ولقد طَعَنْتَ أبَا عُيَيْنَةَ طَعْنَةً = جَرَمَتْ فَزَارَةُ بعدَهَا أنْ يَغْضبُوا
أي: كسبت لأنفسها الغضب، قال: وليس قول من قال "حُقَّ لفزارة الغضب" بشيء.
وقولهم "ما رَزَأْته زِبالاً" الزِّبَال: ما تحتمله النملة بفيها.
و "ما رَزَأْتُهُ فَتِيلاً" والفَتِيل: ما يكون في شق النواة، يراد ما رزأته شيئاً.
وقولهم "شَوْرَبه" إذا أخجله، وهو من الشَّوار، والشوار: الفرج، كأن رجلاً أبدى عورة
رجل فاستحيا من ذلك فقيل ذلك لكل من فعل بأحدٍ فعلاً يُسْتَحْيا منه، ومن ذلك يقال
"أبدى الله شَوَارك" ثم سُمي متاع البيت شَواراً منه.
وقولهم "بَنَى فلانٌ على أهله" أصله أنه كان من يريد منهم الدخول على أهله ضَرَبَ عليها
قُبَّة، فقيل لكل داخل بأهله "بانٍ".
وقولهم "كنَّا في إمْلاك فلان" هو من المَلِكْ، أي: أملكناه المرأة، وأمْلَكْناه مثل مَلَّكناه.
وقولهم "بيننا وبينهم مَسَافة" أصله من السَّوْف، وهو الشَّمُّ، وكان الدليل بالفَلاة ربما أخذ
التراب فشمَّه؛ ليعلم أعلى قَصْدٍ هو أم على جَوْرٍ، ثم كثر ذلك حتى سموا البعد مسافة،
قال رُؤْبة بن العجاج:
إذا الدَّليلُ اسْتَافَ أخْلاقَ الطُّرُقْ
أي: شمَّها.
وقولهم للدِّية "عَقْل" والأصل أن الإبل كانت تجمع وتُعقل بفِناء وليّ المقتول، فسميت الدية
عقلاً، وإن كانت دراهم أو دنانير.
وقولهم للأخِيذِ "أسير" والأصل أنهم كانوا إذا أخذوا أسيراً شدُّوه بالقِدّ، فلزم هذا الاسم
كلَّ مأخوذ، شُدَّ به أم لم يُشدّ، يقال "ما أحسن ما أَسَرَ قَتَبَة" أي: ما أحسن ما شدَّه بالقِدّ،
ومنه قول الله عزّ وجلّ (وَشَدَدْنَا أَسْرَهُم).
وقولهم للنساء "ظَعائن" وأصل الظعائن: الهوادج، وكنَّ يكنُّ فيها، فقيل للمرأة: ظعينة، قال
أبو زيد: ولا يقال ظُعُنٌ ولا حَمُول إلا للإبل التي عليها الهوادج، كان فيها نساء أم لم يكن.
وقولهم للمزادة "راوية" والراوية: البعير الذي يُستقَى عليه الماء، فسمي الوعاء راوية باسم
البعير الذي يحمله.
ومثله "الحَفَضُ" متاع البيت، فسمي البعير الذي يحمله حَفَضاً.
وقولهم لغسل الوجه واليد "الوضوء" وأصله من الوَضَاءة، وهي الحسن والنظافة، كأن
الغاسل وَجْهَهُ وَضَّأة، أي حَسَّنه ونظفه.
وقولهم للتمسُّح بالحجارة "استنجاء" وأصله من النَّجْوة، وهي الارتفاع من الأرض، وكان
الرجل إذا أراد قضاء حاجته تستَّر بنجوة، فقالوا: ذهب يَنْجُو، كما قالوا: ذهب يتغوَّط، ثم
اشتقوا منه فقالوا "قد اسْتَنْجَى" إذا مسح موضع النَّجْو أو غسله؛ و"التغوط" من الغائط،
وهو البطن الواسع من الأرض المطمئن، وكان الرجل إذا أراد قضاء حاجته أتى غائطاً من
الأرض، فقيل لكل من أحدث "قد تغوَّط" و"العَذِرة": فناء الدَّار، وكانوا يلقون الحَدَثَ
بأفنية الدور، فسمي الحدث عَذِرة، وفي الحديث: "اليهود أنتن خلق الله عَذِرة" أي: فناء؛
و"الحُشّ" الكنيف، وأصله البستان، وكانوا يقضون حوائجهم في البساتين؛ فسمي الكنيف
حُشّاً؛ و"الكنيف" أصله الساتر، ومنه قيل للترس "كنيف" أي: ساتر، وكانوا قبل أن
يُحدِثُوا الكُنُف يقضون حوائجهم في البَرَاحات والصَّحارِي، فلما حفروا في الأرض آباراً
تَستُر الحدث سميت كُنُفاً.
و"التيمم بالصعيد" أصله التعمُّد، يقال: تَيَمَّمتُكَ؛ وتأممتك وأممتك، قال الله عزّ وجلّ
(فتيمَّمُوا صَعيداً طيِّباً) أي: تعمّدوا، ثم كثر استعمالهم لهذه الكلمة حتى صار التيمم
مسح الوجه واليدين بالتراب.
وقولهم "فلان ضَخْمُ الدَّسيعة" وهو من "دَسَعَ البعيرُ بِجِرَّتِهِ" إذا دفع بها، والمعنى أنه كثير
العَطِيَّة.
وقولهم "فلانٌ حامي الحقيقة" أي: يحمي ما يحقّ عليه أن يمنعه، و"حامي الذِّمَار" أي: إذا
ذُمِرَ وغَضِب حمَى.
ومن المنسوب "عِنَبٌ مُلاحِيّ" بتخفيف اللام - مأخوذ من المُلْحة، وهي البياض.
و "عَسَل ماذِيّ" أي أبيض، والدِّرْع ماذيةٌ، أي: بيضاء.
"زيت رِكَابيّ" لأنه كان يُحمل من الشام على الإبل، وهي الركاب، وواحد الركاب راحلة.
والقطا "كُدْرِيٌّ" نسب إلى معظم القطا، وهي كُدْرٌ، وكذلك "القُمْرِيّ" منسوب إلى طيرٍ
قُمْرٍ، أي: بيض، و"الدُّبْسِيُّ" منسوب إلى طير دُبْس.
مطر الخريف "وَسْمِيٌّ" لأن يَسِمُ الأرض بالنبات، نُسب إلى الوَسْمِ.
والحدّاد "هالِكيٌّ" لأن أول من عمل الحديد الهالك بن عمرو بن أسد بن خزيمة؛ ولذلك
قيل لبني أسد "القُيُونُ".
الغراب "ابن دَأْيَةَ" لأنه يقع على دأية البعير الدَّبِر فينقرها، والدأية من ظهر البيعر: الموضع
الذي تقع عليه ظَلِفة الرَّحْل فتعقِرُهُ.
يتبع،،
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[23 - 05 - 2008, 05:17 ص]ـ
أصول أسماء الناس
المُسَمَّوْنَ بأسماء النبات
ثُمامَة: واحدة الثُّمام، وهي شجر ضعيف له خوص أو شبيه بالخوص، وربما حُشي به
خَصَاص البيوت. قال عبيد بن الأبرص:
عَيُّوا بأمْرِهُم كَمَا عَيَّتْ بِبَيْضَتِها الحَمَامَهْ
جَعَلَتْ لها عُودَيْنِ مِنْ نَشَمٍ وآخرَ مِنْ ثُمَامَهْ
والحمامة: ههنا القُمْرية.
سَمُرَة: واحدة السَّمُر، وهو شجر أمِّ غَيْلان.
طَلْحة: واحدة الطَّلْح، وهي شجرٌ عظام من العِضَاه.
سَيابة: واحدة السَّياب، وهو البَلَح.
عَرَادة: واحدة العَراد، وهي شجر.
مُرارة: واحدة المُرَار، وهو نبت إذا أكلته الإبل قَلَصَتْ عنه مشافِرُها، ومنه قيل "بنو آكل
المُرَار.
شَقِرَةُ: واحدة الشَّقِرِ، وهو شقائق النُّعمان؛ قال الشاعر وهو طرفة.
وعَلاَ الخيلَ دِمَاءٌ كالشَّقِرْ
عَلْقَمة: واحدة العَلْقَم، وهو الحنظل.
حَمْزة: بقلة، حدثني زيد بن أخرم الطائي، قال: حدثنا أبو داود، عن شعبة، عن جابر،
عن أبي نضرة عن أنس بن مالك، أنه قال: كنَاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقلة
كنت أجتنيها، وكان يُكْنى "أبا حمزة". وقد ذكرت هذا في كتابي "غريب الحديث" بأكثر
من هذا البيان.
قَتادة: واحدة القَتاد، وهو شجر له شَوْك، وبها سمي الرجل.
سَلَمة: واحدة السَّلَم، وهي شجرة الأرْطَى، وبها سمي الرجل. والسَّلَم من العِضَاه وسَلِمة
- إذا كسرت اللام - فهو حَجَر، واحد السِّلاَم.
أرْطَاة: واحدة الأرْطَى، وهي شجر.
أرَاكَةُ: واحدة الأراك، وبها سمي أبو عمرو بن أراكة.
رِمْثة: واحدة الرِّمْث، وبها سمي الرجل.
¥