المهم اتصل علي المنسق وهو أخ حريص وفاضل وأخبرني بموعد الرحلة أنها الساعة العاشرة والنصف صباح يوم الأحد 12/ 7/1427هـ فسألته مباشرة - حتى نتدارك الخطأ الماضي - هل أخبرت الإخوة بالحضور؟؟ فقال: أرسلت لمجموعة كبيرة من المشائخ والدعاة فاستبشرت خيراً وذهبت مباشرة ومعي أحد الدعاة إلى المطار ..
وحينما وصلنا الصالة الملكية اكتشفت أن الموجودين جميعاً أربعة فقط!! الأخ المنسق وصاحبي الذي معي ورجل آخروأنا فسألت المنسق أين الإخوة؟ فقال أخبرتهم والله ولكنهم لم يحضروا!!
المهم انتظرنا الشيخ الذي أسأل الله أن يحشرني وإياكم معه في الفردوس الأعلى .. ووصلت الطائرة ..
وكان تعامل الموظفين في المطار - أقصد في الصالة الملكية - في غاية الأدب والاحترام ..
وعندما وصلت الطائرة كان هناك رجل أسمر كنيته أبوعبدالله أمرنا بالدخول للمدرج حتى نصل الطائرة وفعلاً دخلنا حتى وصلنا الطائرة وقد أحضروا سيارة لإيصال الشيخ من الطائرة إلى الصالة لأن المسافة ما يقارب الثلاثمائة متر ..
وكان أول من نزل من الطائرة هذا العالم الجليل لأنه كان في من ركاب الدرجة الأولى وأيضاً قدّموه لمكانته التي لا تخفى على أحد ..
ونزل من على الدرج كالبدر بوجهه البشوش المتواضع .. ولكن بدا لي أن الشيخ ليس كنشاطه المعهود السابق، وأثر الإرهاق والتعب واضح عليه ولكنه أطال الله في عمره عنده العزيمة والتحامل على نفسه .. وكان برفقته ابنه سليمان وهو دمث الأخلاق وفيه رحابة الصدر وبر عجيب بوالده كما سيأتي إن شاء الله من المواقف التي رأيتها ..
ونزل من الطائرة وكعادة الشيخ لا يحب التقبيل خاصة تقبيل الرأس وأنا كنت أعرف هذه من الشيخ من زمن بعيد ومن يتجرأ ويريد أن يحب رأس الشيخ فسيرده الشيخ وكأنه يخنقه .. فصافحته وتظاهرت أني سأقبل وجهه ثم ولله الحمد بسرعة قبلت رأسه ومرت بسلام ..
لأنه يستحق .. ووالله لو تهيأ لي لقبلت قدمه ..
أما صاحبي فوقع في الفخ وأراد مباشرة أن يقبل رأس الشيخ ولكن أنى له ذلك .. ودخلنا الصالة الملكية وقُدمت مباشرة القهوة للشيخ والشاي ولكنه لم يشرب منها شيئاً وتعجبت وسألت ابنه فقال أن الشيخ منذ ارتفاع الضغط ودخوله المستشفى في السنة الماضية وكذلك ارتفاع السكر قرر التقليل من الشاي والقهوة ما استطاع ..
ثم ذهب الشيخ إلى الاستراحة المعدة له وكانت استراحة جميلة جداً على نمط الأجنحة الفندقية .. وهي لأحد أقارب أحد المشائخ في المنطقة ويدعى سعود التمامي ووصل الشيخ الاستراحة وارتاح حتى الظهر لأنه متعب .. وحق لهذا الجسد أن يتعب إن كانت فيه مثل روح الشيخ ابن جبرين - حفظه الله - فقد تنقل من مكة إلى جدة إلى الجنوب منذ بداية العطلة الصيفية التي يقضيها كثير منا في أمور لا تنفعه والله المستعان .. ولكن الشيخ يزيد برصيده ليلقى الله وقد صلت عليه الملائكة وحتى الحيتان في البحر ..
المهم قال لي منسق الشيخ (أبوعبدالرحمن) هناك غداء في الاستراحة خاص للشيخ .. ووالله كانت اللحظات إلى وقت الغداء تمر كأنها سنوات لأني في شوق لأتشرف بالجلوس معه .. وفعلاً أحضر الغداء ومرني في بيتي وذهبنا سوياً للاستراحة وفي الطريق تدور في بالي أسئلة كثيرة فقهيه وقضايا لبنان والمسمى حزب الله وقضايا وأسئلة كلفني بها بعض الإخوة من الإنترنت وحتى من خارج السعودية ..
وعندما وصلنا الاستراحة وطرقنا الباب فتح لنا ابنه واستأذنا بالدخول فدخلنا ولم يكن موجوداً إلا نحن الثلاثة فقط ..
ودخلنا المجلس ولم يكن موجوداً الشيخ فسألت ابنه مباشرة فأخبرني أن الشيخ صلى الظهر ورجع يرتاح لغرفته وبعد قليل يخرج إن شاء الله .. كنت أظن راحة الشيخ بالنوم - مثلي ومن هو على شاكلتي - ولكني اكتشفت أن الشيخ لا ينام إلا قليلاً ووقت راحته يقضيه بمراجعة بعض البحوث والأوراق وبعض الكتب التي أحضرها الشيخ معه وفيها كتب يريد أصحابها تقديم الشيخ ليتشرفوا بذلك .. وكنت مؤملاً أن الشيخ قد أنهى مراجعة رسالة مني وقد كان لها قصة .. وهي أن الشيخ لما قدم حائل في السنة قبل الماضية طلبت وقتاً أسجل فيه بعض الفتاوى التي تتعلق بالتعدد وفعلاً أعطاني الشيخ لمدة يومين من بعد الظهر ولمدة ساعة ونصف أعرض عليه الأسئلة وهو يجيب ما يقارب من سبعين سؤالاً .. وكان الإخوة في تسجيلات ابن القيم مشكورين قد تكفلوا
¥