تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أحمد شاكر]

ـ[الاستاذ]ــــــــ[10 - 07 - 05, 06:29 ص]ـ

وفاة العلامة أحمد شاكر إمام محدثي العصر

الزمان / السبت 26 ذي القعدة – 1377هـ

المكان / القاهرة – مصر.

الموضوع / وفاه العالم الكبير أحمد شاكر إمام محدثي العصر.

الترجمة /

مفكرة الإسلام: إنها قصة حياة رجل من رجالات الإسلام القلائل الذي استطاع أن يلمس أس البلاء والنكبة المحيطة بأمة الإسلام ويتكلم عن حقيقة التوحيد بشكل شمولي يحيط بكل جوانبه، قصة رجل من علماء المسلمين على طراز علماء سلف الأمة؛ هذا الطراز الذي تحيا به الأمم وتفيق من غفلتها، وعلى الجانب الآخر فهو غصة في حلوق المنافقين والحاقدين، إنها قصة عالم سار على خطى السابقين من المجتهدين والمجددين أمثال ابن تيمية وابن القيم وابن كثير وابن رجب وابن عبد الوهاب، ونبغ في علم الحديث حتى صار إماما وأستاذا لمحدثي العصر كما كان الشيخ الألباني رحمه الله يقول عنه.

ولد الشيخ العلامة أحمد بن محمد شاكر بن أحمد بن عبد القادر بن آل أبي علياء الحسيني في 29 جمادى الآخرة سنة 1309 هـ بمدينة القاهرة، وكان أبوة من كبار علماء الأزهر ووكيلا له، وجده لأمه الشيخ هارون بن عبد الرازق من أكبر علماء مصر في القرن الثالث عشر من الهجرة، في هذه البيئة العلمية الخالصة نبت العلامة الشيخ أحمد شاكر.

عندما بلغ الثالثة من عمره توجه مع أبيه للسودان؛ ذلك لأن أباه عين في منصب قاضي قضاة السودان عقب خمود الثورة المهدية، فألحقه أبوه بكلية 'غوردن' فبقي تلميذا بها حتى عاد أبوه من السودان وتولى مشيخة علماء الإسكندرية وذلك بعد أربع سنوات، فالتحق أحمد شاكر بالمعهد الديني بالإسكندرية، وفيه التقى بأول شيوخه وصاحب أثر لا يمحى في حياة أحمد شاكر وهو الشيخ محمود أبو دقيقة؛ وهو الذي حبب إليه الفقه وأصوله ودربه على الفقه حتى تمكن منه ولم يقتصر على ذلك بل علمه الفروسية والرماية فأجاد ولكنه لم ينجح في تعلم السباحة.

أما أعظم الناس أثرا في حياة أحمد شاكر والسبب الرئيسي في توجيهه لدراسة الحديث النبوي فهو أبوه محمد شاكر الذي كان يجمع أحمد وإخوته ويقرأ لهم كتب العلم؛ فقرأ لهم تفسير البغوي والنسفي وصحيح مسلم وسنن الترمذي وبعض صحيح البخاري، وقرأ لهم في الأصول جمع الجوامع وشرح الإسناوي على المنهاج، وقرأ لهم في فقه الأحناف كتاب الهداية علي طريقة السلف في استقلال الرأي وحرية الفكر ونبذ العصبية لمذهب معين، وكثيرا ما كان أبوه يخالف مذهب الأحناف عند استعراض الآراء وتحكيم الحجة والبرهان، وشهد الوالد محمد شاكر بنبوغ ولده أحمد في علم الحديث فوجهه وهو في الثامنة عشر من عمره إلى قراءة مسند الإمام أحمد بن حنبل فانطلق أحمد شاكر في طلب الحديث واهتم بسماعه فالتحق بالأزهر عندما عين والده محمد شاكر وكيلا له سنه 1327 هـ فاتصل بعلماء الأزهر وعرف الطريق إلى مكتبتها الضخمة، وكانت القاهرة وقتها موئلا لكثير من علماء المسلمين فجلس أحمد شاكر في طريق هؤلاء للاستفادة مما عندهم من علوم فالتقى مع عالم المغرب ومحدثها الكبير عبد الله بن إدريس السنوسي فسمع منه صحيح البخاري فأجازه به وبالكتب الستة، والتقى مع الشيخ محمد بن الأمين الشنقيطي فأخذ عنه كتاب بلوغ المرام وأجازه به وبالكتب الستة كذلك، والتقى مع الشيخ أحمد بن الشمس الشنقيطي عالم القبائل الملثمة فأجازه بجميع علمه، والتقى مع عالم العراق الشيخ شاكر العراقي، ومع الشيخ طاهر الجزائري عالم سورية المتنقل، والشيخ محمد رشيد رضا وكان لهذه اللقاءات المتتابعة والمكثفة أكبر الأثر لتمهيد السبيل أمام أحمد شاكر في الاستقلال بمذهب خاص به في علم الحديث فصار أحد الأفذاذ القلائل الذين درسوا الحديث النبوي دراسة وافية وكان له اجتهاد عرف به في جرح الرجال وتعديلهم أفضى به إلى مخالفة القدماء والمحدَثين ونصر رأيه بالأدلة البينة فانتهت إليه إمامة الحديث في وقته.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير