تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- لقدْ كَانَ الشيخُ ابنُ عثيمين رحمه الله مُهْتَمًّا في التفسير , مُتَمَيِّزًا بهِ رَغْمَ عَدَم اشْتِهَار ذلكَ عنهُ , نَظَرًا لِشُهْرَتِهِ في الفقهِ والعقيدةِ؛ وسببُ ذلكَ يَعودُ بِشَكْلٍ أسَاسِيٍّ إلى عَدَمِ خُروجِ تُرَاثِهِ في التفسيرِ أيَّامَ حياتهِ. وأرجو أنْ تكونَ هذهِ الدراسةُ ساهمتْ في إبرازِ هذا الجانبِ المهمِّ مِن عِلْمِ الشيخِ رحمه الله بالتفسيرِ , وعلومِ القرآن.

- لَمْ يُفَسِّر الشيخُ ابنُ عثيمين القرآنَ كَامِلاً , وإنَّمَا فَسَّر أجْزاءً مِنه , مجموعها تَزيدُ على نِصْف القرآن.

- يُعتبر تَفسيرهُ مِن التفاسيرِ المطوَّلةِ , خاصَّةً تَفسيره لأوَّلِ القرآنِ , والتعليقُ على سُوَرٍ مِن تفسير الجلالين.

- لَمْ يُؤَلِّف تَفسيرهُ ابْتداءً – سوى كتابه الإلمام ببعض آيات الأحكام - والباقي أصْلُه دروسٌ ألقاها على طُلاَّبِه , كَسَائِرِ مُؤَلَّفَاتِه المطوَّلة.

_ لَمْ يَكُنْ تَفسيرهُ على طريقةٍ واحدةٍ , وسببُ ذلكَ اختلافُ طبيعةِ الدروسِ , والتي هي أصْلُ التفسير , والفِئَة المتلقِّية للتفسير , فَفَسَّرِ مِن المصْحَفِ مُباشَرةً , وعلَّقَ على تفسيرِ الجلالين , كَمَا فَسَّرَ في اللقاءاتِ العامّة , ولقد طُبِعَ تَفسيرهُ كُلُّهُ تَحْتَ مُسَمَّى واحدٍ بعنوان: تفسير القرآن الكريم , مما قدْ يُظَنُّ أنّه على طريقةٍ واحدة , والأمرُ ليسَ كذلكَ؛ ولذا أُوصِي بإعادةِ تسميةِ تفسيرهِ بما يُناسِبُ طريقتهُ في التفسير، وذلكَ على النحوِ التالي:

أ- تفسيرُ القرآنِ الكريم، وذلكَ لما فسَّرَهُ الشيخُ مِن المصحفِ مباشرةً، والذي ابتدأهُ مِن أوّلِ القرآنِ وبلغَ فيه الآية (52) مِن سورة الأنعام.

ب - التعليقُ على تفسير الجلالين، أو: حاشية الشيخ ابن عثيمين على تفسير الجلالين، وذلكَ في السُّوَرِ التي ارتبطتْ بهذا الكتابِ على ما سبقَ بيانه.

ج - تفسير سورة الكهف.

د - تفسير المفَصَّلِ للشيخ ابن عثيمين رحمه الله، مع العلمِ بأنّ الشيخَ رحمه الله لَمْ يُتَمَّهُ إذْ تُوُفِّيَ عند الآية (17) مِن سورة المجادلة؛ مع تفسير جزء عمّ كاملاً.

- للشيخِ ابنِ عثيمين كثيرٌ مِن التفسير مَبْثُوثٌ في كُتُبِهِ الأخرى , خاصّة كتابيه: شرحُ العقيدةِ الواسطية , والقولُ المفيدُ على كتابِ التوحيد , حَبَّذَا لو جُمِعَ في مُؤَلَّفٍ مُسْتَقِلٍّ خاصّة الآياتُ الواردةُ في سُوَرٍ لَمْ يَقُمْ بتفسيرها أصْلاً.

- أكثرُ المصادرِ التي اعتمدَها في تفسيرهِ هي:

أ - كتبُ شيخِ الإسلام ابن تيمية , وتلميذه ابن القيم.

ب – ومِن كُتُبِ التفسير تفسيرُ ابن جرير (جامع البيان عن تأويل آي القرآن) , وتفسيرُ ابن كثير (تفسير القرآن العظيم).

- جَمَعَ في تفسيرهِ بين التفسيرِ بالمأثورِ وبينَ التفسيرِ بالرأْي المحمود , ففسّر القرآنَ بالقرآنِ والقرآنَ بالسنّةِ , وبأقوالِ السَّلَفِ , كما فَسَّرَ باللغةِ فَأَوْرَدَ الشَّواهدَ الشِّعريَّة وبَيَّنَ مُفرداتِ ألفاظِ القرآن , والفروق بينها، وغير ذلك مما تقدّمَ بيانه.

- أَوْرَدَ القراءاتِ السَّبْع في تفسيرهِ مُكْتَفِيًا بها , وقامَ بتوجيهها , ولَمْ يَتَعَرَّضْ للقراءاتِ الثلاثِ المتَمِّمَةِ للعَشْرِ , أو القراءاتِ الشَّاذَّة.

- حَرِصَ على إزالةِ الإشْكَال الواردِ في الآياتِ , أو ما ظَاهِرهُ التعارضُ فيما بينها , أو بينها وبينَ الأحاديث.

- يَنقَسِمُ تفسيرُ الشيخِ ابن عثيمين إلى قسمين أساسيين هما:

أ – التفسير ب – الفوائد.

- تَعَدَّدَتْ اهتماماتُ الشيخِ ابن عثيمين في تفسيرهِ، وأهَمُّهَا ثلاثةُ جوانب هي:

أ – الجانبُ العَقَدِيُّ: إذْ يُعْتَبَرُ تفسيرهُ مِن أوْسَعِ التفاسيرِ التي عُنِيَتْ بتقريرِ العقيدةِ, فهو تفسيرٌ سَلَفِيٌّ قَرَّرَ فيهِ مَذْهَبَ أهلِ السنّةِ والجماعةِ , وَرَدَّ على مخالفيهم.

ب – الجانبُ الفِقْهِيُّ: فتفسيرهُ مَلِيءٌ بالمسائلِ الفقْهيَّة وخِلافِ الفُقَهَاءِ , وتَقرِيرَاتِهم.

ج – الجانبُ الاسْتِنْبَاطِيُّ: وأبْرَزُ ذلكَ تلكَ الفوائدُ المستنبطةُ مِن الآياتِ , والتي تَمَيَّزَ بها تفسيرهُ عن بقيّةِ التفاسير.

- للشيخِ ابن عثيمين رحمه الله شخصيةٌ مُتَمَيِّزَةٌ في تَنَاوُلِ المسائلِ العِلْمِيَّةِ , ومُنَاقَشَتِهَا , كما لهُ اختيارٌ في أغْلَبِ المسائلِ التي يَذْكُرُهَا , بَنَى كُلَّ ذلكَ على الدليلِ , وحُسْنِ التعليلِ؛ وبناءً عليهِ؛ فهناكَ جوانبُ في تفسيرهِ أَرَاهَا جَدِيرَةً بالبَحْثِ , إتْمَامًا لهذهِ الرِّسَالَةِ وهي:

أ – جَمْعُ اختياراتهِ في التفسير ودِرَاسَتِهَا.

ب – جَمْعُ اسْتِدْرَاكَاتِه على تفسير الجلالين، ودِرَاسَتِهَا.

- للشيخِ ابنِ عثيمين رحمه الله اختياراتٌ في عُلومِ القرآن , وأصُولِ التفسير , أغْلَبُهَا مَنْثُورَة في تَفسِيره , وسائرِ كُتُبِه، جَمَعْتُهَا وتَحَدَّثْتُ عنها في هذهِ الرسالة.

- الجانبُ التَّقْعِيدِيُّ لأصُولِ المسائلِ العلميةِ سِمَةٌ بارزةٌ في تفسيرهِ, ففيهِ القواعدُ العَقَدِيَّةُ, والفقهيّة , والإعرابيّة , والتفسيريّة , ومَا إلى ذلكَ , إذْ قرّرها، واستعملها في تفسيرهِ , مِمَّا يدلُّ على عنايةَ الشيخِ ابن عثيمين بتأصيلِ المسائلِ العلميّةِ وتَقْعِيدِهَا.

وأخيرًا:

إنْ تَجِدْ عَيْبًا فَسُدَّ الخلَلا == جَلَّ مَنْ لا عَيْبَ فِيه وَعَلا

وما تَقَدَّمَ هُو أهَمُّ نَتَائِجِ البَحْثِ البارِزَةِ , وهُنَاكَ غيرها تَظْهَرُ للمُطَّلِعِ على الرِّسَالَةِ.

أسْأَلُ الله أنْ يَغْفِرَ لي خَطَأي , ويتجاوزَ عَنْ تَقْصِيري , وأنْ يَجْعَلَ هَذا البَحْثَ خَالِصًا لِوَجْهِهِ الكَرِيم , وأنْ يَكُونَ في مِيزَانِ حَسَنَاتِي , وصَلَّى الله على نَبِيِّنَا مُحَمَّد وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وسَلَّم.

- قصتكم مع الرسالة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير