تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

23) يرد ما ذهبت إليه، قال المرجئ: المعصية هنا الشرك بالله واتخاذ الأنداد

معه لقوله:] إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ [(النساء:

48) قال الخارجي:] أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً [(السجدة: 18) دليل

على أن الفساق من أهل النار الخالدين فيها، قال له المرجئ في آخر الآية:

] وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ [(السجدة: 20) دليل على أن

المراد من كذب الله ورسوله والفاسق من أهل القبلة مؤمن كامل الإيمان.

ومن وقف على هذه المناظرة من جهال الطلبة والأعاجم ظن أنها الغاية

المقصودة وعض عليها بالنواجذ، مع أن كلا القولين لا يرتضى، ولا يحكم

بإصابته أهل العلم والهدى، وما عند السلف والراسخين في العلم خلاف هذا كله؛

لأن الرجوع إلى السنة المبينة للناس ما أنزل إليهم، وأما أهل البدع والأهواء

فيستغنون عنها بآرائهم وأهوائهم وأذواقهم.

(للكلام بقية)

((يتبع بمقال تالٍ))


(1) قوله: لم يكفر بالطاغوت، إما تعليل لكفره بالله على طريقة الاستئناف البياني، فالكفر
بالطاغوت شرط لصحة الإيمان بالله وإما خبر بعد خبر.
(2) هو العلامة أحمد بن حجر الهيتمي الفقيه الشافعي.
(3) الحور بعد الكور ومعناه النقصان بعد الزيادة كالعصيان بعد الطاعة والجهل بعد الحلم.
(4) الحديث الأول رواه الشيخان وغيرهما والثاني رواه البخاري بلفظ (والله لا يؤمن والله لا يؤمن -
قيل من يا رسول الله؟ قال الذي لا يأمن جاره بوائقه) ورواه أحمد أيضًا ولا أذكر لفظه.
(5) صحابي معروف وحمار لقب له.
(6) الحديث من أفراد البخاري ولفظه عند جمهور رواته (تلعنوه) فوالله ما علمت أنه يحب الله
ورسوله) أي أن الذي علمته أنه يحب الله ورسوله وفي إعراب الجملة أقوال وفي رواية (ما علمت
إلا أنه يحب) إلخ وما ذكره المصنف، رواية الواقدي.
(7) رواه أبو داود وكذا الترمذي و ابن ماجه بزيادة فيه.

((مجلة المنار ـ المجلد [27] الجزء [7] صـ 505 ربيع الأول 1345 ـ أكتوبر 1926))

الإيمان والكفر والنفاق والظلم والفسق
(2)
من رسائل إمام نجد في عصره العلامة الشيخ عبد اللطيف بن الشيخ عبد
الرحمن بن الشيخ حسن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله تعالى.
ويعلم منها ما عليه علماء نجد في مسألة تكفير
المخالفين واحتياطهم فيها أكثر من سائر علماء
المذاهب الأخرى
تابع ما نشر في الجزء الماضي
وقد بلغني أنكم تأولتم قوله تعالى في سورة محمد:] ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ
كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ [(محمد: 26) على بعض ما
يجري من أمراء الوقت من مكاتبة أو مصالحة أو هدنة لبعض رؤساء الضالين،
والملوك المشركين، ولم تنظروا لأول الآية وهي قوله:] إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى
أَدْبَارِهِم مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى [(محمد: 25) ولم تفقهوا المراد من هذه
الطاعة، ولا المراد من الأمر بالمعروف المذكور في قوله تعالى في هذه الآية
الكريمة، وفي قصة صلح الحديبية وما طلبه المشركون واشترطوه وأجابهم إليه
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يكفي في رد مفهومكم ودحض أباطيلكم.
...
فصل
وهنا أصول (أحدها) أن السنة والأحاديث النبوية هي المبينة للأحكام
القرآنية وما يراد من النصوص الواردة في كتاب الله في باب معرفة حدود ما أنزل
الله، كمعرفة المؤمن والكافر، والمشرك والموحد، والفاجر والبر، والظالم والتقي،
وما يراد بالموالاة والتولي ونحو ذلك من الحدود، كما أنها المبينة لما يراد من
الأمر بالصلاة على الوجه المراد في عددها وأركانها وشروطها وواجباتها، وكذلك
الزكاة فإنه لم يظهر المراد من الآيات الموجبة ومعرفة النصاب والأجناس التي
تجب فيها من الأنعام والثمار والنقود ووقت الوجوب واشتراط الحلول في بعضها،
ومقدار ما يجب في النصاب وصفته، إلا ببيان السنة وتفسيرها. وكذلك الصوم
والحج جاءت السنة ببيانهما وحدودهما وشروطهما ومفسداتهما ونحو ذلك مما توقف
بيانه على السنة، وكذلك الصوم والحج جاءت السنة ببيانهما وحدودهما وشروطها
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير