أرشيف ملتقى أهل الحديث - 3

شكرا للأخ السباعي على مجهوده الكبير في الترجمة لعلماء المغرب المعاصرين الذين طويت سيرهم وكادت تندرس، ونطلب منك المزيد سددك الله تعالى.

وللأخ بشري أقول:

يا أخي الفاضل، أليس هؤلاء أهل سنة على الجادة؟ ولازم كلامك رعاك الله أن هؤلاء العلماء لا ينتسبون إلى السلف.

وبحسب كلامك فأنا ألزمك أن تُخرج من منهج السلف وأهل السنة ثلثي علماء الملة ممن هم أشاعرة أو متصوفة وغيرهم (النووي، ابن حزم، الشاطبي، ابن عقيل، الرازي، الغزالي، الباقلاني ... ) واللائحة طويلة.

العاصمي111 - 09 - 2005, 07:17 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.

ما اشتهر من أن جل - أو ثلثي - هذه الأمة من الأشاعرة و الصوفية، غلط مخالف للواقع؛ فان أكثر العوام لم يدرسوا عقائدهم ... بل هم اما أن تجدهم على الفطرة الموافقة لعقيدة السلف في الجملة، و اما أن يكونوا ممن اجتالهم شياطين الانس و الجن؛ فأردوهم و ألبسوا عليهم دينهم، و الواقع أكبر شاهد، و جرب؛ فاسأل من تلقاه من العوام هل تجدهم يعتقدون بتحريف الصفات، و نفي العلة و الحكمة في أفعال الله - جل و عز -، بله أن يتصوروا، ثم يؤمنوا ببدعة الكسب ... و مسألة أول واجب على المكلف، التي هي من بقايا عقيدة المعتزلة ... و بدعة الكلام النفسي، و هل نرى الله في جهة ... و غيرها من خزعبلات الأشاعرة، التي حيرت أذكياءهم ...

و أود أن أنبه الى أن ابن حزم ليس صوفيا، و لا أشعريا، بل كان من أشد الناس حطا و نقضا عليهم، و ان لم يكن سلفيا ...

و ابن عقيل - أيضا - ليس أشعريا، بل تأثر بمذاهب المعتزلة، ثم استتيب؛ فكتب نصيحته و توبته ... على أن بعض الحنابلة - كأبي محمد بن قدامة - استمر يرد عليه، و كتب تصنيفه الشهير في تحريم النظر في كتب الكلام، ردا على ابن عقيل ...

أما النووي؛ فليس أشعريا صرفا، بل وافقهم في عقائد، و خالفهم في غيرها، و وجد مؤخرا جزء فيه ذكر اعتقاد السلف في الحروف و الأصوات، ذكر ناسخه أن النووي اختصره عن كتاب الشيخ الجليل الإمام المتقن الحافظ الأوحد فخر الدين أبي العباس أحمد بن الحسن بن عثمان الأرموي الشافعي ... الموسوم بغاية المرام، في مسألة الكلام ... = فان صح؛ دل على رجوعه الى مذهب السلف في مسألة من أعظم المسائل التي وقع فيها الخلاف بين أهل السنة و الأثر، و بين الأشاعرة ...

و على كل؛ ليس هنا مجال شرح ذلك، فمن أراد المباحثة في هذا؛ فليفتح موضوعا جديدا، أو ليشارك في المقال الذي ذكرت فيه طبقات أهل السنة السنية، المجانبين للكلابية الأشعرية ...

و الله الموفق لما فيه رضاه، و هو الهادي من استهداه.