قدرته العجيبة على النظم:
رأيته مراراً ينظم في الحال، بل يرتجل بعض المقطوعات، ونظمه نظم بديع، وهو شاعر مجيد، يقول الشعر على السليقة وله قصائد كثيرة لم تجمع وقد ضاع الكثير منها.
نتاجه العلمي:
للشيخ نتاج علميّ كثير برغم انشغاله، وله أبحاث ماتزال مخطوطة، وفوائد منظومة متفرّقة، وطبع من تأليفه رسالته التي أعدها لنيل درجة الماجستير، من كلية الشريعة بالرياض، وعنوانها ((مخاطبات القضاة)) ونشرتها دار الأندلس الخضراء بجدة، ويشرف على سلسلة من المتون العلمية صدر منها ثلاثة متون وهي
1) هداية المرتاب للإمام المقرئ علم الدين السخاويّ رحمه الله تعالى.
2) موطأة الفصيح للإمام ابن المرحل رحمه الله.
3) ألفية الحافظ العراقي رحمه الله.
وأكثر نتاج الشيخ دروس مسجلة في مئات الأشرطة في كثير من أنحاء العالم الإسلامي.
عبادته وجلده على ذلك:
شيخنا الدَّدَو: عالم عامل، صوّام قوّام، لايترك صوم يوم الاثنين والخميس، وغيرهما من مواسم صيام النفل، يكتفي في غالب أحواله بنوم الظهيرة، وما رآه أحد من عارفيه نائماً على غير شقه الأيمن، في حين أننا نحرص على النوم على الشق الأيمن عند ابتداء النوم، لكننا إذا استغرقنا في النوم، واستطلق الوكاء وتعالى الشخير والزفير، انقلبنا على ظهورنا، وأحسننا حالاً من سلم من الانبطاح والله المستعان.
ويتصف الشيخ بجلد لم أره في غيره، فلا يمكن أن تراه يُهوّم أو يتثاءب، مهما توالى سهره، واشتد تعبه.
ومن عجائب جلده: أنني طلبت منه أن يقابل معي نسخة بالخط الموريتانيّ، شقّ عليّ قراءتها مع نسخة أخرى من أجل معرفة الفروق بين النسختين، وكان بعد قدومه من سفر، فواصلت معه إلى الثانية ليلاً، ولم أستطع المواصلة، فذهبت لأنام - وكان هذا في ليالي الشتاء الطويلة - ثم استيقظت قبيل أذان الفجر مستعينا بالمنبه، فجئت إلى الشيخ لأوقظه، ظناً مني أنه قد نام، فإذا هو قائم يصلي وقد أتم مقابلة المخطوطتين ودوّن الفروق بينهما، فقلت في نفسي: ياللعجب.
تواضعه:
لم أر في حياتي أشد تواضعاً منه، وإنه ليُخجِل زائره بفرط تواضعه، ويكفي أنه يقدم لكل زائر له من محبيه نعليه إذا خرج من عنده، ولايستأثر بالحديث، ولايتكلم بحضرة شيخ سبق أن حضر دروسه في مراحل الدراسة الجامعية، دائم البشر، طلق المحيا، مهيب وقور، مسارع إلى خدمة الناس وقضاء حوائجهم لايردّ طلب أحد، ولايحب الثناء، ولا يسمح لأحد يتكلم في أهل العلم والفضل، ولايحب الوقيعة في أحد من المسلمين حاكماً أو محكوماً.
تضحيته في سبيل الدعوة:
لقد جاب الشيخ أكثر بلاد الدنيا داعياً إلى الله بالحسنى، محذّراً من الغلوّ في الدين، ومادُعي من مكان في العالم إلا ورحل إليه، درّس العلوم، وحاضر، وواصل كلال الليل بكلال النهار، في صبر عجيب، واحتمال للمشاقّ قل نظيره في هذه الأزمان.
رحابة صدره، ورباطة جأشه عند النقاش:
يمتاز الشيخ برحابة الصدر عند النقاش، فلا تعتريه الحدة، ولايضيق بالمخالف، بل رأيته مراراً يمسك بأصابع المحاور، ويعدد حججه بواسطتها في ثبات عجيب، ولايملك من يناقشه إلا الامتثال
أو السكوت على الأقل.
شيء من مواهبة:
شيخنا إلى جانب مواهبه الكثيرة يفسر الرؤى، وهو بارع في ذلك، ويتّبع في تفسيره هدي السلف ويقيد تأويله بإسناد العلم إلى الله تعالى، ولايقطع في تأويله ويجزم، ولا يؤوّل رؤيا بالتكلّف، ولايؤوّل رؤيا يترتب على تأويلها مفسدة خاصة أو عامة.
وله معرفة تامة بالرقى الشرعية، وعلاج السحر والعين، وجُلّ وقته مبذول في قضاء حوائج الناس
أثابه الله تعالى، مع معرفة عامة بعلوم أخرى كالفلك والطب وغيرهما.
طرف يسير من أقوال أهل العلم فيه:
حينما وفد الشيخ إلى هذه البلاد تعرف على الكثير من علمائها وطلاب العلم فيها، وله معهم محاورات ومناقشات، وتربطه علاقة ودّية ببعض العلماء المعروفين كالشيخ بكر أبي زيد، فضلاً عن أساتذة الجامعات في المملكة.
وقد أثنى عليه الكثير منهم، وأعجبوا بغزارة علمه، وممن أثنى عليه كثيراً معالي الشيخ الدكتور بكر أبوزيد، ومعالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد.
¥