[حذف ألف تنوين النصب في الرسم تطبيقا للغة ربيعة]
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[20 - 01 - 2010, 01:19 م]ـ
لهذه المعلومة دورة علمية.
كيف؟
قرأت قبلا أنه يجوز حذف ألف تنوين النصب على لغة ربيعة كما يحذف تنوين الضم والكسر، لكن لأن ذلك لم يكن مستعملا فيما يصادفني من نصوص قلت: هي معلومة للعلم فقط.
ثم صادفني ذلك مكتوبا، فتمت رحلة هذه المعلومة مع هذا الأمر، وقلت: لم تكن المعلومة للعلم فقط، بل للتطبيق أيضا، وقد طبقها البعض.
فقررت سرد ذلك مكتفيا بنماذج من التنظير والتطبيق حتى إذا صادفها أحدنا في كتاب تراثي تركها كما هي ولم يعدها خطأ، لكن في إنشائنا يجب أن نساير اللغة المشهورة التي تبدل التنوين المنصوب ألفا.
ومن أراد الاستزادة فعليه بمراجعة باب الوقف في كتب الصرف للتنظير، وقراءة الكتب التراثية للتطبيق.
وهاكم الرحلة بشقيها:
أولا: التنظير:
1 - توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن مالك- (3/ 1469) المؤلف: أبو محمد بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (المتوفى: 749هـ) - شرح وتحقيق: عبد الرحمن علي سليمان، أستاذ اللغويات في جامعة الأزهر
في الوقف على المنون ثلاث لغات:
الأولى: وهي الفصحى، أن يوقف عليه بإبدال تنوينه ألفا إن كان بعد فتحة، وبحذفه إن كان بعد ضمة أو كسرة، كقولك: رأيت زيدَا، وهذا زيدْ، ومررت بزيدْ.
والثانية: أن يوقف عليه بحذف التنوين وسكون الآخر مطلقا، وذكر ذلك أبو الحسن وقطرب وأبو عبيد والكوفيون، ونسبها المصنف إلى ربيعة. قال في الإفصاح: والجماعة يرون أن هذا مما جاء في الشعر، ولا يجوز في الكلام.
والثالثة: أن يوقف عليه بإبدال التنوين ألفا بعد الفتحة، وواوا بعد الضمة، وياء بعد الكسرة، ونسبها المصنف إلى الأزد، وقيده غيره بأزد السراة. وادعى أبو عثمان أنها لغة قوم من أهل اليمن ليسوا فصحاء واقتصر هنا على الفصحاء.
2 - جامع الدروس العربية للشيخ الغلاييني:
(1) إذا وقفتَ على مُنَوَّنٍ، حذفت تنوينه بعد الضمة والكسرة، وأسكنتَ آخرَهُ، مثلُ "هذا خالدْ. مررتُ بخالدْ". فإن كانت الحركةُ فتحةً أبدلتَ التنوينَ ألفاً، مثل "رأيتُ خالداً". هذه هي اللغة الفُصحى وهي أرجحُ اللُّغاتِ وأكثرها. وربيعةُ تُجيزُ الوقفَ على المنوَّن المنصوب، كما يوقفُ على المرفوع منه والمجرور، فيقولون "رأيتُ خالدْ".
ثانيا: التطبيق
1 - الجزء الخامس من مصنف أبي عوانة:
وجدت الاستخدام الحي لهذا الرأي فيه، وهذا مثال من أمثلة صادفتني في هذا الجزء حذف فيها ألف النصب:
" (28) مُبْتَدَأُ كِتَابِ الصَّيْدِ
1 - بَابُ إِبَاحَةِ صَيْدِ الْكَلْبِ الْمُعَلَّمِ إِذَا ذَكَرَ صَاحِبُهُ عَلَيْهِ اسْمَ اللَّهِ وَإِنْ قَتَلَ، وَحَظْرِ أَكْلِهِ إِذَا شَرَكَ فِيهِ كَلْبٌ آخَرُ، أَوْ كَانَ الصَّائِدُ كَلْبً غَيْرَ مُعَلَّمٍ، أَوْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ".
2 - عمدة القاري
عثر الزميل أحمد عبد الله على نموذج تخريجي في الجزء الرابع والعشرين ص215 من "عمدة القاري" للإمام العيني على كلمة "قريب" تظهر قيمة هذا الرأي بصورة عملية.
قال البخاري: "حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، ... "
قال الإمام العيني: قوله: "قريب" مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي عددهم قريب. قال الكرماني: أو منصوب مكتوب بلا ألف على اللغة الربيعية.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[21 - 01 - 2010, 01:35 ص]ـ
لو سألتني عنها أخبرتك
كنت أعرف هذه اللغة منذ كنت في الجامعة فقد تلقيتها من أحد الأساتذة
لكن المميز في هذه المشاركة أنك ذكرت المراجع
دمت موفقا أخي الكريم
ـ[أحمد الصعيدي]ــــــــ[15 - 02 - 2010, 10:54 ص]ـ
بارك الله فيك أخينا الكريم على المعلومات القيمة
فلو قال أحد منا على سبيل المثال-شكر الله أخانا خالدْ -لقيل له أنك أخطأت والصحيح أن تقول خالدا بالنصب لأنها بدل من أخانا