عنده أن تحرق لأنها كتب ضلال واشترط في وصيته أن تكون مكتبة عامة يقصدها طلاب العلم.
توفي رحمه الله تعالى في: 1379هـ، الموفق: 7/ 12/ 1959.
وحضر جنازته حشد كبير من الناس، وصلي عليه في جامع الدهان. وكانت جنازة من جنائز أهل السنة فكانت كما قال الإمام أحمد: يا أهل البدع بيننا وبينكم الجنائز.
آثاره:
له مؤلفات قيمة منها:
1. أصول الحديث: مجلد كبير وهو في مصطلح الحديث على شكل سؤال وجواب، وهو في الراجح عنده في مسائل المصطلح.
2. رسالة في مختلف الحديث: متوسطة الحجم.
3. رسالة في أصول الفقه: متوسطة الحجم.
4. معارضة الحنفية لأقوال خير البريةصلى الله عليه وسلم، كتاب فذ فيه آراء الحنفية المخالفة لصريح السنة.
5. مجموعة إجازاته العلمية.
6. فتاوى فقهية بالدليل.
7. نظرات في التفسير: رد فيه على بعض المفسرين الذين يعتمدون على الأحاديث الضعيفة والموضوعة والإسرائيليات والتفاسير الباطنية والصوفية.
وأقر كتاب "الاتباع" للشيخ صالح بن عبد الله سرية رحمه الله تعالى حيث قرأه عليه كاملاً وهو مطبوع.
وقد تلقى عليه العلم شيخنا السيد صبحي منذ صغره وهو أول شيخ له في الحديث، وبه انتفع وهو عمدته في الرواية وأجل شيخ له، وأول كتاب قرأه عليه "عمدة الأحكام" للمقدسي، ثم قرأ صحيح الإمام البخاري وصحيح الإمام مسلم، وقرأ في سنن الترمذي وسنن أبي داود وسنن النسائي وسنن ابن ماجه وموطأ مالك ومسند العشرة المبشرة من مسند الإمام أحمد ومسند الإمام الدارمي وسنن الدارقطني وقرأ عليه شيئاً من مسند الطيالسي والمستدرك للصحاكم وغيرها، كما قرأ عليه كتاب "التوحيد الذي هو حق الله على العبيد" للإمام محمد بن عبد الوهاب والعقيدة الطحاوية والإحكام والنبذة لابن حزم، وقرأ الكفاية للخطيب ومعرفة علوم الحديث للحاكم، ومقدمة ابن الصلاح وغيرها ومختصر الخرقي والمقنع والروضة لابن قدامة وغيرها، وذلك في مسجد (المهدية) قرب محلة الفضل ومسجد (عثمان أفندي) قرب سوق الصاغة الواقعين بجانب الرصافة ببغداد، ولازمه طوال حياته وتأثر به وانتفع من علمه، وأخذ عنه المسلسل بالأولية والمسلسل بالوضوء بالمد وغيرها، وقد أجازه إجازة عامة بكل ما تصح له روايته وتجوز عنه درايته في: الثاني عشر من محرم عام ألف وثلاثمائة وثمان وسبعين للهجرة.
يروي الشيخ الصاعقة عن:
1 - علامة بغداد السيد نعمان خير الدين أفندي الآلوسي البغدادي،
ابن المفسر أبي الثناء الآلوسي (ت 1371هـ)، وله ثبت.
وهو يروي عن:
¥