تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أخيرا جزاك الله تعالى خيرا أخي الشيخ عبد الرحمن وجعلني الله تعالى عند حسن ظنكم، ولا أخيّبك إن شاء الله إذ جزمت َ بصحة ما نقلتُ لكم.

أسأل الله تعالى أن يبارك لكم في وقتكم وعلمكم.

أخوكم أبو بكر.

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[25 - 04 - 04, 11:56 ص]ـ

أشكر الأخوة الفضلاء على الفوائد، والمداخلات المثمرة، والنافعة.

أخي ماهر أنا لا أشك في أنك تثبت الكرمات، ولم يخطر ببالي شيء غير ذلك، لكن الكلام للفائدة.

والشيء بالشيء يذكر وتتميما للفائدة ننقل لكم بعض ما ذكره الإمام ابن تيمية من تلاعب الشياطين، ومكرهم بأتباعهم ... ، وبعض تلبيسهم على الجهال ..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفرقان [مجموع] 11/ 287:

: وبين كرامات الأولياء وما يشبهها من الأحوال الشيطانية فروق متعددة منها:

- أن كرامات الأولياء سببها الإيمان والتقوى، و الأحوال الشيطانية سببها ما نهى الله عنه ورسوله وقد قال تعالى (قل إنما حرم ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والأثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) فالقول على الله بغير علم، والشرك، والظلم، والفواحش قد حرمها الله تعالى، ورسوله فلا تكون سببا لكرامة الله تعالى بالكرامات عليها فإذا كانت لا تحصل بالصلاة والذكر وقراءة القرآن بل تحصل بما يحبه الشيطان وبالأمور التي فيها شرك كالاستغاثة بالمخلوقات، أو كانت مما يستعان بها على ظلم الخلق وفعل الفواحش فهي من الأحوال الشيطانية لا من الكرامات الرحمانية، ومن هؤلاء من إذا حضر سماع المكاء والتصدية يتنزل عليه شيطانه حتى يحمله في الهواء ويخرجه من تلك الدار، فإذا حصل رجل من أولياء الله تعالى طرد شيطانه فيسقط كما جرى هذا لغير واحد.

ومن هؤلاء من يستغيث بمخلوق إما حي أو ميت سواء كان ذلك الحي مسلما أو نصرانيا أو مشركا فيتصور الشيطان بصورة ذلك المستغاث به، ويقضى بعض حاجة ذلك المستغيث فيظن أنه ذلك الشخص، أو هو ملك على صورته، وإنما هو شيطان أضله لما أشرك بالله كما كانت الشياطين تدخل الأصنام، وتكلم المشركين ومن هؤلاء من يتصور له الشيطان ويقول له: أنا الخضر، وربما أخبره ببعض الأمور، وأعانه على بعض مطالبه كما قد جرى ذلك لغير واحد من المسلمين، واليهود والنصارى، وكثير من الكفار بأرض المشرق والمغرب يموت لهم الميت فيأتي الشيطان بعد موته على صورته وهم يعتقدون أنه ذلك الميت، ويقضي الديون ويرد الودائع ويفعل أشياء تتعلق بالميت، ويدخل على زوجته ويذهب، وربما يكونون قد أحرقوا ميتهم بالنار، كما تصنع كفار الهند، فيظنون أنه عاش بعد موته، ومن هؤلاء شيخ كان بمصر أوصى خادمه فقال: إذا أنا مت فلا تدع أحدا يغسلني فانا أجيء وأغسل نفسي فلما مات رأى خادمه شخصا في صورته فاعتقد أنه هو دخل وغسل نفسه فلما قضى ذلك الداخل غسله أي غسل الميت غاب وكان ذلك شيطانا، وكان قد أضل الميت، وقال إنك بعد الموت تجىء فتغسل نفسك فلما مات جاء أيضا في صورته ليغوى الأحياء كما أغوى الميت قبل ذلك.

ومنهم من يرى عرشا في الهواء وفوقه نور ويسمع من يخاطبه ويقول: أنا ربك فان كان من أهل المعرفة علم أنه شيطان، فزجره، واستعاذ بالله منه؛ فيزول.

ومنهم من يرى أشخاصا في اليقظة يدعى أحدهم أنه نبي، أو صديق، أو شيخ من الصالحين، وقد جرى هذا لغير واحد.

ومنهم من يرى في منامه أن بعض الأكابر إما الصديق رضي الله عنه، أو غيره قد قص شعره، أو حلقه، أو ألبسه طاقيته، أو ثوبه فيصبح وعلى رأسه طاقية وشعره محلوق أو مقصر، وإنما الجن قد حلقوا شعره أو قصروه.

وهذه الأحوال الشيطانية تحصل لمن خرج عن الكتاب والسنة وهم درجات، والجن الذين يقترنون بهم من جنسهم وهم على مذهبهم والجن فيهم الكافر والفاسق والمخطئ فان كان الإنسي كافرا أو فاسقا أو جاهلا دخلوا معه في الكفر و الفسوق والضلال، وقد يعاونونه إذا وافقهم على ما يختارونه من الكفر مثل الإقسام عليهم بأسماء من يعظمونه من الجن وغيرهم، ومثل أن يكتب أسماء الله، أو بعض كلامه بالنجاسة، أو يقلب فاتحة الكتاب، أو سورة الإخلاص، أو آية الكرسي، أو غيرهن، ويكتبهن بنجاسة فيغورون له الماء، وينقلونه بسبب ما يرضيهم به من الكفر، وقد يأتونه بما يهواه من امرأة أو صبي

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير