تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بالله واعتقد أن لأحد غيره سلطة غيبية يضرّ بها وينفع ويتصرف في الأكوان فيما

وراء الأسباب , بل كثيرًا ما يتساهل المتساهلون في جزئيات من مثل هذا

ويروّجونها بالتأويل , ولا يتساهلون فيما يمس أشخاصهم أو منافعهم ولا أعني بهذه

المقدمة أن إهانة العلماء جائزة , حاشا لله أن أجيز إهانة من دونهم , ولكنني أنكر

على الغالين الذين جعلوا دين الله آلة لمنافعهم حتى كذبوا على رسوله صلى الله عليه

وسلم مع علمهم جميعًا بأنه قال: (من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار)

دون من أظهروا الحق.

فمن الأحاديث الموضوعة في العلم والعلماء حديث: (إذا كان يوم القيامة

وضعت منابر من ذهب , عليها قباب من فضة , مفضضة بالدر والياقوت والزمرد

مكللة بالديباج والسندس والإستبرق , ثم ينادي منادي الرحمن: أين من حمل إلى

أمة محمد صلى الله عليه وسلم علمًا يحمله إليهم يريد به وجه الله؟ اجلسوا عليها ثم

ادخلوا الجنة). رواه الدارقطني عن ابن عمر مرفوعًا وفي إسناده كذاب.

ومنها حديث: (خير الناس المعلمون , كلما خلق (مثلث اللام ومعناه بلي)

جدَّدوه , أعطوهم ولا تستأجروهم فتخرجوهم , فإن المعلم إذا قال للصبي: بسم الله

الرحمن الرحيم فقال الصبي: بسم الله الرحمن الرحيم؛ كتب الله براءةً للصبي

وبراءةً لوالديه وبراءةً للمعلم من النار). وهو موضوع.

ومنها حديث: (اللهم اغفر للمعلمين , وأطل أعمارهم , وبارك لهم في كسبهم

) رواه الخطيب عن ابن عباس وهو موضوع.

ومنها حديث: (اللهم اغفر للمعلمين لا يذهب القرآن وأعز العلماء لا يذهب

الدين). وهو موضوع.

ومنها حديث: (من علم عبدًا آية من الكتاب فهو له عبد) قال الحافظ ابن

تيمية: هو موضوع , وقد رواه الطبراني.

ومنها حديث: (الأنبياء قادة , والفقهاء سادة , ومجالستهم زيادة) قال الصغاني

: موضوع , ونقول: إنه زاد في مدح الفقهاء على مدح الأنبياء , وظاهره أن

الواضع يريد المشتغلين بعلم الأحكام الظاهرة , ولم يكن يسمى هذا فقهًا في

العصر الأول كما أنه لم يكن يومئذ في المسلمين صنف يلقبون بالفقهاء.

ومنها حديث: (سأل النبي صلى الله عليه وسلم سائل عن علم الباطن: ما هو

؟ فقال: سألت جبريل عنه , فقال: يقول الله: هو بيني وبين أحبائي وأوليائي

وأصفيائي أودعه في قلوبهم , لا يطلع عليه أحد لا ملك مقرب ولا نبي مرسل).

ذكره

في الذيل عن حذيفة مرفوعا. قال الحافظ ابن حجر: هو موضوع. ونقول: إن

فيه من

الضلالة أن الله يهب لهؤلاء الأولياء المعارف التي لا يهبها للأنبياء والملائكة على

الإطلاق , والظاهر أن واضعه من مشايخ الطريق الدجالين.

ومنها حديث: (من خرج في طلب العلم؛ حفته الملائكة بأجنحتها ,

وصلت عليه الطير في السماء والحيتان في البحار , ونزل في السماء منازل سبعين

من الشهداء). قالوا: في إسناده كذاب.

ومنها حديث: (من تعلم بابًا من العلم ليعلمه الناس ابتغاء وجه الله؛ أعطاه الله

أجر سبعين نبيًّا). قالوا: في إسناده متروك. ونقول: قاتل الله أمثال هذا الواضع

, فإنهم لم يزاحموا إلا الأنبياء عليهم السلام.

ومنها حديث: (إن أهل الجنة ليحتاجون إلى العلماء) إلخ ما هو مذكور في

الإحياء وغيره , قال الحافظ الذهبي في الميزان: إنه موضوع.

ومنها حديث: (طلب العلم ساعة خير من قيام ليلة , وطلب العلم يومًا خير

من عبادة ثلاثة أشهر). في إسناده كذاب , وكأنه أراد أن يعتذر عن عدم عبادته.

ومنها حديث: (إذا جلس المتعلم بين يدي المعلم؛ فتح الله عليه سبعين بابًا

من الرحمة) إلخ , وهو موضوع.

ومنها حديث: (من زار العلماء فقد زارني، ومن صافح العلماء فقد صافحني،

ومن جالس العلماء فكأنما جالسني، ومن جالسني في الدنيا أجلس إليّ يوم القيامة) في

إسناده كذاب.

ومنها حديث: (الشيخ في قومه كالنبي في أمته). جزم ابن حجر وغيره

بأنه موضوع. ومنها الحديث المشهور الذي يعلقه كثير من العلماء فوق رؤوسهم

بالخط العريض تنبيهًا للناس على علو مقامهم وهو: (علماء أمتي كأنبياء بني

إسرائيل). قال ابن بحر الزركشي: لا أصل له.

(لها بقية)

((يتبع بمقال تالٍ))


((مجلة المنار ـ المجلد [3] الجزء [27] صـ 657 غرة شعبان 1318 ـ 23 نوفمبر 1900))

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير