تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تقدمت قليلاً فجعلت الجامع عن يساري فإذا الأبواب الجنوبية مغلقة، وإذا مصلى النساء مفتوح ويدخل فيه مجموعة من النساء حضرن للصلاة على الجنازة، والحقيقة لا أدري هل من الحكمة إحضارهنَّ في هذا الموج المتلاطم من الرجال حتى تكاد تصطدم في كل خطوة برجل!! وليس قصدي ذكر المسألة كحكم شرعي لكن هو ما قدمت لكم،،،

دلفت إلى المسجد من الجهة الجنوبية ووضعت حذائي في مكان يسهل عليَّ الوصول إليه بعد الصلاة، ثم تقدمت إلى داخل المسجد ولم يكن قد امتلأ بعد، وكنت تقريبا في الربع قبل الأخير من المسجد، صليت الضحى ركعتين، ثم جلست، ومما شاهدته في المسجد توزيع الماء بالكراتين على المصلين، وقد سمعت الشيخ الفوزان – حفظه الله- ينهى عن مثل ذلك في المقبرة خشية أن يكون من الإحداث في العبادة، فهل هذه المسألة مثلها!! المهم تركت شرب الماء مع رغبتي فيه، وأخذت أقرأ من حفظي ما تيسر، وكنت أرفع رأسي بين فينة وأخرى، فرأيت الشيخ العلامة عبد العزيز الراجحي يدخل من الباب القبلي ويبدوا أنه خصص لكبار الشخصيات، وهذا الشيخ له في قلبي منزلة ومحبة وإن لم أدرس عليه طويلاً؛ فأذكر مرة في درس الفجر بعد أن انتهى الشيخ ابن باز –رحمه الله – من درسه وهمَّ بالخروج من جهة الباب الجنوبي حيث تنتظره سيارته، وتحلق حوله الطلاب وهو يمشي ويسألونه وهو يجيب وكنت قريبا منه والشيخ الراحجي خلفي وقد وضع يده على كتفي وكان حريصا على سماع إجوبة الشيخ؛فكأنه لم يتبين بعض الأجوبة، فلما ركب الشيخ ابن باز سيارته وذهب كانت المفاجئة الكبرى لي!! الشيخ الراجحي يسألني ماذا كان جواب الشيخ في كذا!! وأنا في تلك السن (الله اكبر هل أعجب من تواضع الشيخ أو من حرصه الشديد على سماع العلم حيث لم يفتر طوال هذه السنوات!! أين هذا من عمل بعض الكسالى يحضر عند أحد الشيوخ مرة أو مرتين ثم ينكص على عقبيه، أو من بعض من نفخ الشيطان فيهم، فارتفعت أنوفهم، وطالت أعناقهم، ووضعوا العمائم على الرؤوس ولسان حالهم يقول أنا أبن طلاع الثنايا .... وظنوا أنهم أهل للتدريس والإفتاء؛ حتى إن الواحد منهم يعرض نفسه على الناس ويطلب منهم أن يسألوه، نعوذ بالله من الفتن) وشاهدت كذلك حضورا إعلامياً مكثفاً وكان بودي لو نزه المسجد من هذا التصوير الذي لا حاجة له لكن الله المستعان،،،

فلما حان وقت الظهر أذن المؤذن وكان بصوت ابن الشيخ ابن ماجد – رحمه الله – سمعته كثيراً في الإذاعة لكنه في داخل المسجد له وقع في النفوس لذلك بادرت بتسجيله في جوالي، ثم صلينا بعد ذلك السنة الراتبة، ثم أقيمت الصلاة، ولم يؤمنا الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله – لسفره خارج الرياض حيث يقيم الآن في الطائف على العادة السنوية، لكن علمت بعد ذلك أن الذي صلى بنا هو ابنه ولا أعرف اسمه، وبعد انقضاء صلاة الظهر مكثنا قليلاً وأتيت بالأذكار، ثم تكلم أحدهم في مكبر الصوت بأنه سوف يصلى على الشيخ العلامة عبد الله بن جبرين – أدخله الله جناته – وقد قالها بوضوح، ثم قال بصوت متقطع قد خنقته العبرة وعلى فلانة ... آل الشيخ،فلم اضبط اسمها لأن الرجل كان متأثراً جداً وهو يتكلم، ثم بعد ذلك سمعنا في المكبر صوت ضجيج، وشخص يأمر الذين يحملون الجنازة بالسكينة والهدوء، وأن يفسحوا للشيخ حتى يصلي على الجنازتين، لكن الأصوات تعلوا وتعلوا ولم تنقطع حتى كبر الشيخ التكبيرة الأولى والثانية والثالثة فلما وصل إلى الدعاء ارتج المسجد بالبكاء في مهابة عجيبة ................ ولم يطل الشيخ في الدعاء ثم كبر الرابعة وسلم، ثم حملت الجنازة، فصليت السنة البعدية، ثم نظرت فإذا أبواب المسجد مكتظة بالناس فجلست قليلا، فنظرت مرة أخرى فإذا الباب الجنوبي لا يمكن الخروج منه إلا بعد وقت طويل فخرجت من الجهة الشرقية، ولم أتمكن من شهود الدفن لكثرة الزحام، فوجدت الناس في ساحات المسجد يموجون كموج البحر، فاخترقت تلك الجموع وقطعت الشارع الفرعي إلى الشارع الرئيسي، وركبت سيارة أجرة مرة أخرى لكن هذه المرة مع أحد الإخوة الهنود، وعدت إلي منزلي قرابة الساعة (1.30)، اللهم ارحم الشيخ ابن جبرين، وانزله منازل الأبرار، وأحل عليه رضوانك يا رب العالمين.

ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 11:38 م]ـ

- منقول -

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير