تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أستاذنا الاخفش أنا أعجب من كتابتك عن كل شاردة وواردة في قواعد الكتابة، فلم تترك مجالا للاعضاء لكتابة شيء جديد، الآن عرفت السبب من سكون هذا القسم في أغلب أحيانه:)، أسأل العلي القدير أن يحويك العلوم، ويزيدك من الأجر.

لكما التحية

ـ[حازم]ــــــــ[05 - 10 - 2004, 12:27 ص]ـ

أستاذي الحبيب / " أبو تمَّام "

تحيَّة كلها تقدير وإعجاب، فقد سرَّتني جدًّا ملاحظتك لدقائق الأمور، وعمق الفهم، زادك الله من فضله.

ولا زلتُ أرى نفسي عاجزة أن تقترب من الموضوع، ولهذا سأظلُّ أدور حولَه مِن بُعدٍ، وأسأل الله التيسير.

(كل لفظٍ ثلاثيٍّ ألفه عن واو، إذا زيدَ في حروفه الأصول حرفٌ فأكثر فصار كلمة أخرى أميل، لأنَّ واوَه تصير ياءً)

هذا ما يُسَمَّى في علم الصرف بالإعلال في حروف العلِّة، حيث تقلب الواو ياءً.

ويقول العلماء – رحمهم الله -: إنَّ الواو تُقلَب ياءً في عشرة مواضع، منها:

" أن تقع رابعةً فصاعدًا بعد فتح، نحو: زكَّيْتُ "

فأصل الكلمة: زكا، وأصل ألفها واو.

لأنَّك تقول: زكوتُ، والمضارع منه: يزكو، ومع ألف التثنية تقول: زكيا، أو: يزكيان.

فعندما يزاد هذا الفعل الواويُّ، سواء بالتضعيف أو بالهمز، نحو: زكَّى، أزكى.

تنقلب واوه ياءً.

فتقول: زكَّيْتُ، أزكَيْتُ.

ويلاحظ أنَّ الفعل إذا زاد عن ثلاثة أحرف، تعيَّن أن تكون الواو: رابعة، نحو: " زكَّيْتُ، أنجَيْتُ، سَمَّيْتُ ".

أو تكون خامسة، نحو: ابتلَيْتُ من الفعل ابتلَى، اعتلَيْتُ من: اعتلَى.

أو تكون سادسة، نحو: استعلَيْتُ من الفعل: استعلَى، استدعيتُ من الفعل استدعى.

ولذلك قُلبتْ الواو في جميعها ياءً.

أما إذا كانت ألفُ الفعل ياءً، فهي من باب أولَى أن تكون منقلبة عن ياء، نحو: أهديْتُ من أهدَى، أو انقضيتُ من قضَى، أو اسْتسقيتُ من سقَى.

قال ابنُ مالكٍ – رحمه الله -:

والواوُ لامًا بعد فتحٍ يا انقلبْ & كالمُعطيانِ يَرضيانِ ووجبْ

وجاء في " شرح ابن عقيل ":

(إذا وقعت الواوُ طرفًا رابعةً فصاعدًا بعد فتحةٍ قُلبت ياءً، نحو: أعطيت، أصله أعطوت، لأنه من عطا يعطو، إذا: تناول.

فقلبت الواو في الماضي ياءً حملا على المضارع نحو: يعطى.

كما حُمِل اسم المفعول نحو: مُعطيان على اسم الفاعل نحو مُعطِيان.

وكذلك يُرضَيان، أصله يُرضَوان؛ لأنه من الرِّضوان فقلبت واوه بعد الفتحة ياء حملا لبناء المفعول على بناء الفاعل نحو يُرضِيانِ) انتهى.

وجاء في " أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك " لابنُ هشامٍ – رحمه الله –:

(أن تقع طرفًا رابعةً فصاعدًا، فتقول: عطوت وزكوت، فإذا جئت بالهمزة أو التضعيف، قلت: أعطيت وزكَّيت.

وتقول في اسم المفعول: مُعطَيان ومُزكَّيان) انتهى.

وذكر – رحمه الله – في " القطر ":

(وتُرسَم الألفُ ياءً إن تجاوزت الثلاثة، كـ" استدعى، والمصطفى ".

أو كان أصلُها الياء، كـ" رمى، والفتَى ") انتهى

وقال أبو العبَّاس المبرِّد، في " المقتضب ":

(وإِذا كانت الأَلف رابعةً فصاعدًا رجعت إِلى الياءِ على كلّ حال، تقول: غَزَوت، ثمَّ تقول أَغْزَيت واستغزيت.

وكذلك الاسم تقول في تثنية " مَلْهى ومُستغزى، ملهَيان ومُستغزَيان ".

فأَمَّا الياءات فلا تحتاج إِلى تفسيرها؛ لأَنَّ الواو إِليها تصير فيصير اللفظ بهما واحدا) انتهى.

وذكر الزمخشَريُّ في " المفصل ":

(وكلُّ واوٍ وقعت رابعةً فصاعدًا ولم ينضمَّ ما قبلها، قلبت ياءً، نحو: أغزيت وغازيت ورجيت وترجيت واسترشيت ومضارعتها، ومضارعة غزي ورضي وشائي في قولك يغزيان ويرضيان ويشأيان، وكذلك ملهيان ومصطفيان ومعليان ومستدعيان) انتهى.

وجاء في " الهمع "

(" إبدال الواو ياء ": وتبدل الياءُ بعد فتحة من واوٍ وقعت رابعةً فصاعدا، في اسم أو فعل، نحو: المعطيان يرضيان والمستعليان يسترضيان) انتهى.

[كل لفظٍ ثلاثيٍّ ألفه عن واو، إذا زيدَ في حروفه الأصول حرفٌ فأكثر فصار كلمة أخرى أميل، لأنَّ واوَه تصير ياءً]

وتعقيبك عليه – أستاذي الفاضل " – رعاك الله -:

(إنَّ الواو تنقلب إلى ياء ثم تنقلب الياء ألفًا مقصورة)

أقول: ما شاء الله، لا قوَّة إلاَّ بالله، زادك الله علمًا وتوفيقًا، ورفع قدرَك.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير