تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الموضوعات إلا بعدما زاول الوعظ واختبر ما أفسد الوعاظ من دين الناس وقد ذكر

عن نفسه أن الأحاديث الموضوعة كانت ترد عليه في مجلس وعظه فيردها فيحقد

عليه سائر القصاص.

(عاشرها): شدة الترهيب وزيادة الترغيب لأجل هداية الناس , ولعل الذي

سهل على واضعي هذا النوع من الأحاديث المكذوبة هو قول العلماء: إن الأحاديث

الضعيفة يعمل بها في فضائل الأعمال وما في معناها مما لا يتعلق بالأحكام والحقوق

وكأنهم رأوا أن الدين ناقص يحتاج إلى إكمال وإتمام وأن قال الله تعالى: ? اليَوْمَ

أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً ? (المائدة: 3)

ولا تستبعدن هذا أيها المسلم المخلص فإن جميع البدع الدينية التي يسميها الناس

حتى بعض العلماء (بدعًا حسنة) ويعللونها تعليلات يلونونها بلون الدين هي من

الزيادة في الدين , ويا ليتها كانت زيادة في الأعمال فقط ولكنها زيادة في العقائد

أيضًا كاعتقاد وساطة بعض الصالحين الأموات بين الله والناس في قضاء حوائجهم؛

إما بأن يقضوها بأنفسهم لأن لهم سلطة غيبية وراء الأسباب , وإما بأن يقضيها

الله تعالى لأجلهم فتكون إرادة الله تعالى تابعة في ذلك لإرادتهم كما اشتهر من قولهم:

(إن لله عبادًا. إذا أرادوا أراد) وغير ذلك , فإذا قلت لهم: إن هذا شرع لم يأذن

به الله يأتونك بأمثال ينزه الله عنها كتشبيهه بالملوك والأمراء الذين يتقرب إليهم بمن

يحبون ليفعلوا ما لم يكونوا يفعلونه لولاهم , وفاتهم أن إرادة الله تعالى لا تتغير

لأجل أحد لأن تخصيصها وترجيحها إنما يكون بحسب العلم القديم الذي لا تغيير فيه

ولا تبديل.

(حادي عشرها): إجازة وضع الأسانيد للكلام الحسن؛ ليجعل حديثًا ,

ذكروا هذا سببًا مستقلاًّ وهو يدخل فيما سبقه.

(ثاني عشرها): تنفيق المدعي للعلم لنفسه على من يتكلم عنده إذا عرض

البحث عن حديث ووقع السؤال عن كونه صحيحًا أو ضعيفًا أو موضوعًا فيقول من

في دينه رقة وفي عمله دغل: هذا الحديث أخرجه فلان وصححه فلان , ويسند هذا

إلى كتب يندر وجودها ليوهم أنه مطلع على ما لم يطلع عليه غيره أو يخلق للحديث

إسنادًا جديدًا، قالوا: وربما لم يكن قد قرع سمعه ذلك اللفظ المسئول عنه قبل

السؤال، وهذا نوع من أنواع الوضع شعبة من شعب الكذب على رسول الله صلى

الله عليه وسلم، وقد يسمعه من لم يعرف حقيقة حاله فيعتقد صحة ذلك وينسبه إلى

رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول: رواه فلان وصححه فلان كما قال ذلك

المخذول.

هذا ما ذكره المحدثون لم نستنبط منه شيئًا من عندنا لأنهم رحمهم الله ما تركوا

مقالاً لقائل، ومنه يعلم أن ضبط كل ما وضع من الحديث متعذر، وأنه يجب

الاحتياط التام في قبول أي حديث وجد في كتاب أو سمع من رجل حتى يعلم أن

الحفاظ اتفقوا على صحة روايته، فإذا طعن في أحد رجال سنده واحد منهم فالعمل

حينئذ بما قالوه من تقديم الجرح على التعديل بشرطه. ويبقى بعد ذلك البحث في

الحديث دراية فإن خالف شيئًا وجوديًّا في الطبيعة أو أصلاً من أصول الشريعة

الثابتة بالكتاب العزيز أو السنة القطعية أو عمل المسلمين في العصر الأول من

الصحابة والتابعين فهو مردود.

والحاصل أن الثابت من الدين نقلاً بطريق القطع هو القرآن والأحاديث

المتواترة وقليل ما هي وما كان عليه أهل العصر الأول من العمل الذي يتعلق

بالعبادة إذ العبادات وأساسها من العقائد وتهذيب الأرواح هو الذي كمل على عهد

النبي صلى الله عليه وسلم جملة وتفصيلاً. وأما المعاملات والأمور القضائية فقد

جاءت الشريعة بأصولها العامة وقواعدها الكلية والجزئيات تجري على ما قال أحد

الأئمة: تحدث للناس أقضية ... إلخ فتأمل هذا ينفعك والله الموفق.

...

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[06 - 10 - 04, 10:08 ص]ـ

قسم الأحاديث الموضوعة

العلم والعلماء

من الجلي الظاهر أن وضاع الحديث من صنف العلماء وقد وضعوا أحاديث

كثيرة لتعظيم شأن أنفسهم؛ ليعظمهم الناس ويعتقدون تفوقهم واستعلاءهم , ثم

استنبطوا فروعًا فقهية في هذا التعظيم لأنفسهم انتهى بهم الغلوّ فيها إلى أن حكموا

بالكفر على من يهين أحدًا من العلماء حتى قال بعضهم: من قال لبابوج العالم:

بويبيج؛ كفر , أي من صغر الحذاء المضاف إليه في اللفظ؛ يكفر حتى كأنه أشرك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير