ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:21 م]ـ
ثلمة في الدين
لجينيات
الحمد لله وحده وبعد ..
فجعت كما فجع غيري بخبر وفاة والدنا العلامة الشيخ عبد الله بن جبرين ـ رحمه الله تعالى ـ وهي بلا شك سنة الله جل وعلا وأمره النافذ في جميع الخلق، ولكن عندما يكون الفقيد عزيزا وغالياً وذا مكانة عظيمة، يكون لذلك الخبر وقْعه على النفوس.
ما عساي أن أقول في شيخنا ـ رحمه الله ـ ....
عبادة وعلم، جهاد ودعوة، صبرٌ وجَلَد، قلّ من يوجد أمثاله في هذا الزمن، ولعل القدوة المشاهدة للناس تكون أوقع في النفوس مما يذكر في الكتب والمراجع، رأيت كما رأى غيري الأئمة الأعلام في هذه البلاد كأمثال العلامة ابن باز والعلامة ابن عثيمين وغيرهم ــ رحمهم الله جميعا ــ وهاهو العلامة ابن جبرين ـ رحمه الله ـ يلحق بالركب، فهل أثّرت حياتهم وتضحياتهم المشاهدة في حياتنا.
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:" عليكم بالعلم قبل أن يُقبض، وقبضه ذهاب أهله "، وقد قيل في قوله تعالى: " أولم يروا أنّا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها " الآية، قيل فيها: " بموت علمائها وفقهائها ".
إذن عليكم بملازمة العلماء قبل فقدهم، فقد روي عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" سيأتي على أمتي زمان يكثر فيه القراء ويقل الفقهاء ... " [جامع بيان العلم وفضله].
يقول أحد العلماء في عصر البخاري: " لو قدرت أن أزيد في عمر محمد بن إسماعيل من عمري لفعلت، فإن موتي يكون موت رجل واحد، وموته ذهاب العلم "، فالله المستعان.
لن أطيل فلن يتسع المقام لعظم المصاب.
رحم الله شيخنا العلامة / عبد الله بن جبرين، وأسكنه فسيح جنانه.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
إذا ما مات ذو علم وتقوى فقد ثلمت من الإسلام ثلمة
وكتب
صلاح بن خميس بن عبد الله الغامدي
القاضي بالمحكمة العامة بالخرمة
http://www.lojainiat.com/index.php?action=showMaqal&id=8940
ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[15 - 07 - 09, 03:22 م]ـ
بقية السلف
د. مهندس/ عبدالله بن صالح الخليوي
[email protected]
لجينيات
قابلته في مجلس أخي في ليلة من ليالي رمضان ولم أقابله قبل ذلك فلم أتعرف عليه من أول نظرة ... لم يكن متصدرا المجلس في جلوسه أوكلام .. هش وبش وأثنى ودعا فعرفته وهممت بتقبيل رأسه بل أصريت فصدني برفق وأبى وامتنع. عجيب ذلك الرجل جد عجيب .. جمع السمت كله والخلق كله والتواضع كله والبساطة كلها والعلم كله والعمل كله .. ابن جبرين علم في رأسه نار وإمام وعلامة بل هوشيخ الإسلام في عصره وفقيه زمانه خطبته الدنيا وتقربت إليه وتزينت له وتجملت فصدها وركلها كما يركل الطفل الكرة ومضى في طريقه الذي ارتضاه لنفسه واطمأنت إليه سريرته، مضى كما عهدناه شامخا محلقا وقورا بشوشا يبكي أوضاع المسلمين ويدعو لهم ليل نهار وقته ليس ملكه، لم يجعل لنفسه إلا فضول الأوقات أما الباقي فللناس وهكذا تكون الهمم التي لايطيقها إلا الكبار والكبار فقط. رحل ابن جبرين وارتحل ولا بقاء لحي، لكنه ارتحال من نوع آخر لرجل فريد قل أن يجود الزمان بمثله، رحل في يوم مشهود سكنت فيه ذرات الغبار التي خوفونا بها قادمة من أرض الرافدين، أجل سكنت وبطأت سيرها –بأمر ربها- لتسارع الجموع الغفيرة من كل أنحاء المملكة في تأبين هذا العلم الهمام في يوم مشهود لن يمحي من ذاكرة الناس، يوم طأطأت له الرجال هاماتها إجلالا وتقديرا وإكراما وتبجيلا وعرفانا بالفضل واعترافا بالإمامة في الدين، يوم من أيام السنة لكنه فريد بكل المقاييس، ذرفت فيه العيون المودعة وكظت العيون وحولت من كل بيت مأتما لرحيل فذ من الأفذاذ وعلم من الأعلام ورأس من الرؤوس وقامة من القامات.
¥