تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

11 - المحدث محمد بن جعفر الكتاني: محمد بن جعفر بن إدريس بن الطائع بن إدريس الكتاني الحسني الفاسي ثم الدمشقي، ولد بفاس من المغرب عام (1274هـ) ونشأ برعاية والده السيد جعفر الكتاني شيخ الجماعة في بلدة حيث قرأ عليه البخاري مرات، وأخذ العلم وبخاصة الحديث وعلومة عن أكثر من ثلاثين، أشهرهم الشيخ محمد المدني بن علي بن جلون، فـ: "هو الذي درَّبه على الاشتغال بالعلوم الحديثة وحبَّبها إليه، وهو عمدته وإليه ينتسب" قد رحل المترجم رحلات واسعة في الشرق والغرب، والتقى كبار علماء عصره من محدثين وفقهاء، واستقر به المقام في دمشق سنوات طويلة، وتدبَّج مع الشيخ بدر الدين الحسني، ودرَّس مسند الإمام أحمد بن حنبل في الجامع الأموي، وكان "ممن خاض في السنة وعلومها خوضاًَ واسعاً، واطلع اطلاعاً عريضاً على كتبها وعويصاتهن بحيث صار له في الفن ملكة وإشراف ... وعُرف بملازمة السُّنَّة في هدْيهِ ونُطقه، وشدة التثبت في علمه وعلمه، واشتهر أمره في مشارق الأرض ومغاربها، وافتخر أعلامٌ بالأخذ عنه والانتماء إليه" وفي سنة (1345هـ) رجع إلى بلدة فاس، وافتتح تدريس المُسند فيها، وتوفي بعد ستة أشهرٍ في رمضان سنة (1345هـ) تاركاً عشرات المؤلفات والكتب النافعة والمفيدة (17).

12 - المحدث الأكبر بدر الدين الحسني: محمد بدر الدين بن يوسف الحسني البيباني المغربي ثم الدِّمشقي، المعروف بالمحدِّث الأكبر، ولد في دمشق عام (1267هـ) من أسرة تنحدر من أصل مغربي، وكان والده الشيخ يوسف من أهل العلم والفضل، نزل دمشق واستوطنها وعمل على استنقاذ دار الحديث الأشرفية من مغتصبيها وإحياء دروس العلم فيها، وقد نشأ الشيخ بدر الدين نشأة دينية خالصة، فبعد أن أتمَّ حفظ القرآن، اعتكف في غرفة والده في دار الحديث والتفت إلى حفظ الحديث، فحفظ الكتب الستة وغيرها، وحفظ ما ينوف على (20 ألف بيت) من أراجيز العلوم المختلفة، كما خاض غمار العلوم الكونية وتمكَّن فيها، وسافر إلى مصر والتقى بكبار شيوخها، وروى الحديث النبوي وكتبه عن والده، وعن الشيخ إبراهيم السقا، وهما عمدته في الرواية، كما روى عن غيرهما مثل محمد بن محمد الخاني، وسليم المسوتى، وعلي بن ظاهر الوتري، وفالح الظاهري، وعبد الرزاق البيطار، وأحمد بن عبد الغني عابدين، وغيرهم، وبعد أن اشتهر ذكره تكاثر عليه العلماء وطلاب العلم من مختلف أصقاع العالم يستجيزونه، وهو آخر من تصدر لتدريس الحديث تحت قبة النسر بالجامع الأموي، وكان يحدث فيه يوم الجمعة من بعد صلاتها حتى العصر، وقد حضر هذا الدرس كبار علماء العالم الإسلامي، وقد كان له- رحمه الله- فضل كبير في النهضة العلمية والدينية التي شهدتها بلاد الشام في القرن الرابع عشر الهجري، فما من عالم الآن في دمشق ونواحيها إلا ويرتبط بالشيخ بدر الدين بنسب علمي. توفي في ربيع الأول سنة (1354هـ) ولم يكن له كبير اشتغال بالتصنيف، وإن كان في مقتبل عمره كتب نحو أربعين مصنفاً، ثم توقف عن التأليف والتفت إلى التدريس والتعليم والتوجيه بكليته (18).

13 - الشيخ أحمد المخللاتي: شهاب الدين أحمد بن عبد الله بن محمد أبو العباس الشامي الدمشقي ثم المكي الشهير بالمخللاتي، ولد عام (1280هـ) ونشأ يتيماً، وقد حبَّب إليه طلب العلم صغيراً، فقراً على علماء الشام أمثال الشيخ أبي الفتح الخطيب، وحضر دروس الشيخ سليم العطار في صحيح مسلم والشفاء لعياض، والشيخ أحمد المنيني في صحيح البخاري، وجمال الدين الخطيب في السيرة الشريفة، والشيخ محمد أبي النصر الخطيب في البخاري، وهو عمدته في الرواية، وحضر دروس الشيخ بدر الدين الحسني بدار الحديث الأشرفية، هاجر بعد ذلك إلى مكة المكرمة والتحق بالمدرسة الصولتية وأخذ عن كبار علماء المدرسة ومكة المكرمة والواردين عليها، منهم الشيخ رحمت الله الهندي، مؤسس الصولتية، والمحدث محمد بن أحمد الفاهاشم الفوتي، والمفتي عباس بن جعفر صديق الحنفي المكي، وزار المدينة المنورة وأخذ عن كبار علمائها والواردين عليها منهم السيد فالح الظاهري، وعلي الوتري، وعبد الله القدومي، ورحل إلى الطائف واستنبول، ثم رحل إلى الهند ودرَّس فيها، والتقى بالمحدث الشيخ محمد قيام الدين اللكنوي وسمع منه المسلسل بالأولية، وأجازه عامة بما في ثبته " الباقيات الصالحات" ثم بعد مدة رجع إلى مكة المكرمة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير