مَعْ أَنَّهُ مَا شَعَّ شَيْباً رَأْسُهُ ... وَلَهُ ثَلاثُونَ خَلَتْ ثِنَتَانِ
لَوْلا الْعَوَاذِلُ قُلْتُ: أَحْفَظُ عَصْرِنَا ... وَسِوَاه مِن حُفَّاظِنَا اِثْنَانِ
لَكِنَّهُ عِندِي أَحَبُّ لِدِينِهِ ... وَكَمَالِ غَيْرَتِهِ عَلَى الإِخْوَانِ
وَسَلامَةٍ فِي صَدْرِهِ وَتَعَفُّفٍ ... عَنْ عِرْضِ كُلِّ مُوَحِّدٍ رَبَّانِي
وتلاميذ الشيخ ومحبوه يعرفون عشرات القصائد نُظمت، وعشرات المقالات دُبِّجت في الثناء عليه وهو لايحفل بها ولايحتفظ بشي منها.
ومن لم يعرفوه والحاسدون له - وكل ذي نعمة محسود - حينما يقرأون أبيات الشيخ عائض وقبله أبيات التقيّ بن الشيخ وكلام غيرهما يظنون أن هذا كله ضرب من الغلو والمبالغة، والشيخ عائض يشبهه بهؤلاء الأئمة؛ لأن الشيخ في غزارة علمه يذكرنا بهم، وليس وارداً أنه يفضله عليهم في العلم معاذ الله ويعرف كل من يعرف الفرق بين المشبه والمشبه به.
ولقد سمعته في بعض دروس النحو يقرر ماذكره الإمام ابن مالك في الألفية، وفي التسهيل عن طريق نظم ابن بونه، مع إيراد كلام الأئمة نظماً ونثراً وشواهد العربية في استحضار عجيب.
وسمعته يلقي دروساً في الفقه، فيورد المشهورمن كلام الأئمة الأربعة في كل مسألة يختلفون فيها، وهكذا سائر العلوم كل ذلك حفظاً دون تلعثم ولا تردّد، ومن كان في شك من ذلك فليستمع إليه فهو حيّ يُرزق فكَّ الله أسره، وأسدل عليه ثوب العافية.
هذا العالم الجليل يقبع الآن في سجون النظام الموريتاني، وذنبه أنه قال لهذا النظام لايجوز لك أن تفتح سفارة لليهود الذين يقتلون نساءنا وأطفالنا، ويدنسون مقدساتنا في فلسطين، واستمر هذا النظام المتهوّد في استقبال زعماء اليهود، وآخرهم زيارة وزير خارجيتهم قبل أيام.
فكان جزاء الشيخ أن يزجّ به في السجن، هو وكل من درس في جامعات المملكة، ممن لهم نشاط في الدعوة إلى الله تعالى، واتهمهم هذا النظام بأنهم صدَّروا إلى موريتانيا الوهابية، وأغلق كل المؤسسات الخيرية والتعليمية التي أهدتها المملكة حكومة وشعباً إلى موريتانيا، واتهم المملكة حكومة وشعباً بأنهم وهّابيون إرهابيون، وكأن دعوة الإمام المجدّد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى تهمة وهؤلاء إنما يتهمون الإسلام بالإرهاب، ودعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب دعوة جدَّدت معالم الإسلام كما جاء به سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، ولكن ليس هذا بغريب على نظام عشق اليهود وارتمى في أحضانهم، ولايسمع إلاكلامهم وكلام من دأبوا على حرب الإسلام واستئصال معالمه من المجاورين له.
إن الله عز وجل يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون.
وبعد: فإنني أكتب هذه الأسطر وأنا أعلم أنني تأخرت كثيراً لا لشيء إلا لأني غير معروف عند الناس فلن يكون لكتابتي أثر؛ لكنني رأيت أخيراً أن من واجبي أن أسهم بشيء نحو هذا العالم الفذ فعسى أن يكون فيما كتبت مايسهم في رفع الظلم عنه، فهو أسير المحبسين: السجن والمرض، وآخر الأخبار تفيد أن حالته الصحية متدهورة جداً، وأنه يقاد إلى عنابر التحقيق ومعه جنديّ يحمل الحقن المغذية المغروزة في جسده.
وفي ختام هذه الأسطر أقترح أن يتنادى كبار العلماء والدعاة في عالمنا الإسلاميّ عن طريق أيّ جهة معنيّة بقضايا العالم الإسلاميّ، ويرسلوا وفداً للتفاهم مع هذا النظام الفاسد من أجل أن يسمح للشيخ بالسفر إلى أيّ بلد للعلاج.
وأسأل الله أن يهيء لهذه الأمة أمراً رشداً، يعز فيه أهل طاعته، ويذل فيه كل محارب لدينه متسلط على أوليائه؛ إنه جواد كريم، وصلى الله وسلم على خير خلقه نبيه ومصطفاه، وعلى آله وصحبه والحمد لله بدءاً وختاماً.
وكتبه الفقير إلى عفو الله ومغفرته
عبدالله بن محمد الحكميّ
للفائدة منقولة من صيد الفوائد
ـ[سعود السليمان]ــــــــ[20 - 12 - 05, 02:11 م]ـ
باركـ الله في الشيخ ..
وجزاك الله خيراً،، على النقل
ـ[أبو عبدالله المحتسب]ــــــــ[20 - 12 - 05, 02:17 م]ـ
كتبت هذه الترجمة قبل ستتة أشهر أو سبعة تقريبا قبل خروج الشيخ من السجن فلهذا أورد
الشيخ الحكمي أنه في السجن.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[20 - 12 - 05, 08:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا، وحفظ الله الشيخ ونفع به.
أذكر أن الموضوع طرح من قبل في الملتقى، وأن شيخنا أبا خالد السلمي كان قد علق على قضية قراءة الشيخ ولد دادو بالقراءات العشر.
فلينظر في محله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - 12 - 05, 02:52 م]ـ
حدثني بعض إخواني أنه حضر مناظرة بين الشيخ صالح آل الشيخ والشيخ محمد بن الحسن الددو حول إشتقاق لفظ الجلالة من عدمه،ولما سألت صاحبي كيف كانت المناظرة؟ أجاب قائلا:
كأنهما جبلان يصطدمان
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[21 - 12 - 05, 03:22 م]ـ
حدثني بعض إخواني أنه حضر مناظرة بين الشيخ صالح آل الشيخ والشيخ محمد بن الحسن الددو حول إشتقاق لفظ الجلالة من عدمه،ولما سألت صاحبي كيف كانت المناظرة؟ أجاب قائلا:
كأنهما جبلان يصطدمان
أقول: ليته سجلها!
¥