ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[10 - 06 - 04, 01:57 ص]ـ
بارك الله فيك يا أختي الفاضلة أم بالنسبة لقولي (لذا من بدع هذا العصر الشرعية و اللغوية و العقلية التفريق بين الفعل و الفاعل ... )
فمن أمثلة هذه البدع شرعا و هو من أعظم الأمثلة تسميتهم من وقع في الشرك الأكبر مسلما فحقيقة الشرك تناقض حقيقة الإسلام مناقضة تامة فهما نقيضان لا يجتمعان و لا يرتفعان فلا بد من وجود أحدهما فجاء بعض ممن ينتسب للعلم في هذا العصر فقال نقول بأن فعله شرك و لكن لا نقول بأنه مشرك و دخلت عليهم هذه الشبهه لما قرأوا بعض كلام أهل العلم في عدم تكفير من وقع في الشرك فقالوا نحن نفرق بين الفعل و الفاعل فالفعل شرك و الفاعل ليس بمشرك و هؤلاء ما فقهوا معاني ألفاظ كتاب الله تعالى و المراد بهذه الألفاظ و لو أنهم رجعوا للكتاب و عكفوا على فهمه لما رأيتهم وقوعوا بمثل هذا و لكن دخل عليهم الشيطان بتعظيم أهل العلم و أخذ كلامهم على عواهنه دون عرضه على الكتاب و السنة فنشأ عندهم تعارض بين معاني القرآن و و بين معاني مشايخهم فقالوا لن نسبق مشايخنا بشئ فأثروا الركون على فهوم المتأخرين من بعض المشايخ ممن لم ترسخ قدمه بالعلم خاصة في مثل هذه العلوم الجليلة ثم رجع يبحث عن من يوافقه من أهل المتقدمين فوجد بعض الألفاظ التي وافقت قلبا خاليا فتمكنت منه و أخذ هذه الأفاظ دون تمحيص و لا تدقيق و لا مراجعة لمراد أهل العلم بهذا الألفاظ فترسخت عنده هذه الشبهه فأصبحت أصلا (فرق بين الفعل و الفاعل) من وقع في الشرك ليس بمشرك و إن كان فعله شرك و أنا أطالب من تقلد هذا لأصل الباطل أن يأتيني بدليل من الكتاب و السنة و أقوال الصحابة ما يدل على هذا الأصل.
ثم إن هذا الأصل مبني على بدعة لغوية و هي التفريق بين الفعل و الفاعل و قد بينا سابقا أن النحويين أجمعوا على أن من وقع الفعل منه أشتق له اسم فاعل فمن ركض يقال راكض و من سمع يقال سامع و من درس يقال دارس و إن اختلفوا في أصل الإشتقاق هل هو الفعل أم المصدر و لكنهم لا يختلفون فيما ذكرنا عنهم.
و أما مقتضى العقل فمن السفه أن يقال لمن أكل او شرب أو نام بأنه ليس بشارب و لا نائم و لا آكل و لو قيل له أنت نائم أو شارب أو آكل و قال لا يحق لكم أن تقولوا هذا نعم أنا أكلت و شربت و نمت و لكني لست بنائم و لا بشارب و لا بآكل فهل يشك أحد بأن مثل هذا من السفه المستبين.
هذا هو مرادي بهذه العبارة.
ـ[أبو أسيد البغدادي]ــــــــ[10 - 06 - 04, 07:27 ص]ـ
لعله من لمهم هنا التنبيه الى أن الكفر قد يطلق في الكتاب و السنة و يراد به الشرك لا كفر القتال و التعذيب و يعرف ذلك بالقرائن
كقوله تعالى (وصدها ما كانت تعبد من دون الله إنها كانت من قوم كافرين) اي مشركين لان القوم ما بلغتهم الحجة،و قد نبه الى هذا الشيخ الكريم الفاضل علي الخضير حفظه الله و فك أسره في كتابه العظيم الحقائق في التوحيد.
ـ[عبد الرحمن بن طلاع المخلف]ــــــــ[10 - 06 - 04, 11:10 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل أبا أسيد.
و لعل كلامك يجرنا إلى قاعدة مهمة و هي أن الكفر و الشرك إذا اقترنا افترقا و دليله ما ذكرنا من آيات كقوله تعالى (سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ) (آل عمران: 151).
و قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) (البينة: 6).
فلما اقترن الكفر و الشرك فرق الله تعالى هنا بين الشرك و الكفر فالكفر أعم من الشرك لأنه يدخل فيه كل خروج عن الدين كتكذيب الرسل أو تحريف الكتب أو غيرها من أنواع الكفر و أما الشرك فهو اتخاذ الأندادا من دون الله تعالى و هذه الحقيقة لا يدخل فيها إلا ما في معناها كشرك الدعوة و الإستغاثه و السجود و غيرها من أنواع الشرك.
لذا ذكر الله تعالى وصف أهل الكتاب و المراد هنا بوصف أهل الكتاب من خرج من الدين منهم.
¥