[أحوال الألف اللينة من متن بهجة الطلاب]
ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[04 - 05 - 2010, 09:12 م]ـ
باب أحوال الألف اللينة
في وسط وآخر تُرَى الألفْ ... فرسمها بألف حشوا أُلِفْ
كاسم وحرف آخرا إلا بما ... يأتي فرسم الياء فيه علما
إلى بلى حتى على ثم الألى ** موصولة أنى متى لدى أولى
(موسى وعيسى وبخارى وكذا ** كسرى ومتى رب جنبنا الأذى)
أو أصلها من الثلاثي أتت ** واوا فرسم ألف عنها ثبت
وياء ان عنها تكون انقلبت ** أو أحرف عن الثلاث قد نمت
وارسم ألف إن قبلها ياء حصل ** سوى العلم وألف تأتي بدل
من نون توكيد على الأمر دخل ** كذا مضارع بلامه اتصل
ومثلها إذا ولو لم تعمل ... كذاك تنوين بمنصوب جلي
ويا ضمير النفس أبدلت ألف ... تقول في عبدي أيا عبدا انصرف
شرح مبسط:
في وسط وآخر ترى الألف ... فرسمها بألف حشوا ألف
تأتي الألف في وسط الكلمة وتأتي في آخر الكلمة، ولا تكون في أول الكلمة لأن الألف ساكنة أبدا، ولا تبدأ الكلمة بساكن، وأما ما يرسم في أول الكلمة على صورة الألف في نحو (أحمد) و (إبراهيم) و (أسامة) و (امرأة) فليس بألف وإنما همزة رسمت بصورة الألف.
فرسمها بألف حشوا ألف.
ترسم الألف في وسط الكلمة ألفا في ما استقر عليه الرسم الإملائي.
(وكان العرب قديما يرسمونها واوا أو ياء، لأن الألف إما منقلبة عن الواو أو الياء، أو صائرة إلى الياء، وكانت الإمالة والتفخيم دليلا على ذلك، وقد بقي هذا مراعى في الرسم العثماني للمصحف نحو مشكوة (مشكاة)، صلوة (صلاة)، بنيها (بناها)، جليها (جلاها).)
كاسم وحرف آخرا إلا بما ... يأتي فرسم الياء فيه علما
ترسم الألف الأخيرة ألفا في حروف المعاني، والأسماء المبنية، نحو لا، يا، ألا، نا، ما، مهما ... إلا فيما يلي فترسم ياء:
إلى بلى حتى على ثم الألى ** موصولة أنى متى لدى أولى
ترسم الألف الأخيرة ياء في أربعة من حروف المعاني هي: (إلى، بلى، حتى، على)
وترسم ياء في خمسة أسماء مبنية، هي: (الأُلى بمعنى الذين، أنَّى بمعنى كيف، متى، لدى، أولى مقصورا، اسم إشارة، فإن مد كتب أولاء)
(موسى وعيسى وبخارى وكذا ** كسرى ومتى رب جنبنا الأذى)
هذا البيت ليس من متن بهجة الطلاب، ولكنه من نظمي زدته إكمالا للفائدة، ولأن الناظم رحمه الله لم يذكر حكم الألف آخر الأسماء الأعجمية:
ترسم الألف الأخيرة في الأسماء الأعجمية ألفا إلا في خمسة أسماء فترسم فيها ياء، وهي موسى وعيسى وقد وردا في القرآن الكريم علمين لنبيين من أولي العزم عليهما وعلى نبينا السلام، وكذلك بخارى علما على المدينة المعروفة وإليها ينسب البخاري صاحب أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى، وكسرى علما لملوك الفرس المجوس، ومتَّى أحد مؤلفي كتب النصارى، نسأل الله الثبات والموت على دينه ونعوذ به من الحور بعد الكور.
أو أصلها من الثلاثي أتت ** واوا فرسم ألف عنها ثبت
إذا كانت الكلمة المنتهية بألف ثلاثية؛ اسما أو فعلا، نظر إلى أصل الألف فإن كانت واوا رسمت ألفا، نحو: دعا (مضارعها يدعو)، سما (مضارعها يسمو)، القفا (فعلها يقفو، ومثناها قفوان)، العصا (فعلها يعصو أي يضرب بالعصا، ومثناها عصوان)، الخُطا (مفردها خطوة، والفعل منها يخطو)، الرِبا (من ربا يربو أي زاد)، الرُبا (مفردها ربوة)، الرِضا (من الرضوان)، الضحا (من ضحوة النهار).
هذا ما استقرعليه مصطلح الرسم عند البصريين، وما جاء مخالفا فلعلة، فكلمة الضحا مثلا تكتب الضحى على رسم المصحف، وقد رسمت كذا في الصحف لإمالتها مراعاة لتوافق رءوس الآي، وحقها أن تكتب بالألف في غير المصحف. وقد يرد نحو الزنا والبكا والبنا بالألف وحقها أن ترسم بالياء، والعلة في ذلك أن ما رسم من ذوات الياء بالألف فهو مخفف من الممدود، الزناء، البكاء، البناء.
أما الكوفيون فيرسمون ألف الثلاثي الأخيرة ياء إذا كان مضموم الأول أو مكسوره، ولا يراعون أصل الألف إلا في مفتوح الأول.
وياء إن عنها تكون انقلبت **
أي ترسم الألف الأخيرة في الكلمات الثلاثية ياء، إن كان أصلها ياء؛ نحو: مشى (مضارعها يمشي)، عصى (مضارعها يعصي)، سعى (مصدرها السعي)، نهى (مصدرها النهي)، الفتى (مثناها فتيان)، النُّهَى (مفردها نُهْيَة)، ...
** أو أحرف عن الثلاث قد نمت
¥