تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الحكم على المعين بأنه كافر، أو مشهود له بالنار، فهذا يقف على الدليل المعين، فإن الحكم يقف على ثبوت شروطه، وانتفاء موانعه ". وحكى رحمه الله في بعض المواضع الإجماع على هذا الأصل. (المسألة الثالثة) أن الدعوة إلى الله تعالى واجب بقدر الاستطاعة. ودليل الوجوب قوله تعالى " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن). وقوله تعالى (وادع إلى ربك). وقوله (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك). وقوله (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله). وهذه النصوص وما في معناها تدل على وجوب دعوة الناس كافة، عربهم وعجمهم، كبيرهم وصغيرهم، ذكرهم وأنثاهم. وتدل على وجوب دعوة غير المسلمين من كتابيين ووثنيين إلى الإسلام. كما تدل على وجوب دعوة المسلمين المنحرفين إلى جادة الصواب، وطريق السنة والاستقامة، أيا كان لون الانحراف لديهم، عقديا أو سلوكيا، قليلا أو كثيرا. فالنصارى يُدْعَون، واليهود يُدْعَون، والخوارج يُدْعَون، والرافضة يُدْعَون، وصرعى الشهوات يُدْعَون .. ولا يملك أحد كائنا من كان أن يستثني من هذا العموم، أو يخصص فئة أو طائفة بأنه لا توجه إليهم الدعوة. إذا تقرر هذا، فمن المعلوم بداهة أن الدعوة لا تجامع الهجر، فمن تدعوه لا بد أن تجالسه، وتحادثه، وتصبر عليه، وتعامله بالحسنى رجاء أن يفتح الله قلبه، فيكون لك في ذلك الأجر الموعود (لأن يهدي الله بك رجلا واحد ا خير لك من حمر النعم). ولا يشك أحد: كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو كفار قريش، وهم مشركون وثنيون، ولا كيف كان صلى الله عليه وسلم يدعو يهود المدينة، ولا كيف دعا المسلمون المجوس في هجر وخراسان وغيرها. فالدعوة تكون بالكلام اللين (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى). وتكون بالخلق الطيب المحبب إلى النفوس. فإذا استفرغ المرء وسعه، وبذل جهده، وأيس من صلاح المدعو، أو تخفيف ما هو عليه من الشر آل الأمر إلى هجره ومباعدته، لعدم المصلحة في مخالطته ومحاسنته. (المسألة الرابعة) وبما سبق يعلم أنه يمكن القول بوجود الأصناف الثلاثة في أهل البدعة (المسلمون - والمنافقون – والكفار). • فالمسلمون هم الذين يلتزمون بأصول الإسلام، ولا ينقصونها بقول ولا فعل ولا اعتقاد، وإن كان عندهم مخالفات وبدع لكنها ليست مكفرة، كمن يقول بتفضيل علي على عثمان، أو حتى على الشيخين، فهذا بمجرده ليس كفرا قطعا. • والمنافقون هم الذين يظهرون الموافقة للمسلمين على ماهم عليه ويبطنون الكفر، كمن يبطن القول بتحريف القرآن ويظهر القول بعدم ذلك، أو يبطن القول بكفر الصحابة أجمعين، ويظهر عدالتهم، أو نحو هذا، فهذا في الباطن كافر، وفي الظاهر له حكم الإسلام، كما هو الشأن في المنافقين، ومعلوم كيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعامل معهم، كان يقبل علانيتهم، ويحقن دمائهم، ويعاملهم في الأخذ والعطاء والتوريث وغيره معاملة المسلمين، ويكل سرائرهم إلى الله تعالى. • تبقى الفئة الثالثة، وهم الكفار المعلنون، وهم الذين يجهرون بعقائد كفرية صريحة،كمن يقول بألوهية علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أو يخوّن جبريل عليه السلام، أو يقول بتحريف القرآن، أو يكفر الصحابة، أو أكثرهم إلا نزرا يسيرا منهم. فهذه العقائد متى ثبتت عن شخص وجب استتابته، فإن أصر على ضلاله وبدعته فهو مرتد خارج عن اسم الإسلام، نثبت له أحكام الردة كلها، ولا يجوز التعامل معه، ولا أكل ذبيحته، ولا ولايته، وما له في الآخرة من خلاق، إلا أن يراجع دينه، والله الهادي إلى سواء السبيل , وتفضلوا بقبول فائق التحية والتقدير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم سلمان بن فهد العودة) اهـ. و أظنها في موقعه.

وسبب تأخري بعض الشيء ظروف ألمت وحوائج حمت.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير