تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ثلاثين صاعًا من تمر للمساكين) , رواه الدارقطني عن جابر مرفوعًا وفي إسناده

مقاتل بن سليمان كذاب , و الحارث بن عبيدة الكلاعي ضعيف.

ومنها حديث: (من أفطر يومًا من رمضان من غير رخصة ولا عذر كان

عليه أن يصوم ثلاثين يومًا , ومن أفطر يومين كان عليه ستون يومًا ومن أفطر

ثلاثًا كان عليه تسعون يومًا). رواه الدارقطني عن أنس مرفوعًا وقال: لا يثبت ,

عمر بن أيوب المفضل لا يحتج به , و محمد بن صبيح ليس بشيء.

ومنها حديث: (من فطر صائمًا على طعام وشراب من حلال صلت عليه

الملائكة) رواه ابن عدي عن سليمان مرفوعًا. قال ابن حبان: لا أصل له ,

وفي إسناد ابن عدي متروكان , وفي إسناد ابن حبان متروك.

...

قسم الأحاديث الموضوعة

الموضوعات في العلماء والزهاد

ذكرنا في الجزأين 27 و 28 من السنة الماضية بعض الأحاديث الموضوعة

في تعظيم العلماء وإطرائهم، وبقي علينا بقية منها، وأن نذكر الأحاديث

الموضوعة في انتقادهم على عدم العمل، وانتقاد العباد بغير علم، وأكثر

الموضوعات في الإطراء وضعها علماء السوء لتعظيم أنفسهم على المتصوفة الذين

تخصهم العامة بالتعظيم والإكرام واعتقاد الولاية، وأكثر تلك الأحاديث الانتقادية

وضعها مدعو الإصلاح والولاية للحط من شأن العلماء الذين يظهر من عملهم أنهم

لا يريدون بعلمهم إلا المال والجاه، وهكذا كانت المحاسدة بين الفريقين إلا من

عصم ربك من المخلصين؛ ولكن الانتصار كان للعلماء إلا في الأزمنة التي ساد

فيها الجهل، وصار الأمراء كالعامة في اعتقاد جهلة مدعي الولاية أوالمتظاهرين

بالصلاح، وآل الأمر إلى مشاركة العلماء لهم في هذا الاعتقاد والتظاهر به؛ لئلا

يتهموا وتنحرف عنهم العامة، فيفوتهم الانتفاع منها، ولا تنس استثناء المخلصين،

وقليل ما هم.

فمن هذه الموضوعات حديث: (يكون في آخر الزمان علماء يُرَغِّبون الناس

في الآخرة ولا يرغبون، ويُزَهِّدون الناس في الدنيا ولا يزهدون، وينبسطون عند

الكبراء، وينقبضون عند الفقراء، وينهون عن غشيان الأمراء (أي: زيارتهم

والتردد عليهم) ولا ينتهون، أولئك الجبارون عند الرحمن) وفي إسناده نوح بن

أبي مريم أحد المشهورين بالكذب، ولا يغرنك كون مضمونه واقعًا الآن، فتستدل

به على صحته؛ فإنهم ما وضعوه إلا لواقع متحقق، وما كل صحيح المعنى يصح

رواية.

ومنها حديث: (يأتي على أمتي زمان يحسد الفقهاء بعضهم بعضًا، ويغار

بعضهم على بعض كتغاير التيوس)، في إسناده متهم بالوضع، وإن صح معناه.

ومنها حديث: (من فتنة العَالِم أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع)، وهو

موضوع.

ومنها حديث: (هلاك أمتي عالم فاجر، وعابد جاهل، وشرار الشرار شرار

العلماء، وخيار الخيار خيار العلماء)، لم يوجد وإن صح معناه.

ومنها حديث: (لا تجوز شهادة العلماء بعضهم على بعض)، قالوا: إسناده

لا يصح.

ومنها حديث: (الزبانية أسرع إلى فسقة حملة القرآن منهم إلى عبدة

الأوثان)، وهو موضوع، وقال ابن حبان: باطل. وفي إسناده من يتهم بالوضع،

وذكر له في اللآلئ المصنوعة طرقًا لا يصح منها شيء.

ومنها حديث: (المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحونة، ما اتخذ الله من ولي

جاهل، ولو اتخذه لعلَّمه)، قال ابن حجر: ليس بثابت. قلت: كانوا يحتجون به

على الجهال الأميين الذين يدَّعون الولاية، ويصدقهم العوام لتظاهرهم بالصلاح،

وما كان هؤلاء ينتهون عن دعواهم؛ لأن لهم من العامة قوة يغلبون بها الحق على

قاعدة بسمارك، وقد أنكر بالحديث أحد العلماء على أحد أدعياء الأولياء الجهلاء،

وكان لم يره، وبلغ الولي ذلك، فاتفق أن اجتمعا في مجلس مصادفة، فابتدر الولي

العالم بقوله: (اتخذني وعلمني)، فعدها له الناس مكاشفة وزادوا به اعتقادًا؛ لأن

كرامة وهمية كهذه تهدم ألف قاعدة من قواعد العلم والدين، وهذا العلم الذي يسميه

الصوفية (اللدني) لا يتناول علوم الرواية والأحكام كالحديث والفقه واللغة كما بينه

الفقيه ابن حجر في الفتاوى الحديثية؛ ولذلك تجد أكابر الصوفية الصادقين يحتجون

بالأحاديث الموضوعة؛ إذ لم يكونوا من المحدثين؛ ولكن أين من يعقل ويفهم؟

ومنها حديث: (أشد الناس حسرة يوم القيامة رجل أمكنه طلب العلم في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير