[فانكحوا ما طاب لكم]
ـ[محمد الصالح]ــــــــ[02 - 11 - 2004, 05:27 م]ـ
يقول الله تعالى:"فانكحوا ما طاب لكم من النساء"
ومن المعروف لنا جميعا أن الإسم الموصول "ما" يستعمل مع غير العاقل
أرجو توضيح هذه المسألة و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[الأمل الجديد]ــــــــ[02 - 11 - 2004, 06:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استعملت "ما" للعاقل لأنها واقعة على النوع.
مع تقديري
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[03 - 11 - 2004, 10:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم
بالنسبة لـ (ما) الموصولة لا تستعمل لغير العقلاء فقط وإنما استعمالها الصحيح كما يلي:
ما / تستعمل لذوات غير العقلاء ولصفات العقلاء
مثال على صفات العقلاء / فانكحوا ما طاب ... معناها / الطيب من النساء
/ ولا أنتم عابدون ما أعبد معناها / معبودي
مثال على ذوات غير العقلاء / وألق ما في يمينك ......... (طه) الآية 69
(ما في يمينك) المقصود العصا وهي ذات غير عاقلة
ـ[أبو تمام]ــــــــ[06 - 11 - 2004, 02:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية عطرة لقمر لبنان والأمل، وإضافة على ماتفضل به قمر لبنان أقول:
استعمال ما كاسم موصول غالبا ما يكون لغير العاقل، ومع هذا تستخدم للعاقل في ثلاث حالات:-
أ- إذا اختلط العاقل بغيره وقصد تغليب غير العاقل على العاقل، كقوه تعالى ((يسبح لله ما في السموات))
فالذي في السماء قد يكون عاقل كالملائكة وقد يكون غير عاقل كالكواكب.
ب- أن يذكر العاقل وبعض صفاته، كأن تقول: صاحب ما عرفت من الصالحين والمخلصين والأوفياء.
أي صاحب الذي عرفت من الرجال الأوفياء الصالحين المخلصين.
ج- المبهم أمره، كقوله تعالى ((إني نذرت ما في بطني محررا)) على لسان مريم، فما هنا مبهمة لأنه يحتمل أن يكون مافي بطنها ذكر ويحتمل أنثى، فذكرت (ما).
فعلى هذا يكون جواب سؤال أخي محمد الصالح في قوله تعالى: ((فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع)) ذكرت (ما) لأنه ذكر العاقل وبعض صفاته، والتقدير (انحكوا الطيب أو الحلال من النساء مثنى .. ) وهذا يوافق قول البصريين في هذه الآية، وإليك بعض الخلاق في هذه الآية نقلا عن القرطبي رحمه الله:
قَوْله تَعَالَى: " فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنْ النِّسَاء " إِنْ قِيلَ: كَيْفَ جَاءَتْ " مَا " لِلْآدَمِيِّينَ وَإِنَّمَا أَصْلُهَا لِمَا لَا يَعْقِل ; فَعَنْهُ أَجْوِبَةٌ خَمْسَةٌ:
الْأَوَّل - أَنَّ " مَنْ " وَ " مَا " قَدْ يَتَعَاقَبَانِ ; قَالَ اللَّه تَعَالَى: " وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا " [الشَّمْس: 5] أَيْ وَمَنْ بَنَاهَا. وَقَالَ " فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ " [النُّور: 45]. فَمَا هَاهُنَا لِمَنْ يَعْقِلُ وَهُنَّ النِّسَاء ; لِقَوْلِهِ بَعْد ذَلِكَ " مِنْ النِّسَاء " مُبَيِّنًا لِمُبْهَمٍ. وَقَرَأَ اِبْن أَبِي عَبْلَةَ " مَنْ طَابَ " عَلَى ذِكْر مَنْ يَعْقِل.
الثَّانِي: قَالَ الْبَصْرِيُّونَ: " مَا " تَقَع لِلنُّعُوتِ كَمَا تَقَع لِمَا لَا يَعْقِلُ يُقَال: مَا عِنْدَك؟ فَيُقَال: ظَرِيفٌ وَكَرِيمٌ. فَالْمَعْنَى فَانْكِحُوا الطَّيِّبَ مِنْ النِّسَاء ; أَيْ الْحَلَال , وَمَا حَرَّمَهُ اللَّه فَلَيْسَ بِطَيِّبٍ. وَفِي التَّنْزِيل " وَمَا رَبّ الْعَالَمِينَ " فَأَجَابَهُ مُوسَى عَلَى وَفْق مَا سَأَلَ ; وَسَيَأْتِي.
الثَّالِث: حَكَى بَعْض النَّاس أَنَّ " مَا " فِي هَذِهِ الْآيَة ظَرْفِيَّة , أَيْ مَا دُمْتُمْ تَسْتَحْسِنُونَ النِّكَاح قَالَ اِبْن عَطِيَّة: وَفِي هَذَا الْمَنْزَع ضَعْفٌ.
جَوَابٌ رَابِعٌ: قَالَ الْفَرَّاء " مَا " هَاهُنَا مَصْدَرٌ. وَقَالَ النَّحَّاس: وَهَذَا بَعِيد جِدًّا ; لَا يَصِحّ فَانْكِحُوا الطَّيِّبَةَ. قَالَ الْجَوْهَرِيّ: طَابَ الشَّيْء يَطِيبُ طِيبَة وَتَطْيَابًا. قَالَ عَلْقَمَة: كَأَنَّ تَطْيَابَهَا فِي الْأَنْفِ مَشْمُومُ
جَوَابٌ خَامِسٌ: وَهُوَ أَنَّ الْمُرَاد بِمَا هُنَا الْعَقْد ; أَيْ فَانْكِحُوا نِكَاحًا طَيِّبًا. وَقِرَاءَة اِبْن أَبِي عَبْلَة تَرُدُّ هَذِهِ الْأَقْوَالَ الثَّلَاثَةَ. وَحَكَى أَبُو عَمْرو بْن الْعَلَاء أَنَّ أَهْل مَكَّة إِذَا سَمِعُوا الرَّعْدَ قَالُوا: سُبْحَانَ مَا سَبَّحَ لَهُ الرَّعْد. أَيْ سُبْحَانَ مَنْ سَبَّحَ لَهُ الرَّعْد. وَمِثْله قَوْلهمْ: سُبْحَانَ مَا سَخَّرَكُنَّ لَنَا. أَيْ مَنْ سَخَّرَكُنَّ.
لكم التحية
ـ[قمر لبنان]ــــــــ[07 - 11 - 2004, 03:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تحية عطرة لأخي الكريم أبي تمام
أشكر لك إسهابك في الموضوع
وللفائدة أيضا
إذا كررت ما في آيات التسبيح فالكلام بعدها عن أهل الأرض كقوله تعالى في سورة الحشر (سبح لله ما في السموات وما في الأرض .... ) إلى قوله تعالى (هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب ... )
وإذا لم تكرر في آيات التسبيح فالكلام ليس عن أهل الأرض وإنما عن شيء آخر كقوله تعالى في سورة الحديد
(سبح لله ما في السموات والأرض .... ) إلى قوله تعالى (له ملك السموات والأرض يحيي ويميت ... ) فالكلام عن الله تعالى.
سأذكر مزيدا من الأمثلة لمزيد من الإيضاح حول صفات العقلاء:
(ونفس وما سواها) المسوي هو الله.
(وما خلق الذكر والأنثى) الله هو الخالق.
كذلك فائدة أخري / عندما تذكر ما فإنه يعطف عليها ما يعقل كقوله تعالىفي سورة النحل (ولله يسجد ما في السموات ..... والملائكة ... )
¥