الأولى: من لم يوصف بذلك الا نادرا كيحيى بن سعيد الأنصاري
الثانية: من احتمل الأئمة تدليسه وأخرجوا له في الصحيح لامامته وقلة تدليسه في جنب ما روى كالثوري أو كان لا يدلس الا عن ثقة كإبن عيينة
الثالثة: من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم كأبي الزبير المكي
الرابعة: من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم الا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل كبقية بن الوليد
الخامسة: من ضعف بأمر آخر سوى التدليس فحديثهم مردود ولو صرحوا بالسماع الا أن يوثق من كان ضعفه يسيرا كابن لهيعة اهـ طبقات المدلسين / لابن حجر / 1/ 13
المطلب الثاني: رأي العلماء في تدليس قتادة:
قتادة عند ابن حبان - رحمه الله -: توفي 354 هـ
قال ابن حبان في الثقات: كان مدلسا على قدر فيه، يقول شعبة: «كنت أتفقّد فم قتادة، فإذا قال: حدثنا، وسمعت، حفظته، وإذا قال: حَدَّث فلان، تركته»
وقال أيضاً: «كفيتكم تدليس ثلاثة: الأعمش، وأبي إسحاق، وقتادة»
انظر مقدمة "الجرح والتعديل" (ص 161 و 169)، و"المعرفة" للبيهقي (1/ 151 ـ 152)، شرح سنن أبي داود ـ عبد المحسن العباد1/ 76
قتادة عند أبي حاتم - رحمه الله -: ولد / 643
قال أبو حاتم في أول كتابه المراسيل ثنا أحمد بن سنان قال كان يحيى بن سعيد القطان لا يرى إرسال الزهري وقتاده شيئا ويقول هو بمنزلة الريح ويقول هؤلاء قوم حفاظ كانوا إذا سمعوا الشيء علقوه اهـ. جامع التحصيل ص 37 لأبي حاتم
قتادة عند الحافظ العلائي - رحمه الله -: المتوفى / 761 هـ
ذكره العلائي في المرتبة الأولى من المدلسين فقال: (هم التابعون الذين لا يدلسون إلا عن ثقة مثلهم أو أكبر، كأبي سفيان طلحة بن نافع وقتادة) انظر: [جامع التحصيل ص 99] لأبي سعيد بن خليل العلائي
قتادة عند ابن حجر - رحمه الله -:، (773 - 852)
ذكره في المرتبة الثالثة من المدلسين في كتابه طبقات المدلسين ص 43، ولكنه ذكره في تقريب التهذيب فقال: (ثقة ثبت) ص 798، ولم يشر إلى تدليسه، ومن المعروف أن كتاب التقريب متأخر عن كتاب الطبقات، خاصة وأنه استمر في تنقيح التقريب إلى أواخر حياته.
قتادة عند الألباني - رحمه الله -:
قال الشيخ الألبانيي ص/109 - 110 إن عنعنة قتادة مغتفرة لقلتها بالنسبة لحفظه وكثرة حديثه، وقد أشار إلى ذلك الحافظ في ترجمته من (مقدمة الفتح) بقوله: ربما دلس، وكأنه لذلك لم يذكره هو في التقريب بتدليس وكذلك الذهبي في الكاشف ونجد في ((الصحيحين)) -وغيرها_ أحاديث كثيرة جداً لقتادة بالعنعنة، حتى ابن حبان الذي وصفه بالتدليس، قد أكثر عنه بها، ويحتمل أن ذلك كان منهم لأنه كان-كما قال الحاكم- لا يدلس إلا عن ثقة كما نقله العلائي في كتابه القيم ((جامع التحصيل)) (ص112) اهـ
ويمكن استخلاص عدة فوائد:
الأولى: ليس كل تدليس يرد الرواية.
الثانية: شعبة لا يروي عن شيوخه المدلسين إلا ما صرحوا فيه بالسماع، وهو بذلك يوثق جميع الأحاديث التي رواها عن قتادة.
الثالثة: أن تدليس قتادة مما يحتمل لدى كثير من العلماء كما هو واضح.
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[28 Nov 2008, 11:45 م]ـ
موضوع التدليس شائك ودقيق جداً، وقد أعيى بعض العلماء الكبار، بسبب تفاوت أئمة النقد في التعامل مع المدلسين، وليس بالصورة المبسطة التي طرحها بعض المعاصرين! خاصةً إذا كان البحث في حق إمامٍ الأئمة،ومن رجال الشيخين مكثرٍ كقتادة رحمه الله!
حقيقة ... لا أدري كيف اخْتُصِرَ تدليس إمام كقتادة بهذه الصورة؟!
ثم إن الاعتماد على كتاب ابن حجر (تعريف أهل التقديس) المعروف اختصاراً بـ (طبقات المدلسين) فيه إشكالات معروفة عند أهل العلم، وليس هذا محل ذكرها.
وليعلم أن هذا التقسيم الذي فعله الحافظ ابن حجر - رحمه الله - بقدر ما ساعد بعض الباحثين على سهولة التصور والحكم البسيط ـ كعادة المتأخرين في تقريب االعلوم ـ إلا أنه أحدث إشكالات كبيرة لدى العلماء في هذه التقسيمات من بعد ابن حجر، حتى إن الحافظ نفسه له أقوال في كتبه الأخرى تخالف ما قرره في كتابه هذا.
موضوع مفيد في تدليس قتادة يكشف شيئاً من دقة البحث في هذه الموضوعات ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104301)
ـ[جمال القرش]ــــــــ[29 Nov 2008, 04:03 م]ـ
فضيلة الدكتور عمر - وفقه الله - بارك الله فيكم، ونفع بكم، وزادكم حرصا على الإتقان، وأجرى الله الخير على أيدكم، والنفع لأمة الإسلام، وأنا أؤيد ما ذركرتم، وأن المسالة تحتاج إلى تحرير يناسب قدر المتحدث عنه ومكانته، نسأل الله أن يعيننا على ما يحبه ويرضاه.
ـ[عبد الله المدني]ــــــــ[10 Feb 2009, 02:22 ص]ـ
بارك الله فيك أخي جمال! بحث مفيد جدا، وفقك الله للمزيد!