ومن الإيمان بالله سبحانه الإيمان بأنه خالق العالم ومدبر شئونهم والمتصرف فيهم بعلمه وقدرته كما يشاء سبحانه وأنه مالك الدنيا والآخرة ورب العالمين جميعاً لا خالق غيره ولا رب سواه وأنه أرسل الرسل وأنزل الكتب لإصلاح العباد ودعوتهم إلى ما فيه نجاتهم وصلاحهم في العاجل والآجل وأنه سبحانه لا شريك له في جميع ذلك وقال تعالى:" الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل ".
والله تعالى اعلم
له تابع إن شاء الله (الإيمان بأسماء الله وصفاته)
ـ[عبدالله 2]ــــــــ[30 - 06 - 04, 11:54 ص]ـ
ومن الإيمان بالله، الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلى الواردة في كتابه العزيز والثابتة عن رسوله الأمين من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل بل يجب أن تمر كما جاءت بلا كيف مع الإيمان بما دلت عليه من المعاني العظيمة التي هي أوصاف الله عز وجل يجب وصفه بها على الوجه اللائق به من غير أن يشابه خلقه في شيء من صفاته كما قال تعالى:" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير "
وقال تعالى:" فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون "
وهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان وهي التي نقلها الإمام أبو الحسن الأشعري رحمه الله في كتابه (المقالات) عن أصحاب الحديث وأهل السنة ونقلها غيره من أهل العلم والإيمان.
قال الأوزاعي رحمه الله: سئل الزهري ومكحول عن آيات الصفات فقالا: أمروها كما جاءت.
وقال الوليد بن مسلم رحمه الله: سئل مالك والأوزاعي والليث بن سعد وسفيان الثوري رحمهم الله عن الأخبار الواردة في الصفات فقالوا جميعاً: أمروها كما جاءت بلا كيف.
وقال الأوزاعي رحمه الله: كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله سبحانه على عرشه ونؤمن بما ورد في السنة من الصفات.
ولما سئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك رحمه الله عن الاستواء قال:" الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ المبين وعلينا التصديق "
ولما سئل الإمام مالك عن ذلك قال: (الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة) ثم قال للسائل ما أراك إلا رجل سوء وأمر به فأخرج روي هذا المعنى عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها.
وقال الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن المبارك رحمه الله: (نعرف ربنا سبحانه بأنه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه).
وكلام الأئمة في هذا الباب كثير جداً لا يمكن نقله ومن أراد الوقوف على كثير من ذلك فليراجع ما كتبه علماء السنة في هذا الباب مثل كتاب " السنة " لعبد الله بن أحمد بن حنبل، وكتاب " التوحيد " للإمام الجليل محمد بن خزيمة، وجواب الشيخ ابن تيمية لأهل حماة وهو جواب عظيم كثير الفائدة قد أوضح فيه رحمه الله عقيدة أهل السنة ونقل فيه الكثير من كلامهم والأدلة الشرعية والعقلية على صحة ما قاله أهل السنة وبطلان ما قاله خصومهم وهكذا رسالته الموسومة بالتدمرية قد بسط قيها المقام وبين فيها عقيدة أهل السنة بأدلتها النقلية والعقلية والرد على المخالفين بما يظهر الحق ويدمغ الباطل لكل من نظر في ذلك من أهل العلم بقصد صالح ورغبة في معرفة الحق وكل من خالف أهل السنة فيما اعتقدوا في باب الأسماء والصفات فإنه يقع ولابد في مخالفة الأدلة النقلية والعقلية مع التناقض الواضح في كل ما يثبته وينفيه.
أما أهل السنة والجماعة فأثبتوا لله سبحانه ما أثبته لنفسه في كتابه الكريم أو أثبته له رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في سنته إثباتاً بلا تمثيل، ونزهوه سبحانه عن مشابهة خلقه تنزيهاً بريئاً من التعطيل ففازوا بالسلامة من التناقض وعملوا بالأدلة كلها وهذه سنة الله سبحانه فيمن تمسك بالحق الذي بعث به رسله وبذل وسعه في ذلك وأخلص لله في طلبه أن يوفقه للحق ويظهر حجته كما قال تعالى:" بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ".
وقد ذكر الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره عند كلامه على قوله تعالى:" إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش "
كلاماً حسناً في هذا الباب يحسن نقله ها هنا لعظم فائدته قال رحمه الله:" للناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً ليس هذا موضع بسطها وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهوية وغيرهم من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه وليس كمثله شيء وهو السميع البصير بل الأمر كما قال الأئمة منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال: من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله ونفى عن الله تعالى النقائص فقد سلك سبيل الهدى " انتهى كلام ابن كثير رحمه الله.
والله تعالى اعلم
له تابع إن شاء الله (الإيمان بالملائكة)
¥