تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هو الأستاذ/ سيد بن أحمد بن محمد بن صقر؛ وكانَ - رحمَه اللهُ تعالى - يكتبُ اسمَه (السيد أحمد صقر)، فيظنُّ من لا يعرفُه أنَّه (أحمد)، وأن (السيد) لقب له، وليس كذلك، بل هو (سيد)، واسم أبيه (أحمد)، وبعضهم يظن أن اسمه مركبٌ (السيد أحمد)، والصواب ما أثبتناه أولاً، وعلى هذا الوهم الشائع يعلِّق الدكتور محمود الطناحي - رحمه الله - بظرفه المعهود: "ولم يبعد عن الصواب من ظن هذا، فهو (سيد) اسمًا وصفة" [3].

ولدَ السيد أحمد في عام 1334هـ/1915م، في قريةِ (صِفْط تراب)، إحدى قرى الريف المصري، والتي تقع على بعد نحو 21 كيلو متر من طنطا، عاصمة محافظة الغربية، وهي القرية نفسها التي ولد بها العالم المصري المشهور الدكتور يوسف القرضاوي، وقد نظم القرضاوي فيها شعرًا يُخَاطب فيه الصحابي الجليل عبدالله بن الحارث الزبيدي، الذي ظل في هذه القرية بعد الفتح الإسلامي، وتزوَّج بها وأنجب، حتى وافاه أجله بها سنة 86هـ، ومما قال فيها مخاطبًا الصحابي الجليل:

وَأَسْلَمَ أَهْلُ صِفْطَ عَلَى يَدَيْكُمْ وَدَانَوْكُمْ بِصِهْرٍ وَاقْتِرَابِ

وَعِشْتَ بِهَا وَمُتَّ بِهَا هَنِيئًا لَها بِكَ مِنْ جِوَارٍ مُستَطَابِ

وَحُقَّ لِصِفْطِنَا بِكَ أَنْ تُسَمَّى بِصِفْطِ التِّبْرِ لاَ صِفْطِ التُّرَابِ [4]

نشأته وشيوخه:

انتقل السيد أحمد صقر مع أسرته في مقتبل عمره إلى القاهرة، حيث كان أبوه الشيخ أحمد محمد صقر مدرسًا بكلية أصول الدين بالأزهر، فنشأ السيد أحمد صقر في بيت كريمٍ من بُيُوت العلم، على عفَّة وصيانة، مرضيَّ الحال، محمودَ الأقوال والأفعال، موصوفًا بالنُّبْل والفَهم والحذق، طالبًا للعلم، حريصًا عليه، مجتهدًا فيه، فاختلف إلى حلقات الأزهر الشريف وعمره خمس سنوات، وكانت في ذلك الوقت متاحة لكل راغب في العلم، وطالب للمعرفة، فتعلَّم مبادئ القراءة والكتابة، وأكمل حفظ القرآن وله تسع سنين، ثم التحق بمعهد القاهرة الديني التابع للأزهر، وحصل منه على الشهادة الابتدائية، ثم الثانوية عام 1937م، ثم واصل طريقه في الجامعة الأزهرية، ودخل كلية اللغة العربية، فتخرج فيها عام 1944 م، وكانت مناهج الدراسة في ذلك الزمان مما يغذي الملكات، وينمي المواهب، مع صفوة منَ العلماء المدرسين المبرزين الموسوعيين في النحو، والصرف، واللغة، والأدب، والتاريخ.

وممن اتصل بهم وصحبهم، واقتبس من مشكاتهم، و تخرج على أيديهم:

1 - والده الشيخ أحمد صقر: المُدَرِّس بكلية أصول الدين بالأزهر، وكان من فضلاء علماء الأزهر، وكان - رحمه الله - مع مجموعة من علماء الأزهر يترددون على مدارس تحفيظ القرآن، ويتعهدونها حسبة وزُلفى إلى الله [5]، "وكان يخطب الجمعة في جامع قريته "صفط تراب" إذا زارها في بعض الأحيان؛ إذ يعتبر من علمائها المرموقين، وربما خلفه بعض المرات ابنه السيد أحمد صقر حين أصبح يافعًا" [6]، وقد كتب السيد صقر على طرة كتاب (شرح ديوان علقمة) - باكورة أعماله حين كان في شرخ الصبا وميعة الشباب -: " أتوج هذا الكتيب برفعه إلى الوالد العزيز، حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الجليل الشيخ أحمد محمد صقر، المُدَرِّس بالمعهد الأزهري" [7].

2 - العلامة سيد بن علي المرصفي (ت 1931م): صاحب كتاب "رغبة الآمل شرح الكامل"؛ للمُبَرد، شيخ أعلام النهضة الثقافية بمصر، والذي تخرَّج على يديه كثير من القيادات الفكرية والأدبية؛ أمثال: مصطفى المنفلوطي، وأحمد الزيات، وطه حسين، وزكي مبارك، ومصطفى الرافعي، ومحمد محيي الدين عبدالحميد، وعباس العقاد، وأحمد شاكر، وأخوه محمود شاكر، وقد كان هذا الأخير يوصي السيد أحمد صقر بمُلازمة العلاَّمة المرصفي والقراءة عليه، ولكن صِغر سن السيد أحمد صقر آنذاك، وشيخوخة العلامة المرصفي، لم يمكِنا السيد أحمد صقر منَ الاستفادة الحقيقية منَ العلامة المرصفي، إلا أن هذا لم يقف حائلاً دون الحضور عنده، واستماع بعض توجيهاته، وكان السيد أحمد صقر يقول: "إن العلامة المرصفي هو الذي أشار إليه بالتوجه إلى تحقيق النصوص، وتخريج الآثار؛ لما رأى فيه من الذكاء اللماح، والبصر النافذ" [8].

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير