تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والشامي والمغربي، بل والأوربي والأفريقي، مما يدل على عالميته -رحمه الله-. وإن كان هناك من اقتراح لأبنائه ومحبيه السائرين على دربه، أن يعكف على موسوعة الشيخ- عبد الله بن جبرين العلمية، أو إنشاء مؤسسة الشيخ- عبد الله بن جبرين الخيرية، يتوارد فيها محبو الشيخ على مواصلة النفع بعلومه وإرثه المعرفي؛ أداءً لبعض حقه علينا -رحمه الله-، وأن لا يكون التأثر بموته آنيًا عاطفيًا فحسب، بل يتحول إلى برامج عملية ومشروعات إيجابية، التي يمثل أبناء الشيخ ومحبوه أهلاً لها، وكفوًا للقيام بها، سدد الله الخطى وبارك في الجهود، ورفع الله درجة شيخنا في المهديين، وأخلفه في عقبه في الغابرين، وجمعنا به ومشايخنا -كما جمعنا في هذه الدنيا على المحبة فيه، ورحم العلم الواصل بيننا- في جنات النعيم، إنه جواد كريم. كما نسأله سبحانه أن يلهمنا رشدنا وأن يغفر لمن مات من علمائنا، ويرفع درجاتهم في المهديين، ويوفق الأحياء لبيان الحق والدعوة إليه وأن يرزقهم التسديد والتأييد ويكتب لهم القبول ودوام النفع، وأن يخلف على الأمة الإسلامية خيراً ويحفظها من شرور الغير وهولِ الفواجع، لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيءٍ عنده بأجل مسمى والحمد لله على قضائه وقدره وهو وحده المستعان ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم، {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} رحم الله الإمام العلامة ابن جبرين رحمة الأبرار، وأسكنه أعالي الجنان، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولائك رفيقا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.

كتبه: أ. د. عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس

إمام وخطيب المسجد الحرام

http://www.al-jazirah.com/147571/fe1.htm

ـ[محمد زياد التكلة]ــــــــ[17 - 07 - 09, 04:52 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

رحيل فقيه العلماء ابن جبرين

وفاة سماحة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رحمة الله تعالى عليه.

فُجعت أُمَّةُ مُحمدٍ صلى الله عليه وسلَّم بعد ظهر يوم الإثنين 20/رجب/1430 هـ بوفاة سماحة الإمام الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن ابن جبرين رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأعلى منزلته في عليين وجعل مأواه جنات الفردوس.

وأقل حقوق شيخي علي أن أذكر شيئاً من ترجمته وسيرته المليئة بالعظات والعبر، وهي ترجمة كتبتها في حياة شيخنا ـ رحمه الله - وعرضتها عليه وصوبها بخط يده، أعرضها بنصها، ولم أضف عليها ماتجمع لدي فيما بعد، وسأضيف كل ذلك في الترجمة التي ضمنتها كتابي (المغني في تراجم وأسانبدأهل السنة والحديث) وهذه مقدمات مهمات بين يدي هذه النرجمة:

أولاً: إن وفاةَ عالمٍ ربَّانيّ من علماء أهل السُّنَّة ليس بالأمر الهيّن على المسلمين، إذ هؤلاء العلماء الربانيون هم نورُ هذه الأمَّة وطريقُ هدايتها وسبيلُ رشادها، وهم ورثةُ الأنبياء. وبوفاةِ هؤلاء العلماء تنقصُ الأرضُ من خيارها وهداتها كما فسَّر بذلك بعض أهل العلم قوله تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} [الرعد: 41].

ثانياً: سماحةُ شيخنا رحمه الله تعالى قد زكَّى علمَه الذين حواه قلبُه وعقلُه، فقد كان يعطي من العلم لطلاَّبه وعامةِ الناسِ ما لا يقوى عليه الكثير من أهل العلم ممن سبقه أو أدركه، فقد كان يدرّس في الأسبوع أكثر من أربعين درساً لطلاّب العلم في عدّة مساجد في مدينة الرياض وحدها؛ في شمالها وجنوبها وشرقها وغربها، هذا غير المحاضرات التي كان يلقيها في المساجد ولا تحصر، بل غير الكلمات الوعظيّة التي يلقيها في المحافل وغيرها. بالإضافة إلى الرحلات الدعوية السنوية التي يزور فيها كثيراً من مدن وقرى المملكة ويلقي فيها الدروس العلمية، والمحاضرات والكلمات الوعظية، وقلَّ أن تجد ناحيةً من نواحي البلاد إلاَّ وللشيخ ابن جبرين تلاميذ فيها، بل له في كثيرْ من الأقطار العربية والإسلامية تلاميذ يدينون له بالفضل في تعليمهم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير