ـ[محمد الربيعة]ــــــــ[04 Jun 2003, 01:22 ص]ـ
أشكر أخي الدكتور مساعد على اقتراحه وطرحه.
وأحب أن أشارك حول الطريقة المثلى للتدريس في الدراسات العليا، إذ إن الدراسات العليا تختلف عن غيرها، بل وربما تماثلها الدراسة الجامعية.
والتجربة التي أراها طريقة مثلى للتدريس في هذا المستوى من التعليم، هي طريقة الحوار والمناقشة بين الأستاذ وطلابة، ولقد سلك معنا هذه الطريقة شيخنا الدكتور محمد بن عبدالرحمن الشايع - حفظه الله - في طريقة ناجعة ماتعة في مرحلة الدكتوراه، حيث كلف الطلاب بتحضير مفردات المنهج، ومن ثَمَّ مناقشتها بعد طرحها.
وقد لاقت هذه الطريقة قبولاً من الزملاء، مع مافيها من متعة وإثراء للفكر، وتبادل للآراء، وتنقيح للرأي.
وقد سلكتُ هذه الطريقة في التدريس الجامعي مع طلابي فلاقت قبولاً ظاهراً، إلا أنني فقدت جانب المناقشة من الطلاب، ولكني أراها أنجع وأمتع من التلقين المجرد.
وأقترح لو طرح في هذا الملتقى موضوع حول الطرق المثلى للتدريس في الجامعة في مرحلة البكالوريوس، أسوة بما اقترحة الدكتور مساعد وفقه الله في مرحلة الدراسات العليا.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Jun 2003, 05:14 ص]ـ
بسم الله
هناك أفكار كثيرة، وملحوظات متعددة حول الدراسات العليا والبحوث العلمية وما يتعلق بها، ولعل ما سنّه الشيخ مساعد هنا يفتح الباب للإخوة الذين لهم صلة بهذا الموضوع للمشاركة.
بمناسبة ما ذكره الشيخ محمد الربيعة وفقه الله حول الطريقة المثلى للتدريس، أنبه هنا على أن ما ذكره صحيح، ولكنه يحتاج للتقليل من السلبيات التي تعكر عليه، وتنقص من فائدته، ومن هذه السلبيات:
ربط ما يُطرح من مناقشات، ويُقيد من فوائد عند الحوار والمناقشة بالامتحان، وأنا أعتبر هذه الامتحانات، وما يرتبط بها من درجات من أكثر ما يفسد روعة الطلب، ويقلل من فائدة التدريس. وأذكر [وهذا من الأسرار التي يحسن إبداؤها والتصريح بها في هثل هذا المقام] أننا كنا نتواصى عندما كان فضيلة الشيخ الموفق محمد الشايع يدرسنا في مرحلة الدكتوراه = نتواصى بعدم التفصيل في تحقيق المسائل؛ لأننا مطالبون بكل ما يكتبه الباحث لمسألة ما في هذا الامتحان!!!.
ولذلك فإني أقترح - وبشدة - أن يلغى هذا الامتحان كما حصل ذلك في بعض أقسام جامعة أم القرى. ويكتفى في تقييم الطالب بما يكتبه في بحثه، ويذكره في نقاشه. مع العلم بأن هناك اختبارات كثيرة سابقة ولاحقة -نسأل الله السلامة والعافية -. وهذه الامتحانات في الغالب يتفوق فيها من يذاكر أكثر ويحفظ أكثر لا غير.
وقد يقول قائل: هذا نظام، فكيف نصنع به وهو يجعل الامتحان حتماً لازماً، وفرضاً واجباً؟؟
فأقول: وهذا النظام أيضاً من عوائق الإبداع، وأسباب النزاع.
النظام يمكن التعامل معه بطريقة مناسبة كتلك الطرق التي نتعامل بها معه عندما نريد ذلك لسبب ما!!
أما أن يجعل ذريعة للاستمرار على أمور ليست من مصلحة المسيرة التعليمية؛ فلا يقبل ذلك، وخاصة من أهل العلم والفضل.
وفيما يتعلق بطريقة الحوار: أحب أن اقترح اقتراحاً لعله يجد قبولاً وانشراحاً؛ وهو: أن تتحاح فرص الحوار العلمي الهادف بطريقة أكثر جدية وفاعلية. فمثلاً: أذكر أننا كنا عند مناقشة مسألة ما من مسائل البحث يظهر رأي، ويقابله رأي آخر مضاد. فلماذا لا يخصص للمختلفَين فرصة أوسع بحيث يطلب من كل واحد منها أن يجمع أدلته ويرتب أوراقه ويعد نفسه لمحاورة صاحب الرأي المخالف، ثم يبدأ الحوار في محاضرة مخصصة له باشراف مدرس المادة، وبحضور بقية الطلاب، ثم يكون الحكم بعد ذلك لمن وفق في تقرير ما يراه صواباً مع رده أو توجيهه لما يخالف قوله بالحجة والبرهان. وأيضاً يتعود الطرف الآخر على قبول الحق، والرجوع إليه بكل تواضع وأدب.
أقول هذا؛ لأننا كنا نعارض كثيراً، ولا نقتنع بما يطرح لنا، ثم نكتفي بقولنا: المسألة فيها نظر، أو: تحتاج إلى بحث، أو: قولك غير مسلّم. وهكذا انتهى الفصل الدراسي، ولا زال كثير من المسائل يحتاج إلى بحث. وما ندري متى ستزول حاجته هذه إلى البحث.
وأيضاً: لعلنا نتدرب من خلال هذه الطريقة الحوارية على أدب الحوار، الذي لا يعرفه أكثرنا إلا نظرياً. أما في الواقع فشيء آخر. ولذلك نسمع رفع الأصوات، ونلاحظ التقليل من شأن المخالف، والتهوين من شأن بحثه [وما أكثر ما نسمع عبارة: هيّن هيّن، وما أدري ما معناها؟].
وأخيراً: أضم صوتي إلى صوت أخي محمد الربيعة في التأكيد على أهمية الطريقة الحوارية في التدريس عموماً، وفي مرحلة الدراسات العليا خصوصاً. مع الاهتمام بتطويرها والتقليل مما يعكر عليها.
ولعل الله يوفق من يكتب بحثاً عن هذه الطريقة، يبين فيه ما يتعلق بها من مسائل بالتفصيل.
وإنني بهذه المناسبة أستغرب من بعض الذين يدرسون في مثل هذه المراحل بالطريقة التقليدية العقيمة الثقيلة، طريقة الإملاء والتلقين الجاف الذي لا يُسمع فيه إلا صوت واحد. والبقية يكلفون من يكتب مع المدرس ليغط الباقون في نوم عميق داعين الله أن يعجل بزوال الكربة وكشف الغمة.
وبقيت عندي بقية من الملحوظات، وطائفة من الأقكاروالمعلومات أرجئها إلى مشاركة أخرى. والله المستعان (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)
¥