تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هل تحب الغناء والرقص الديني؟ إذاً عليك بقراءة هذه الرسالة

ـ[أبو إدريس الحسني]ــــــــ[26 - 07 - 05, 12:13 ص]ـ

بإمكانك تحميل الملف المرفق لكي تحصل على نسخة منسّقة مع الحواشي في كل صفحة.

بيانُ حُكْمِ الإنشاد والحضْرَة في مذاهب الأَئِمّةِ الأربَعة

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله ومن آمنَ به واتّبعه، أمّا بعد:

فقد شَهِدَ عصرنا الحاضر زيادةً مَرَضِيَّةً سرطانيّة في انتشار الغناء ونجوم الغناء مِنَ الماجنين والماجنات، وقد دخَلَتْ أغانيهم الهابطة معظم المحلاّت التجارية، والمنتزهات والمطاعم، والبيوت، وجميع وسائل النقل! إلى حدٍّ مزعج ولا يُطاق، أسألُ الله العافيةَ والفَرَجَ لي ولكلِّ مسلم غيورٍ على دينه؛ وهذه مُشكلة من المشاكل التي تعوق نهوضَ الشباب المسلم، وتُلْهِيه عن الأخطار المحدقة به وبأمّته، وتحجبه عن معرفة الواجب المنوط به والموقع الريادي الذي عليه أن يتبوّأه. ولكنّ المشكلة الأخرى هي أنّ بعض المسلمين ظنّوا أنهم إذا غيّروا كلمات الأغاني الماجنة وجعلوها من الكلام الأدبي أو الإسلامي مع الإبقاء على الألحان والأنغام نفسها، فإنهم بذلك يَسْلَمون من الوقوع في المحرّمات ويكونون قد أتَوا أمراً مباحاً على أقلِّ تقدير ‍! ويَسْتَدِلّون لصحّة فعلهم أنّهم قاسوه على مجالس الإنشاد الديني، ومجالس الذكر والحضرة، التي يحضرها بعض المشايخ وأساتذة الشريعة! فإنّ تلك المجالس كما يزعمُ أصحابها هي مِنَ الطّاعات و القُربات أو المُباحات، التي ينالُ صاحبها الأجر على فعلها أو حضُورها، ويُنظَرُ إليه في المجتمع على أنه من الصالحين الذين طهّروا آذانهم من سماع الأغاني الماجنة، وعفّوا عن حضور أماكن اللهو والرقص والعبث. وهنا تكمن المشكلة، فكما قال علماؤنا: إن صاحبَ المعصية خيرٌ من صاحب البدعة! لأنّ صاحبَ المعصية يسعى للإقلاع عن معصيته، وأما صاحب البدعة فإنّه يظنُّ أنه على هدىً ولا يُفكّر أبداً بالإقلاع عن بدعته بل يسعى للزيادة فيها. فأوّل أمرٍ لبّسوا فيه على الناس ليروّجوا بدعتهم أنهم سمّوا غناءهم إنشاداً! مع أنّ الإنشاد في اللغة لا يُرادف الغناء ولا يُشبهه. جاء في القاموس المحيط [جزء 1 - صفحة 411]: وأنْشَدَ الضالَّةَ: عَرَّفَها واسْتَرْشَدَ عنها ضِدٌّ، وأَنْشّدَ الشِّعْرَ: قرأهُ، وأنشدَ بِهِمْ: هَجاهُمْ. وتناشَدوا: أنْشَدَ بعضُهم بعضاً. والنِّشْدَةُ بالكسر: الصَّوْتُ. والنَّشيدُ: رَفْعُ الصَّوْتِ والشِّعْرُ المُتَناشَدُ كالأُنْشُودَةِ ج: أناشيدُ. واسْتَنْشَدَ الشِّعْرَ: طَلَبَ إنشادَهُ.

وفي لسان العرب [جزء 3 - صفحة 421]

وأَنشد الشعر وتناشدوا: أَنشد بعضهم بعضاً والنَّشِيدُ فَعِيلٌ بمعنى مُفْعَل والنشيدُ الشعر المتناشد بين القوم ينشد بعضهم بعضاً. انتهى

إذاً ليس في الإنشاد أنغام ولا ألحان إنما هو قراءة الشعر بصوت مرتفع، أمّا إذا صار فيه ألحان وأوزان فهو غناء.قال في القاموس المحيط [جزء 1 - صفحة 1675]

شَدَا الإ بِلَ: ساقَها و الشِعْرَ: غَنَّى به أو تَرَنَّمَ وأنْشَدَ بَيْتاً أو بَيْتَيْن بالغِناءِ. انتهى

فحقيقة الأمر أنّ هذا الذي يسمّي نفسه مُنشداً إنّما هو مُغَنِّ، وما يفعله هو غناء وليس إنشاداً. لذلك نجد في كتب الفقه أنّ الفقهاء يسمّون مجالس الصوفية بمجالس الغناء والرقص، وحتى الصوفيّة أنفسهم كانوا في السابق يُسمّونه غناءً ويظنونَ أنه جائز ومباح. وقد آخذهم العلماء على ذلك. ولكن في أيّامنا هذه إذا ذهبتَ لِتُبيّنَ للناس أن ما يفعلونه في المساجد أو البيوت من الغناء والرقص تحت اسم " الإنشاد والحضرة " غير جائز شرعاً وعلى المذاهب كلّها، قام بعضُ مَنْ يدّعي العلم والإمامة فيه [1] ليتصدّى لك ويقول للناس: ((لا تسمعوا لهذا الكلام والْغَوا فيه فقد ورثنا العلم كابراً عن كابر وكلّهم كانوا يحضرون هذه المجالس ويحضّون على إقامتها وهي من الأمور المطلوبة شرعاً فمن قال إنّ الغناء حرام أو الموسيقا حرام أو الرقص حرام؟ أمّا المذاهب الأربعة فقد أجازته، حتى ظهر أصحاب هذا المذهب الجديد المتشددون الذين يحرّمون ويُحلِّلون من عند أنفسهم، أمّا أنا فلا أفتيكم إلا بما عليه سلف الأمّة من

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير