تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهذه نقطة من طوفان غمر المواقع المختلفة على الانترنت وراح بعضهم يشجع بعضا ويمدحه على هذه السورة العظيمة مما يؤكد أن هؤلاء يرمون عن قوس واحدة، وأن لهم غاية لن ينفكوا عنها، وهي إسقاط قدسية القرآن الكريم من عيون الشباب 0

وحقيقة لقد خرج جمع من طلبة العلم وشمروا سواعدهم ليكشفوا زيف هؤلاء، ويردوا عن القرآن، ويزودوا عن حماه، ويفندوا هذه الأباطيل ويوضحوا للناس تهافت هذا الكلام الذي لايخلو من الخطأ النحوي فضلا عن غيره 0

وراح آخرون ينافحون عن القرآن الكريم من خلال الدعوة إلى النظر إلى إعجازه العلمي، و العددي، ورأوا أن ذاك هو المخرج من هذا الجدل حول بلاغة القرآن وبلاغة العرب، وحتى لا تبدوا لغتنا متخلفة عن الركب، هكذا زعموا!!

ومن هنا كان لابد على طلاب العلم، والمشتغلين بالبلاغة العربية خاصة من الوقوف في الميدان، فالقضية تعنيهم في المقام الأول قبل غيرهم، ليبينوا للناس ما نزل على رسول الله والفارق بين كلام البشر وكلام رب البشر ويفضحوا سمادير هؤلاء وترهاتهم التي أغرقت الساحات الثقافية المختلفة 0

وكان هذا البحث ضوءا على الطريق يكشف صاحبه من خلاله موطن التحدي ومناط الإعجاز كما تبين له0

فما معنى المثلية المنصوص عليها في آيات التحدي؟

وهل كل معجز في القرآن الكريم يقع التحدي به؟

وإذا كان علماؤنا الأوائل _ ولأسباب مفهومة _ قد وجهوا جل اهتمامهم إلى الإعجاز البلاغي، وربطوا ذلك بفصاحة العرب وبراعتهم في اللغة وقدرتهم على صوغ الكلام وحبكه، فهل هذا التوجه يناسب عصرنا الحاضر؟ أم أن الأمر يحتاج إلى مراجعة لإظهار موطن الإعجاز البلاغى أو لتحويله إلى ما هو أولى منه؟

وبخاصة أنه لا يوجد في صريح القرآن الكريم ولا صريح السنة الشريفة – على حد معرفتي – ما ينص على أن التحدي في بلاغة القرآن الكريم ونظمه 0

ولا يظن القارئ أنني اتخذت قبل البحث موقفاً أنافح عنه، فالواقع أنني ظللت أياما طويله أرجح رأيا من الآراء، ثم بعد فترة أراه يتهاوى أمام النظر، فأرجح غيره وظللت هكذا ما يقرب من العام افترض شيئا ثم أراه يتهاوى عند التأمل حتى وصل البحث إلى النتيجة التي أرتضيها والتي أدين بها لربي سبحانه وتعالى 0

أقول هذا وأنا أدرك، بل أنا على يقين من أن كتاب الله تعالى لا يبخل على ناظر فيه 0

كيف وهو الكريم؟

أقول هذا وأنا أعي مراد هؤلاء الطاعنين في كلام الله تعالى الزاعمين أنهم جاءوا بشيء؟

أقول هذا وأنا أستحضر قول الله تعالى (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً) (النساء:89)

هذا وقد سلك البحث منهجا نقديا أحاول من ورائه تحليل ما قاله علماؤنا ووضعه أمام النظر من خلال توافق أو اختلاف النصوص بعضها مع بعض وربط ذلك بنصوص القرآن الكريم وما يموج به عصرنا من توجهات والوصول من وراء ذلك كله إلى ما أرتضيه لكتاب الله تعالى 0

وغايتي بعد رضا الله تعالى النصح لكتابه الكريم فالدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.

وقد اختط هذا البحث لنفسه خطة يتبدى من خلالها للقارئ الكريم وهي على النحو التالي:

(مقدمة، وستة مباحث، وخلاصة، ثم فهرس للعناوين وآخر للكتب).

في المقدمة:

طرحت فكرة البحث، والدافع إليه، وغايته، وخطته.

وفي التمهيد:

تناولت كثرة الحديث حول الإعجاز إثباتاً أو نفياً، وعرجت على من سبقني إلى هذا المضمار الخاص وهو دلالة المثلية.

وفي المبحث الأول:

تناولت دلالة المثلية في لغة العرب وفي كتاب الله تعالى، بحيث يستطيع القارئ أن يرسم شخصية لهذه الكلمة تميزها عن جاراتها في المعني.

وفي المبحث الثاني:

علقت على المقصودين بالتحدي وهل هم الإنس والجن أم طائفة أخرى؟.

وفي المبحث الثالث:

كان حديثي عن ترتيب آيات التحدي التي وردت فيها لفظة (المثل) من حيث النزول ومن حيث الكتابة في المصحف والمعاني الكامنة خلف كل ترتيب.

وفي المبحث الرابع:

تحدثت عن مفهوم الإعجاز في تراث العلماء والفرق بين مناط الإعجاز ومناط التحدي، ثم اختلاف وجوه الإعجاز في القرآن الكريم وتعددها.

وفي المبحث الخامس:

وقفت مع أشهر وجوه الإعجاز ـ أو وجوه التحدي ـ وهي الإعجاز العلمي ـ ثم التأثيري ـ ثم الإخبار عن الغيب، وبينت مدى الصلة بينها وبين القرآن الكريم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير