لا يسكَّن ذلك اسما ولا فِعْلا، لخفَّة الفتحة وثقل الكسرة والضمة أ، َلا ترى أَنَّك تقول: هذا زيْدٌ، ومررت بزيْدٍ، وتبدل في النصب من التنوين أَلفا تقول: زيدًا، لأَنَّ الفتحة لا علاج فيها) انتهى
وفي " أسرار العربية " للأنباري
(فإن قيل: فلم أبدلوا من التنوين ألفًا في حال النصب، ولم يبدلوا من التنوين واوًا في حال الرفع، ولا ياءً في حال الجرِّ؟
قيل لوجهين:
أحدهما، إنما أبدلوا من التنوين ألفًا في حال النصب، لخفَّة الفتحة، بخلاف الرفع والجرِّ، فإن الضمة والكسرة ثقيلتان.
والوجه الثاني، أنهم لو أبدلوا من التنوين واوًا في حال الرفع، لكان ذلك يؤدي إلى أن يكون اسم متمكن في آخره واو قبلها ضمة، وليس في كلام العرب اسم متمكن في آخره واو قبلها ضمة.
ولو أبدلوا من التنوين ياء في حالة الجرِّ، لكان ذلك يؤدي إلى أن تلتبس بياء المتكلم، فلذلك لم يبدلوا منه ياء) انتهى
وجاء في " سر صناعة الإعراب " لابن جنِّي:
(فإن قيل: فهلاَّ أبدِل منه في الرفع واو، وفي الجر ياء، كما أبدلوا منه في النصب ألفًا.
ففي ذلك جوابان:
أحدهما، وهو قول سيبويه: أنَّ الألف خفيفة، فألحقت لخفتها، والواو والياء ثقيلتان، فلم تزادا بدلا من التنوين لثقلهما.
ولا يحذفون الألف لاما كانت ولا علامة، لا يقولون في الوقف على " يخشى " هو: يخش، ولا " يسعى " هو: يسع، ولا في " قاما " في التثنية: قام، ولا في " قعدا ": قعد.
ولم تحذف الألف في شيء مما ذكرنا إلا شاذا.
واعتلَّ غير سيبويه في ترك إلحاقهم المرفوع واوا، والمجرور ياء، بدلا في الوقف من التنوين، بأن قال: كرهوا أن يقولوا: " قام زيدو " لئلا يشبه آخر الاسم آخر الفعل في نحو: يدعو ويحلو، وهذا غير موجود في الأسماء استثقالا له.
وكذلك لو قالوا: " مررت بزيدي " لالتبس بالمضاف إليك، نحو: غلامي وصاحبي، فكرهوا ذينك لذينك) انتهى بتصرف.
والله أعلم
أرجو أن يكون في ما ذُكر جواب لهذا النقاش البنَّاء
مع عاطر التحايا
ـ[أبو العتاهية]ــــــــ[02 - 12 - 2004, 10:15 ص]ـ
الأخ الفاضل حازم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا لما أوردته من إيضاح في هذه المسألة
ولكن كما تعلم كل زيادة في المبنى يترتب عليها زيادة في المعنى
فما الغاية من زيادة الألف؟
ولماذا لم تكن الزيادة في تنوين الضم وتنوين الكسر؟
أرجو توضيح ذلك وجزاكم الله كل خير
ـ[محمد وبس]ــــــــ[07 - 12 - 2004, 08:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الاخ حازم على إجابته الوافية
كما أشكر كل من شاركني الموضوع
ـ[المستفيد]ــــــــ[22 - 12 - 2004, 09:42 م]ـ
أشارككم ولست من فرسان الميدان.
لعل السبب في اثباتهم للألف هنا هو النطق، فإن العرب إذا وقفت على المنصوب فإنهم ينطقونه بالألف الممدودة لا بالتنوين.
هذا رأيي، ورحم الله امرءاً أرشدني إلى الصواب.